"الجنوب الليبى يشتعل".. قتال عنيف بين اللواء السادس مشاه مع مرتزقة أفارقة.. مسئول طبى لـ"اليوم السابع": مقتل 6 وإصابة 13 آخرين.. تحذيرات من محاولات فرنسية لفصل "فزان" عن ليبيا.. و"الرئاسى": لا بديل عن وحدة الصف

المشير حفتر وفائز السراج
المشير حفتر وفائز السراج
كتب - أحمد جمعة

يشهد الجنوب الليبى اقتتال عنيف وشرس بين اللواء السادس مشاه التابع للجيش الوطنى بقيادة المشير خليفة حفتر وميليشيات قادمة من مدينة مرزق مدعومة بمرتزقة من ميليشيات تشادية وعدد من الإرهابيين.

الجنوب الليبى هو ذلك الاقليم الجغرافى الذى يطلق عليه اسم "فزان" وعاصمتها الإدارية مدينة سبها احتل من قبل الإيطاليين فترة وجيزة، واستخدمت الطائرات فيه لأول مرة لأنها منطقة صحراوية بكثبانها الشاهقة كانت حربا واحدة قادها أهل فزان ضد الإيطاليين، وسيطرت فرنسا على فزان بعد الحرب العالمية الثانية ومنعت الصحف والمدارس، وحاولت فرنسا دائما عدم نيل استقلال فزان مع ليبيا وضمها إلى المستعمرات الفرنسية فى النيجر وتشاد.

الصراعات المسلحة التى تعصف بالجنوب الليبى وتحديدا فى مدينة سبها هى أخطر من الاشتباكات التى وقعت فى عام 2012 و2014 والتى نتج عنها توقيع اتفاقية روما فى العاصمة الإيطالية بين ممثلين عن قبيلة أولاد سليمان وقبيلة التبو فى التاسع والعشرين من مارس عام 2017، بحضور عبد السلام كاجمان نائب رئيس المجلس الرئاسى الليبى ووزير الداخلية الإيطالى ماركو ميننيتى إضافة إلى ممثلين عن قبيلة الطوارق.

 

ونص الاتفاق الموقع فى العاصمة الإيطالية على الصلح الشامل والدائم بين الطرفين، على أن تتولى روما "دفع القيمة المالية لجبر الأضرار بين الطرفين وعلاج الحالات المستعصية"، وتعهدت بـ"إخلاء الأماكن العامة والبوابات من كل التشكيلات المسلحة وتسليمها إلى الشرطة من جميع أطياف الجنوب".كما نص الاتفاق على "معاملة الذين سقطوا من الطرفين معاملة متساوية واعتبارهم شهداء.

وبحسب مسئول طبى ليبى فقد خلفت الاشتباكات 6 قتلى و 13 جريحا بينهم أطفال ونساء، مؤكدا إصابة سيدتين ومن بين الجرحى حالات أصيبت أثناء تلقيها العلاج داخل مركز سبها الطبى.

 

المتابع للمشهد الليبى بدقة يجد أن الاشتباكات  التى جرت فى عام 2012 كان سببها جنائى لكن تحول الصراع بين قبيلتى التبو والطوارق إلى صراع على الهوية والأرض، ومحاولات بعض الأطراف الحصول على حكم ذاتى فى جنوب ليبيا، والمراقب للوضع الليبى يجد أن فرضية وقوع الصراعات فى الجنوب  لأسباب قومية أو عرقية "غير دقيق" لأن هناك كثير من مكونات الجنوب الليبى لا تشارك الحرب بين اللواء السادس مشاه والقوات التى وصلت من مدينة مرزوق مدعومة بمرتزقة من المعارضة التشادية.

 

وتقع مدينة سبها على بعد نحو 660 كيلومترا جنوبى طرابلس وتعد مركزا لتهريب المهاجرين الأفارقة وعمليات التهريب الأخرى صوب ساحل ليبيا على البحر المتوسط، وتشهد صراعات مسلحة ضمن قتال أوسع نطاقا تدور رحاه منذ عام 2011.

 

وتتألف الفرقة السادسة فى الأغلب من مقاتلين من قبيلة أولاد سليمان، وتدين بالولاء لقائد الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر الذى اختار قادة جددا بالفرقة خلال الشهر الجارى.

وقال مسئول أمنى ليبى لـ"اليوم السابع" إن مقاتلين من تشاد والسودان موجودون بالمنطقة منذ عدة سنوات ويرابطون خارج المدينة انضموا للقتال أيضا.

 

وتعد مدينة سبها عاصمة الجنوب الليبى وإحدى أهم ثلاث مدن فى البلاد، تقع فى الجزء الجنوبى الغربى من ليبيا على بعد 750 كم تقريبا من العاصمة طرابلس، يحدها من الشمال منطقة زلاف الصحراوية وأودية الشاطئ وعتبة والآجال ومناطق مرزق والقطرون، وتقدر الدوائر شبه الرسمية عدد سكانها بحوالى 400 ألف نسمة.

 

ويرى مراقبون عسكريون أن الصراعات المسلحة التى تعصف بالجنوب الليبى تأتى ضمن محاولات أطراف دولية وعلى رأسها فرنسا لانفصال الجنوب الليبى، موضحين أن فرنسا لها أطماع فى الجنوب الليبى ولديها قواعد عسكرية فى أراضى دول إفريقية ترتبط بحدود مع ليبيا.

 

بدوره دعا المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، أهالي المنطقة الجنوبية لليقظة ودعم وحدات الجيش فى سبها، مشددًا على ضرورة أن يساهم الشيوخ والحكماء والأعيان فى حل النزاعات وتجنب التوترات الاجتماعية.

وأشاد المجلس الرئاسى فى بيان صحفى له بنجاح وحدات الجيش فى صد الهجمات على مقراتها فى سبها، مؤكدًا أنه يتابع الموقف عن قرب وأن إجراءات اتخذت لدعم هذه الوحدات والرد على الهجمات المتكررة التي يقوم بها مجموعة من المرتزقة.

ونبه المجلس الرئاسى الليبى فى البيان إلى أن التوترات فى المنطقة جميعها نتاج لإرث يستهدف الفتن وتمزيق النسيج الاجتماعى، مؤكدا أنه لا بديل عن وحدة الصف لمواجهة الخطر المحدق بالجنوب الليبى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي الأربعاء، 02 يوليو 2025 06:56 م

الأكثر قراءة

بعد جدل حذف أغانى أحمد عامر.. هل الغناء حلال أم حرام؟.. الدكتور على جمعة: لا يوجد حكم مطلق وهناك موسيقى تهذب الروح.. الشيخان محمد الغزالى وعبد الحليم محمود يفتيان ياسمين الخيام.. وهذا ما قاله الشعراوى لـ شادية

غفران محمد عن فات الميعاد: الجدعنة الصفة اللي تجمعني بين دوري في المسلسل والحقيقة

الأهلى يفاضل بين 3 عروض محلية لاستعارة محمد عبد الله

مصر تدين التصريحات الإسرائيلية بشأن فرض السيادة على الضفة الغربية

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي


بعد حذف أغانى أحمد عامر.. الغناء حلال أم حرام؟.. رأى الغزالى وعبد الحليم محمود

الأهلى يدرس التراجع عن التعاقد مع أسامة فيصل

اعتقال يوسف بلايلى نجم الترجى فى مطار شارل ديجول.. فيديو

النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد موافقة مجلس النواب

عبد الرحمن سامح يعود للقاهرة الجمعة بعد ذهبية كأس العالم للشطرنج


قانون الإيجار يصل المحطة الأخيرة.." النواب" يوافق نهائيا على التعديلات الأخيرة.. الحكومة: لن نترك مواطنا بلا مأوى.. ونتعهد بتوفير بديل قبل انتهاء مدة الإخلاء.. وتشكيل لجان لتصنيف الأماكن تمهيدا لزيادة الأجرة

سحب وأمطار ببعض المناطق.. الأرصاد تكشف مفاجأة فى طقس الساعات المقبلة

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم

تكريم المطربة هيام يونس صاحبة أغنية وحوي يا وحوي فى لبنان

الحكومة: "قانون الإيجار القديم ما ذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

حمو بيكا يلمح لنيته اعتزال الفن بعد وفاة أحمد عامر: في أقرب فرصة

وزارة التعليم تصدر تعليمات تنظيمية بشأن تحويلات طلاب المرحلة الثانوية 2026

الحكومة ترفض حذف المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم

مواعيد مباريات ربع نهائى كأس العالم للأندية.. مواجهات نارية

على رادار الأهلى.. نانت يرحب ببيع مصطفى محمد

لا يفوتك


أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي

أحمد شوبير: محمد شريف أهلاوي الأربعاء، 02 يوليو 2025 06:56 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى