صور.. لجنة المصالحات العرفية بالغربية تنجح فى حقن الدماء بين عائلتين بطنطا

فى نجاح جديد يسطر فى سجلات الشرف لحكماء لجنة المصالحات العرفية بمحافظة الغربية، والتى تجلها العائلات بالقرى وتلجأ إليها لحل النزاعات والخلافات بين العائلات، بدلا من اللجوء للقضاء والذى يصدر أحكاما رادعة لا رجوع فيها، ويرتضى طرفا النزاع بحكم اللجنة العرفية، التى تعطى للمظلوم حقه وتجبر أسرة الجانى على تنفيذ ما يصدر ضده من قرار خلال جلسة الصلح، لحقن نزيف الدماء وبعدا عن الثأر الذى يتسبب فى فقد طرفى النزاع أعز الناس إليهم بسبب الخلافات والمعتقدات الخاطئة وتحريض أصحاب النفوس الضعيفة على ارتكاب أعمال الشر.

فقد نجحت لجنة المصالحات العرفية فى تسطير نجاح جديد لها بعد أن نجحوا فى الصلح بين عائلتى "بدران" و"خضر" من أكبر عائلات قرية حصة شبشير مركز طنطا والتى تعتبر من أكبر قرى إنتاج العسل على مستوى الجمهورية، حقنا لدماء العائلتين، بسبب خلافات الدم بين العائلتين على غرار قتل شاب من عائلة "بدران" لسائق توك توك من عائلة "خضر" بعد أن طعنه بسلاح أبيض بالقلب بعد تربص به أثناء سيره بدراجته البخارية وسدد له طعنه أودت بحياته فى الحال، ولم يكتف بذلك بل قام بطعن والد المجنى عليه بذات السلاح قاصدا إزهاق روحه إلا أنه لم يتمكن من ذلك وأصابه بجروح فى ذراعه الأيسر على مرأى ومسمع من أهالى القرية، الذين أدانوا عائلة القاتل ووقفوا فى صف عائلة "خضر" وأدلوا بشهادتهم أمام القضاء، واستشاط أبناء عائلة "خضر" غضبا مما ارتكبه ابن عائلة "بدران" وقتله لابنهم، وعقد شباب العائلة العزم على الانتقام من أبناء عائلة القاتل، والثأر لفقيدهم، إلا أن عقلاء العائلة نجحوا فى احتواء غضبهم والسيطرة عليهم ومنعهم من ارتكاب أى جريمة حتى لا يضيع مستقبل أحد، خاصة.

وبادر أبناء عائلة "خضر" بالصلح أكثر من مرة مع عائلة "بدران" حقنا للدماء إلا أن عائلة القاتل رفضوا تلك المحاولات.

وتدخل رجل الأعمال سمير عيسى أحد عقلاء قرية محلة روح دائرة مركز طنطا ونجح فى تقريب وجهات النظر بين الطرفين وإقناعهم بالجلوس مرة أخرى فى حضور لجنة المصالحات العرفية بمحافظة الغربية، والتى يترأسها العمدة محمد حامد عمدة قرية كفر دخميس، والحاج محمد زايد البرلمانى الأسبق، والعمدة فاروق أبو الحسن عمدة قرية محلة حسن، والعمدة طلعت أبو المكارم عمدة قرية الإنشا، و3 عمد من محافظة كفر الشيخ.

وتم عقد جلسة صلح بإحدى القاعات على طريق المحلة – طنطا بحضور الدكتور عبد المنعم شهاب والمهندس على عز أعضاء مجلس النواب عن دائرة مركز طنطا، وطرفى النزاع من عائلتى خضر وبدران.

بدأت الجلسة بقراءة الحضور الفاتحة بنية الصلح، وقام رئيس اللجنة بكتابة محضر الجلسة وتوقيع طرفى النزاع على إيصالات أمانة على بياض، والتوقيع على محضر الجلسة.

ثم قام العمدة محمد حامد بإلقاء خطبة عن فضل التسامح ونبذ العنف وذكر عدة أيات قرأنيه وأحاديث نبوية عن فضل التسامح ونبذ الخلافات والمودة، وأن الشيطان يلعب دورا كبيرا فى نشر الشر بين الأشخاص، وتحريضهم على ارتكاب الجرائم.

كما أكد أن أحكام اللجنة العرفية نافذة كأحكام القضاء وسيقوم الطرفين بتنفيذ ما سيتم الحكم به.

واستمعت اللجنة إلى أقوال طرفى النزاع واتهمت عائلة خضر عائلة بدران، بقتل المجنى عليه وطلبوا من اللجنة سماع شهادة بعض الشهود على الواقعة.

وأدلى الشهود بأقوالهم حول الواقعة، ثم استمع أعضاء اللجنة إلى أقوال عائلة" بدران" حول الواقعة.

وقامت اللجنة برفع الجلسة للمداولة، وبعد انتهاء المداولة جمع العمدة محمد حامد طرفى النزاع ووضعوا أيديهم على كتاب الله وأقسموا على التصالح فيما بينهم ونبذ العنف وألا يعترض أى منهم الآخر وصلة الرحم، ثم تصافح الجميع واحتضنوا بعضهم البعض.

وانتهت اللجنة بإلزام عائلة "بدران" بدفع مليون جنيه دية لعائلة "خضر" وبيع منزلهم المجاور لعائلة "خضر" ونقلهم إلى منزلهم الثانى على أطراف القرية، ومنع المتهم المحبوس من نزول القرية مرة أخرى سواء معزيا أو مهنئا.

كما قررت اللجنة إلزام عائلة"خضر" بالتنازل عن دعوى التعويض بالحق المدنى وعدم رفع أى دعاوى تعويض أمام أى محكمة، وأن يتشاور محاميو الطرفين فيما يخص القضية بما لا يضر بالمصلحة، كما وضعت اللجنة شرطا جزائيا بقيمة 1.5مليون جنيه على من يخالف تلك القرارات، وتم إخطار اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية بنتائج الجلسة.