إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فى ذكرى ميلاد أبى القاسم الشابى

أبو القاسم الشابى
أبو القاسم الشابى
كتب أحمد إبراهيم الشريف
تمر اليوم ذكرى ميلاد الشاعر التونسى أبى القاسم الشابى، الذى ولد فى 24 فبراير 1909، واتلى صارت قصيدته الشهيرة " إرادة الحياة" أيقونة لا تموت أبدا:
 
والقصيدة كتبها الشابى فى شهر  سبتمبر 1933، وتُعدّ من أشهر القصائد فى الشعر العربى الحديث. استُخدمت أبيات من القصيدة فى النشيد الوطنى التونسي.كما قامت لطيفة بغناء بعض أبيات القصيد بألحان جمال سلامة وقام بإنشاد (بعض) أبياتها كذلك المنشدين يحيى حوى وصالح اليامي.
 
ذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ/ فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي/  وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ/  تَبَخَّـرَ فى جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ/ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
كَذلِكَ قَالَـتْ لِـى الكَائِنَاتُ / وَحَدّثَنـى رُوحُـهَا المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ/ وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ/ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر
وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ/ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر
وَمَنْ لايحب صُعُودَ الجِبَـالِ/ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر
فَعَجَّتْ بِقَلْبِى دِمَاءُ الشَّبَـابِ/ وَضَجَّتْ بِصَدْرِى رِيَاحٌ أُخَر
وَأَطْرَقْتُ، أُصْغِى لِقَصْفِ الرُّعُودِ/ وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر
وَقَالَتْ لِى الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ :/  أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"
"أُبَارِكُ فى النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ/ وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِى الزَّمَـانَ/ وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ حَى،  يُحِـبُّ الحَيَاةَ/ وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر
فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ/ وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِى الرَّؤُوم / لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ/ مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"
وفى لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِى الخَرِيفِ/ مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ/ وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ،/ لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟
فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ / وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر
وَقَالَ لِى الْغَـابُ فى رِقَّـةٍ/ مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر
يَجِيءُ الشِّتَاءُ، شِتَاءُ الضَّبَابِ/ شِتَاءُ الثُّلُوجِ، شِتَاءُ الْمَطَـر
فَيَنْطَفِئ السِّحْرُ، سِحْرُ الغُصُونِ/ وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر
وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِى الوَدِيعِ/ وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِى العَطِر
وَتَهْوِى الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا / وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر
وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ فى كُلِّ وَادٍ/ وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر
وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ/ تَأَلَّـقَ فى مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى البُـذُورُ التى حُمِّلَـتْ / ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر
وَذِكْرَى فُصُول، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ/ وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر
مُعَانِقَـةً وَهْى تَحْـتَ الضَّبَابِ/ وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر
لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذى لا يُمَـلُّ/ وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِى الخَضِر
وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـى الطُّيُـورِ/ وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر
وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَاحِ/ حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر
فصدّعت الأرض من فوقـها/ وأبصرت الكون عذب الصور
وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه/ وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر
وقبلّـها قبـلاً فى الشفـاه/ تعيد الشباب الذى قد غبـر
وقالَ لَهَا: قد مُنحـتِ الحياةَ/ وخُلّدتِ فى نسلكِ الْمُدّخـر
وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي/ شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر
ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ/ يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر
إليك الفضاء، إليك الضيـاء/ إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر
إليك الجمال الذى لا يبيـد/ إليك الوجود الرحيب النضر
فميدى كما شئتِ فوق الحقول/ بِحلو الثمار وغـض الزهـر
وناجى النسيم وناجى الغيـوم/ وناجى النجوم وناجى القمـر
وناجـى الحيـاة وأشواقـها/ وفتنـة هذا الوجـود الأغـر
وشف الدجى عن جمال عميقٍ/ يشب الخيـال ويذكى الفكر
ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ/ يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء/ وَضَاعَ البَخُورُ، بَخُورُ الزَّهَر
وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ/ بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر
وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ/ فى هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر
وَأَعْلَنَ فى الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ/ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ/ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترتيب الدوري الفرنسي.. موناكو يتأهل لدوري الأبطال وهبوط سانت إيتيان

أخبار × 24 ساعة.. "يبدأ من 5 جنيهات" تعرف على أسعار تذكرة الأتوبيس الترددى

التحقيق مع ناشر فيديو لفرد شرطة ادعى سيره عكس الاتجاه بمنطقة المرج

لحظات فارقة أبقت على حظوظ الأهلي في التتويج الدوري.. إنقاذ ياسر وهدف رضا

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام فاركو فى ليلة حسم لقب الدورى


ديمبيلي يقود هجوم باريس سان جيرمان ضد أوكسير في ختام الدوري الفرنسي

غدا آخر فرصة للتقديم على 1072 وظيفة فى الإمارات برواتب تصل إلى 4000 درهم

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

ليفربول يحسم أولى صفقاته من الدوري الألماني استعدادا للموسم الجديد

بين الإطارات وسخونة المحرك.. 15 نصيحة لسلامتك وأمان سيارتك فى الأجواء الحارة


إنشاء مركز تطوير في شنجهاي لمواجهة قيود واشنطن على رقائق الذكاء الاصطناعي

بعثة الحج المصرية تسكن الحجاج بالقرب من الحرم وتقدم تيسيرات للحالات الإنسانية

القاهرة 40 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة وتعلن أعلى درجات سجلت

مصر تتابع بقلق بالغ التطورات الجارية في ليبيا وتدعو للالتزام بأقصى درجات ضبط النفس.. استقالة وزراء بحكومة الوحدة الوطنية.. مجلس الدولة يعلن سقوط شرعية "الدبيبة".. والبرلمان الليبى: نعمل على تشكيل حكومة جديدة

الجالية الرومانية في الخارج تبدأ التصويت قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية

ملك زاهر تتصدر التريند بعد حديثها عن ليلى وسبب غياب تامر حسني عن حفل الزفاف

ريال مدريد يعلن رسمياً ضم دين هويسن حتى يونيو 2030

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى