خالد صلاح يكتب :حزب الوفد وعلاج "موزاييك" السياسة فى مصر

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
حزب الوفد
حزب الوفد
 
حباً لهذا البلد أدعو الله أن يسترد حزب الوفد مكانته المستحقة على الساحة السياسية المصرية.
 
لا تحتاج أنت منى أن أسرد عليك تاريخ هذا الحزب العريق، فهو بلا شك من «أحزاب الزمن الجميل»، وتاريخه العريق فى العمل الوطنى والمشاركة السياسية أكثر سموا من تلك النتوءات السياسية المريضة، أو أوكار اليسار الساذجة والأصوات الناعقة التى لم نحصد من ورائها سوى الجهل وخيبة الأمل.
 
الوفد مختلف وطنيًّا وسياسيًّا، ولذلك أرى أن الوفد يمكن أن يلعب دورا مهما فى سد ثغرات العمل الحزبى فى مصر، وأرى كذلك أن المواقف الوطنية التى اتخذتها قيادات الحزب وهيئته العليا وكوادره الإعلامية وصحيفته المرموقة منذ ثورة يونيو، تجعلنا أمام مؤسسة سياسية تعرف معنى الوطنية بجدارة، وتدرك طبيعة المخاطر التى تتعرض لها بلادنا، وتفرق بين مصلحة مصر العليا، والمصالح الحزبية الضيقة والأهواء السياسية الشخصية الخبيثة.
 
هذا الحزب مؤهل لأن يتصدر مشهد الحركة السياسية والحزبية المصرية خلال السنوات الأربع المقبلة، إن كنا نفكر فعلا فى تأسيس منظومة سياسية جديرة بتفعيل مسارات الديمقراطية فى البلاد، فالوفد لم يراهن على الفوضى مطلقا سواء فى يناير أو خلال فترة حكم الإخوان، والوفد تصدر مشهد المواجهة عند تأسيس جبهة الإنقاذ خلال فترة سيطرة مكتب الإرشاد على السلطة، والوفد ساند ثورة يونيو وشارك فى ملحمة 3 يوليو وأيد التفويض لمواجهة الإرهاب ووقف إلى جوار الدولة الوطنية فى معركتها الأساسية لاستعادة الأمن والاستقرار وإعادة هيكلة الأوضاع الاقتصادية وفى رحلتنا التنموية مع المشروعات القومية الكبرى التى شهدتها مصر خلال السنوات الأربع الماضية.
 
وإذا كنا مشغولين فعلا بإعادة بناء الساحة السياسية فى مصر، وداعين إلى اندماجات بين القوى الحزبية الأساسية فى البلاد، فأعتقد أن الوفد يمكنه أن يقود هذه المسيرة التوحيدية لتنتهى أسطورة المائة حزب الحالية فى البلاد، وتتجمع القوى ذات الأفكار والبرامج المشتركة فى أربعة أو خمسة أحزاب رئيسية تكون مؤهلة للمشاركة فى السلطة أو التعاون فى تشكيل الحكومات وقيادة العمل البرلمانى على أسس وطنية حقيقية، وليس على فوضى «الكيدية السياسية والتمويل الخارجى وسلوكيات فئران السفن» التى نشهدها مع كل محنة تمر بها مصر.
 
الوفد يستطيع أن يلعب هذا الدور ببراعة، والبلاد ستكون مؤهلة خلال السنوات الأربع المقبلة لتستقبل أفكارا سياسية تساهم فى تحريك الحياة الحزبية على نحو يضمن هيكلة البلاد سياسيا لتكون مؤهلة لما هو مقبل، والوفد بسلوكه الوطنى خلال السنوات الأربع الماضية، وبرصيده التاريخى كأعرق الأحزاب المصرية يمكنه أن يتولى هذه المهمة بتجرد، ويقدم صورة إيجابية فاعلة عن الحياة الحزبية فى مصر.
 
أدعو هنا، كمواطن ليس له أى انتماءات حزبية، قيادات حزب الوفد أن تفكر فى الدعوة إلى مؤتمر للأحزاب المصرية يبدأ فى تحريك المياه الراكدة، وجمع الموزاييك الحزبى المشتت فى كيانات وطنية متنوعة الأفكار، واستثمار السنوات الأربع المقبلة مع رئيس بقوة وشعبية عبدالفتاح السيسى، للوصول إلى تصور شامل لمستقبل العمل السياسى والوطنى فى البلاد.
 
النموذج الذى قدمه الوفد مع عدد آخر من الأحزاب التى علت فوق أهوائها السياسية ووضعت مصلحة مصر فى سلم أولوياتها، مثل المصريين الأحرار والتجمع ومستقبل وطن والغد، وحتى حزب النور فى بعض المواقف، وغيرها من الأحزاب، يمكن أن تشكل أساسا للبناء عليه فى الفترة المقبلة لرسم خريطة أكثر جدية للعمل السياسى فى مصر.
 
أتمنى من قيادات الوفد أن تنظر فى هذه المبادرة، وأتطلع إلى أن نستعد من الآن للتغييرات المرتقبة خلال السنوات الأربع المقبلة، وما ستشهده من انتخابات برلمانية وحراك سياسى.
 
قلت لكم من قبل، إن الرؤساء الأقوياء الوطنيين هم وحدهم قادرون على تأسيس حياة ديمقراطية سليمة، إذا حسنت النوايا واستقرت البلاد أمنيا واقتصاديا، ووضعنا مصر وشعبها على رأس الأولويات، وثقة فى هذه الرؤية أرى أن اللحظة مناسبة لهذه الخطوة، والبلد يحتاج استراتيجيا هذا التوجه معتمدا على قلوب تؤمن بمصر ولا تتاجر باسم مصر فى دهاليز المؤامرات العفنة إقليميا ودوليا.
 
 مصر من وراء القصد.
ثورة 30 يونيو
 
الانتخابات
 

الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أفريقيا قصة عشق للمدربين الرحالة وصناع الأمجاد الكروية.. ريفيرو يبحث عن صناعة التاريخ مع الأهلي بعد كؤوس أورلاندو.. البدري "صائد البطولات".. رينارد وموسيماني وكارتيرون أسماء لامعة.. والبنزرتي ولوروا ملوك القارة

ستارمر يعلن عن خطط لإرسال اللاجئين المرفوضين لـ"مراكز عودة" خارج بريطانيا

مصطفى محمد يرفض المشاركة فى جولة دعم المثليين بالدوري الفرنسي: إيماني يمنعني

3 يونيو آخر موعد لتقديم تظلمات الزمالك وبيراميدز للمحكمة الرياضية الدولية

ترامب: نعمل على تخفيف معاناة أهل غزة ووقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية


مدير FBI السابق يدعو لاغتيال ترامب بشفرة سرية على إنستجرام.. والسلطات تحقق

السعودية: تأشيرات الزيارة بجميع أنوعها لا تخول لحامليها أداء فريضة الحج

24 يوما تفصل المتهم فى قضية الطفل ياسين عن فرصة النجاة من المؤبد

مصطفى عسل يتأهل إلى نصف نهائى بطولة العالم للاسكواش بأمريكا

مرحبا ألكسندر ترامب.. الرئيس الأمريكى يرزق بحفيده "اللبنانى".. صورة


دغموم يدخل دائرة المرشحين لتدعيم الزمالك بعد سام مرسى والملالى

لجنة مصر للأفلام تشارك فى جلسة رفيعة المستوى فى "مارشيه دو فيلم" بمهرجان كان

"لو فيجارو": الترسانة النووية الفرنسية لا يمكنها حماية دول الاتحاد الأوروبى بأكمله

عودة الملاحة الجوية إلى مطار معيتيقة فى طرابلس بعد توقف بسبب الاشتباكات

موعد مباراة كريستال بالاس ضد مانشستر سيتي فى نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي

29 مايو.. الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل بعيد الصعود المجيد أحد الأعياد السيدية الكبرى.. فرح القيامة يتواصل فى "الخماسين المقدسة".. تمجيد للمسيح وإعلان للرجاء فى المجئ الثانى.. وهذا موعد بدء صوم الرسل

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

قدم الآن.. فرص عمل للمهندسين فى السعودية بمرتبات تصل إلى 11 ألف ريال

10 صور من عقد قران الفنان يوسف حشيش والشاعرة منة عدلى القيعى

السكة الحديد تحدد مواعيد الحجز المسبق لقطارات عيد الأضحى 2025

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى