إلى رواد "السوشيال ميديا" أحذروا "أفيخاى أدرعى" فى حسابه الشخصى "سم قاتل".. المتحدث العسكرى الإسرائيلى ينشر "البوستات" الدينية و"الأغانى المصرية"..ومهمته استقطاب الشباب ورسم صورة مزيفة للاحتلال

يتبارى كل صباح وعند كل مساء بالحكمة والموعظة الحسنة، تارة بنشر حديث نبوى شريف، وتارة أخرى بكتابة "آية قرآنية" وفى مرات كثيرة بالمباركات الدينية الجميلة، يظهر وكأنه داعية إسلامى متسامح، يطل بإبتسامته اللذجة التى تخفى وراءها قبحا بحجم كوكبنا الأرضى، لا يتوارى عن الكذب والنفاق، فهما وسيلته لنيل مأربه الخبيثة، للوصول لكل عقل عربى يتابعه، خطته معروفة ومدروسة وضعتها أجهزة استخبارات بلاده، وهى رسم صورة وردية مغايرة لكيانه المحتل، إنه "أفيخاى آدرعى"، المتحدث الرسمى باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى لـ"الإعلام العربى"، كما يصف نفسه على صفحته الرسمية الخاصة بموقع "الفيسبوك".

منشور دينى أخر يطرح فيه افيخاى تساؤلا حول النبى محمد لاستقطاب متابعيه وكسب ودهم

هذا المنصب رغم غرابته، - فجيش الاحتلال الإسرائيلى لديه متحدث رسمى ناطق باللغة العبرية – يكشف أهداف الدولة العبرية بعيدة المدى للتأثير على رواد مواقع التواصل الاجتماعى "السوشيال ميديا" فى جميع أرجاء الوطن العربى، بغسل أدمغتهم وتكوين صورة لديهم مفادها أن إسرائيل أمر واقع يعيش فى محيطهم العربى وأنها تسعى للسلام دائما ويدها ممدوة لكل جيرانها، ويصل الأمر لأبعد من ذلك، فيلعب أفيخاى على المشاعر الدينية والمورثات الثقافية للشعوب العربية بنشر "منشورات" ظاهرها المحبة وباطنها الحقد والكراهية.

منشور أفيخاى الاعتيادى يوم الجمعة وسيلته المتكررة للتواصل مع رواد السوشيال الميديا

و نجح أفيخاى طيلة السنوات الماضية، فى تحقيق بعض أهداف مهمته، بوصول عدد المتابعين لصفحته على موقع "الفيس بوك" لأكثر من مليون و247 ألف متابع من كافة أنحاء العالم العربى، وهو يسعى لزيادة هذا الرقم لأضعاف مضاعفة، فالبرغم من هجوم الكثير عليه ونعته بأفظع الصفات كونه أحد رموز كيان الاحتلال، إلا أن البعض قد خدعوا بحيله وراحوا يتجاوبون معه بتعليقات حميمية تظهره بالشخص الودود المحب للسلام.        

عدد متابعى صفحة أفيخاى

أدرعى كما يعرف نفسه على حسابه الرسمى، من مواليد مدينة "حيفا" الفلسطينية المحتلة عام 1982، ومقيم حاليا فى مدينة تل أبيب، بدأ يهتم باللغة العربية منذ صغره حيث تخصص فى الثانوية باللغة العربية وعلم الحاسوب، وحسب تعريفه الشخصى يضيف: "خدمتى العسكرية فى صفوف الجيش بدات عام 2001، كجندى أخذ على عاتقه مهمام ووظائف مختلفة فى شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وفى عام 2005 كان لى شرف تولى منصب الناطق الرسمى باللغة العربية بلسان جيش الدفاع والمسئول عن العلاقات الاعلامية مع وسائل الاعلام العربية".

جانب من صفحة أفيخاى أدرعى

ومن خلال تتبع سيرة أفيخاى الذاتية، يتضح أن المنصب تم استحداثه عام 2005، أى أن إسرائيل منذ حوالى 13 عاما تسعى للسيطرة على عقول الشباب العربى عبر وسائل الإعلام المختلفة وتحديدا وسائل التواصل الاجتماعى منذ انطلاقها، فهناك جيش من الكتائب الإلكترونية فى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، تضع فى عاتقها هذه المهمة الجبارة، وهى كيفية الوصول لكل متابع عربى على شبكات التواصل الاجتماعى وتغيير صورة تل أبيب فى أذهانهم لتنشئة أجيال عربية لا يعنيها "الصراع العربى - الإسرائيلى" بل تتعايش معها كأمر واقع وكأنها دولة عادية فى المنطقة.

وكعادة أفيخاى فى اللعب على أوتار الكلمات والجمل الناعمة الجاذبة للعقول غير الواعية من شباب المنطقة يقول على صفحته الرسمية: "لا شك أن منصبى كناطق رسمى باسم الجيش الاسرائيلى يحمل فى طياته رسالة سامية، باعتباره جسر سلام يربط الجيش الاسرائيلى والجمهور العربى وكلى أمل فى تحقيق حلم راود من سبقونا ويدغدغ مشاعر أجيالنا ألا وهو السلام بين دولتنا- الاحتلال-  وجميع دول المحيط العربى"، فبهذا التعريف يتضح الهدف الكبير من وراء ظهوره صباحا ومساءا بمنشوراته التى يتقرب بها إلى العرب، وهى "دولته العريقة" المزعومة وسط المحيط العربى.

أفيخاى

ووسط كل هذا الركام من "المنشورات المزيفة" التى يبدع أفيخاى فيها لجذب المتابعين، نجد منشورات أخرى تمجد من قوة جيش الإحتلال الإسرائيلى، وأسلحته ومعداته العسكرية، فى رسالة للجميع بأن جيش كيانه هو الأقوى فى المنطقة ولا يقدر عليه أحد، وهى النغمة التى ظلت إسرائيل ترددها لسنوات عقب حرب 1967 حتى دمرت هذه الأسطورة نهائيا عقب انتصار الجيش المصرى فى حرب 1973 فى 6 ساعات واستعادة شبه جزيرة سيناء بعد احتلالها لمدة 6 سنوات.

احد بوستات أفيخاى الممجدة لجيش الاحتلال

وبرغم من وحشية جيش الاحتلال واعماله الإجرامية ومذابحه الدموية المتكررة فى حق الشعب الفلسطينى الأعزل، يعمل أفيخاى وكتائب الحرب الالكترونية بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، على تضليل الرأى العام العربى ومتابعيه على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى وإظهار قوات الجيش الإسرائيلى بوجه إنسانى يعمل على خدمة المدنيين الفلسطنيين، فتارة يبث منشور حول إسعاف أحد الفلسطينيين تعرض لحادث سيارة، وتارة بمساعدة أحد الجنود لعجوز فلسطينية، مع كتابة عبارات تزعم إنسانية الجيش المحتل، وأن إسرائيل دولة إنسانية يعيش فيها الجميع فى سلام.

بوست مضلل من جانب افيخاى حول ادعاء انسانية جيش الاحتلال

ويأتى هذا فى وقت تعددت فيها الحروب والجبهات بين إسرائيل ومحيطها العربى، ويعد أخطر تلك المواجهات هى التى تستهدف عقل ووعى الشباب العربى، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، فى معارك لا تحرك فيها قطعًا عسكرية، ولا تخسر فيها قطرة دم واحدة.

افيخاى يستخدم عبارات عربية شهيرة استخدمت ضد الاحتلال لتغيير صوره كيانه

ويضع افيخاى دائما الشباب المصرى أمام نصب عينيه بشكل خاص لاستقطابهم ومحاولة التواصل معهم بشتى الطرق، فتل أبيب بأجهزتها الأمنية والاستخبارية تعى تماما حجم مصر وقوتها وخطورتها على أمنها القومى رغم اتفاقية السلام الموقعة بينهما منذ العام 1979، ويعمل المتحدث الإسرائيلى على ذلك باستخدام عدة طرق لاستمالة متابعيه المصريين ومغازلتهم للتعليق على منشوراته حتى ولو بالسلب، فاحيانا ينشر أغانى لمطربين مصريين كأم كلثوم وعمرو دياب وشيرين عبد الوهاب،  وأحيانا أخرى يطرح أسئلة موجهة بصورة مباشرة للمصريين من أجل التفاعل وإنشاء بيئة حوارية تمكنه من وضع السم فى العسل.

افيخاى يحاول التقرب للمصريين ببث أغانى لمطربين مصريين على صفحته الرسمية

وبالرغم من أن صفحة أفيخاى أدرعى تتربع على عرش صفحات إسرائيل فى مواقع التواصل الاجتماعى كأثر متابعة، إلا أن هناك صفحات أخرى تفننت تل أبيب فى إخراجها لنفس الهدف وهو تغيير صورتها النمطية فى أذهان الأجيال العربية، ومن بين الصفحات الإسرائيلية التى تبث باللغة العربية، صفحة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، بالعربية وصفحة متحدثه الرسمى أيضا بجانب العشرات من الصفحات الأخرى كصفحة إسرائيل تتكلم بالعربية وإسرائيل فى مصر وإسرائيل فى الأردن والاقتصاد الإسرائيلى وغيرها من الحسابات الاكترونية الاتى تعمل على استمالة قلوب الشباب العربى.

منشور لافيخاى عن الجنيه المصرى يحاول فيه التواصل مع المصريين

وتأتى كل تلك الصفحات فى مواقع التواصل الاجتماعى التى تطلقها تل أبيب باللغة العربية لاستهداف الجمهور العربى بصورة عامة والمصرى بصفة خاصة، وتلعب وزارة الخارجية الإسرائيلية وأجهزة الأمن والاستخبارات فى تل أبيب دورا كبيرا فى هذا الشأن، من أجل تأسيس كيان ووجود إسرائيلى بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعية، وعلى شبكة الإنترنت بصفة عامة وتجنيد عملاء لها ورصد توجهات الشباب فى المنطقة ومحاولة تحليل أفكارهم.

افيخاى يتفاخر بمراقبة جيشه المحتل للدول العربية

المراقبة والرصد وسيلة تل أبيب لصد أى عملية ضدها

بوست أخر عن الجيش الاسرائيلى يضلل به افيخاى متابعيه

بوست أخر عن تعظيم قوة جيش الاحتلال من جانب افيخاى

بوست لافيخاى يحاول فيه الوقيعة بين الفلسطينيين

بوست لأفيخاى يطرح فيه سؤالا للتواصل مع الجمهور العربى على صفحته الرسمية

محاولات افيخاى مستمرة لكسب ود الشعب المصرى بشتى الطرق

منشور لحديث نبوى عن يوم الجمعة احدى وسائل أفيخاى لتضليل متابعيه

منشور يحاول فيه افيخاى التواصل مع متابعيه

منشورات افيخاى المضللة لمتابعيه