استجابة لشكاوى "انقذوا الكتان".. محافظ الغربية: سأقف مع أصحاب المصانع حتى نهاية أزمتهم وحصولهم على الدعم الكامل.. ويؤكد: أرسلت خطابات رسمية لوزيرى التجارة والزراعة لترخيص 30 مصنعا وتقديم الدعم للصناعة التاريخية

أعلن اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، عن العمل بصورة جدية لحل أزمات صناعة الكتان بقرية "شبرا ميلس" بمدينة زفتى، وذلك فى استجابة لما نشره "اليوم السابع" حول أزمة مصانع الكتان بالقرية، مؤكدا على أنه خاطب كل من وزير الزراعة ووزير التجارة والصناعة رسمياً لحل تلك الأزمات والسعى من الحكومة لإنهاء تراخيص 30 مصنعاً تحتاج للدعم فى الفترة المقبلة.

وأكد محافظ الغربية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه على ثقة كبيرة بأن مصانع الكتان تلعب دورا مهما فى اقتصاد محافظة الغربية ومصر بأكملها، لما لها من دور كبير فى إنتاج أكبر نسبة فى مصر من الكتان بقرية شبراميلس، موضحا على أنه يساند أصحاب تلك المصانع حتى الحصول على جميع حقوقهم فى التراخيص والدعم من الدولة.

​عبد المنعم البنا وزير الزراعة

وأوضح اللواء أحمد ضيف صقر، أنه كان قد سعى فى تلك الخطوة منذ أسابيع قليلة، وذلك عبر إعداد مذكرة متكاملة بالأزمة فى 30 مصنعا يحتاج للتراخيص الرسمية بدلاً من العمل بالجهود الذاتية، وذلك لخدمة مصر فى تصنيعه بدلاً من بيعه خام وشرائه بأسعار أعلى من الخارج بعد تصنيعه فى الصين وباقى الدول التى تستورده خام من القرية، كما كلف العميد محمد شوقى بدر رئيس مدينة زفتى، لزيارة القرية ومتابعة حالة المصانع فى بداية شهر يناير الماضى، وعقد لقاءات مع أصحاب مصانع وعمال الكتان لبحث مشاكلهم.

وكان قد أطلق أهالى وأصحاب مصانع الكتان بقرية شبراميلس صرخة مناشدة  إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية، للضغط على المسئولين وإنهاء تلك الأزمة وتوفير التراخيص والدعم اللازم لهم خلال الفترة المقبلة، وذلك لخدمة إنتاج الكتان بمصر وتوفير مليارات الجنيهات سنويا على الدولة من استيراد الكتان مصنع بعد تصديره خام للخارج.

محمد شوقى بدر رئيس مدينة زفتى

وقال الحاج ممدوح عبدالخالق سرحان أحد أصحاب مصانع الكتان بقرية شبراميلس، إن 80٪ من محصول الكتان فى مصر تنتجه قرية شبراميلس وتبلغ مساحة زراعة الكتان فى القرية 70 ألف فدان ينتج الفدان 5.5 طن، ويصل سعر الكتان  إلى 15 ألف جنيه، بخلاف قيمة منتجات بذوره، التى تصل  إلى 600 كيلو جرام، مؤكداً أن مصانع القرية مهدده بالغلق من قبل مجلس مدينة زفتى والوحدة المحلية بالقرية.

وأضاف ممدوح سرحان لـ"اليوم السابع"، أنهم يحتاجون التراخيص لزيادة كميات الكتان حيث إنهم يقومون بالعمل بإعتمادات ذاتية، والدولة لا تهتم بهم نهائياً منذ أكثر من 150 سنة مضت، وفى كل عام يتعرضون للحوادث والحرائق التى تعرضهم لخسائر كبيرة.

أما جمال السيسى أحد مصدرى مشتقات الكتان بالغربية، أن الكتان له فوائد كثيرة وهامة للجميع، فبذرة الكتان تستعمل فى نقص الوزن (الريجيم) وأيضاً علاج للشعر، أما عود الكتان فيستخدم فى صناعات كثيرة مثل الملابس والدهانات والخشب الحبيبى وأدوات السباكة، مؤكداً أن قيمة تصدير طن الألياف المعروفة بشعر الكتان الخام تبلغ 20 ألف جنيه، ويتم استيراده مرة أخرى بعد غزله بـ 60 ألف دولار.

وأضاف جمال السيسى لـ"اليوم السابع"، أن 40٪ من زيت بذر الكتان به نسبة عالية من أوميجا 3 و22٪ بروتينات و4٪ معادن، و10 جرامات يتم تناولها من بذورالكتان قد تساعد المرأة على الحمل والإنجاب، حيث أنه للكتان المصرى استخدامات لا حصر لها منذ زراعته على يد الفراعنة قبل آلاف السنين واستعان القدماء المصريون بمنتجات الكتان فى الكثير من الاستخدامات التى لم تقتصر على الملابس فقط، وإنما استخدموه أيضا فى صناعة حبال من الكتان لرفع الصخور التى أقاموا بها مبانيهم، والأشرطة التى تلف حول مومياوات الفراعنة المصنوعة من الكتان لحفظ المومياوات بعد إتمام عملية التحنيط التى اشتهر بها المصريون فى ذلك الوقت.

وأوضح إبن قرية شبرامليس، أن نبات الكتان يعد من أقدم النباتات المستخدمة فى الصناعة، حيث يتم استخراج الزيت والألياف منه، ويُستخدم ساق نبات الكتان فى الحصول على الألياف التى تكون على شكل حزم، ومن المعروف أن اللون الطبيعى للكتان يكون مائلًا للصفرة وأحيانًا مائلًا للرمادى أو الأخضر، وتدخل ألياف الكتان فى صناعة الأنسجة والأغطية وأقمشة الخيام، والأكياس القماشية وصناعة الملابس والحقائب، أما بذور الكتان" فيستخرج منها زيت الكتان والمعروف باسم الزيت الحار كما هو معروف فى بعض دول شمال إفريقيا، فهو زيت يستخدم فى الطعام ويستخدم فى الطبخ والصيدلة والطب، لكونه غذاء صحيا غنيّا بالدّهون المفيدة والفيتامينات.

وكان قد قرر اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية، فى مطلع يناير الماضى بعد شكاوى وتضرر أكثر من 20 ألف عامل فى حوالى 30 مصنع إنتاج كتان بقرية شبرا ميلس بمركز زفتى، للسعى فى حل أزمة عدم صدور قرارات لتراخيص تلك المصانع التى تجمع وتجهز مشتقات نبات الكتان فى القرية التى تعد الأكبر على مستوى الجمهورية فى إنتاج وزراعة الكتان وتصديره للخارج، وقرر المحافظ عمل مذكرة حول الأزمة ورفعها  إلى وزير الزراعة لبحث تراخيص تلك المصانع، وذلك فى قرية شبرا ملس التى تعتبر قلعة صناعة الكتان فى مصر والشرق الأوسط أزمات كارثية تهدد تلك الصناعة الهامة لمصر بأكملها، حيث أن الإهمال ووقف التراخيص بات أزمة حقيقية تهدد أسر أكثر من 20 ألف عامل فى تلك المصانع بالتشرد، والجميع ينتظر الخطوة الفاصلة من محافظ الغربية للتدخل وحل تلك الأزمة وإعادة الحياة للقرية والمصانع المهددة بالغلق.