خالد صلاح يكتب: العمل فوق الأرض والعمل تحت الأرض

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح

 
كيف يمكن أن نضمن لهذا النصر الذى يتحقق بثقة فى سيناء أن ينعكس بسلام شامل على الأرض المصرية، دون أن تفاجئنا بؤر إرهابية أخرى بتعزيزات تسليحية جديدة، وفى أماكن مختلفة؟!
 
دورة صعود الإرهاب، ثم انكساره، ثم صعوده من جديد متكررة فى التاريخ السياسى المصرى المعاصر، الإخوان انكسروا ثم عادوا إلى العمل 4 مرات تقريبًا منذ نشأتهم عام 1928، وحتى هزيمتهم الشعبية الشاملة فى 30 يونيو، وبنفس المسار المتعرج زمنيًّا، صعودًا وهبوطًا، كان للتكفيريين المسلحين والجماعات الإرهابية، التى ابتذلت مصطلح «الجهاد» فى الإسلام، دورات صعود وانهيار متكررة كذلك.
 
لعلك تراقب ما جرى منذ حركة الفنية العسكرية فى السبعينيات من القرن الماضى، ثم انكسار هذه الموجة، ثم صعودها مجددًا فى 1981 بعملية اغتيال الرئيس السادات، ثم بالانكسار، ثم الصعود المخيف الذى تمركز فى قرى الصعيد فى نهاية الثمانينيات، وحتى حادثة الأقصر فى 1997، ثم الانكسار، ثم الظهور المختلف فى شمال سيناء على نحو تسليحى وتدريبى وتكتيكى مختلف عن كل ما سبق.
 
الصعود والانكسار متكرر إذن تاريخيًّا مع هذه القوى الإرهابية، وإذا كنا اليوم نحقق انتصارًا شاملًا فى سيناء، وفى ربوع مصر، فإن علينا أن نضع أسسًا حقيقية وعلمية لتحصينات فكرية وسياسية وأمنية توقف هذه العجلة الدوارة من الصعود والانكسار نهائيًّا، وتحافظ على الانتصار راسخًا، وتضمن واقعًا مجتمعيًّا جديدًا يحول دون استعادة هذا الظلام دورته مرة أخرى.
 
لا يمكن إيجاز حلول شاملة لهذه القضية عبر تلك السطور القليلة، لكن أهم ما ينبغى الالتفات إليه هنا، هو حقيقة أن هذه التيارات المتطرفة تنشط تحت الأرض فى العمل السرى، وتحقق طفرات فى بنيانها، فكريًّا وتنظيميًّا وتجنيديًّا، أكثر مما تحققه حين تعمل فى العلن فوق الأرض.
 
أجواء العمل تحت الأرض فيها من التحفيز والإثارة الجاذبة للمراهقين، الذين يجرى تجنيدهم فى هذه التنظيمات «الظلام والسرية والتخفى والتجنيد العنقودى وانتظار ساعة الصفر لاستعادة الخلافة على أرض الإسلام»، هذه أجواء ملهمة لمراهقين جدد ينتظمون فى تجمعات التكفير والتطرف، وينتظرون دورهم فى لحظة الصعود الجديدة ليحملوا «لواء الجهاد»، ويستردوا الأرض من «معسكر الجاهلية إلى معسكر الإسلام»، إلى آخر هذه الشعارات المزيفة التى تخدع صغار المحبطين، وتحولهم إلى قنابل موقوتة ضد أمتهم، وضد دينهم وهم لا يشعرون.
مقاومة العمل تحت الأرض مهمة اليوم أكثر من أى وقت مضى، لا أعنى العمل المسلح الذى تواجهه القوات المسلحة والشرطة اليوم فى شمال سيناء، بل أعنى ماكينة التجنيد الخفية التى لا أشك لحظة أنها تجرى اليوم فى ظلام الشوارع والأزقة فى محافظات مصر، وفى ظلام الفكر التنويرى فى بعض مؤسسات الدين والتعليم والثقافة والفكر فى مصر.
 
أحذر الأمة الآن مع بشائر النصر فى سيناء:
التجنيد الفكرى، والتجنيد التنظيمى ينتشر الآن فى هذا الظلام، والعمل تحت الأرض هو أكثر ما تبرع فيه هذه التنظيمات، وعلينا أن نرتب أوراقنا لمواجهة فى العلن، ومستعد لمطاردة هذا التكفير فى دهاليز الظلام تحت الأرض.
 
 مصر من وراء القصد
 
 

 
 
اليوم السابع
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هشام ماجد وأكرم حسنى ومصطفى غريب فى عرض مشروع "يالا مسرح".. صور

أسهم بلا ميراث.. حفيدة نوال الدجوى تخسر معركة دار التربية أمام القضاء

وزير الإسكان: ما فيش طرد لأى مواطن مصرى من قاطنى وحدات الإيجار القديم

الداخلية تضبط سائقى النقل الثلاثة أصحاب فيديو السباق على أحد طرق 6 أكتوبر

7 أخبار لا تفوتك اليوم الخميس 3- 7 - 2025


فيديو يرصد اللحظات الأولى فى حادث وفاة جوتا نجم ليفربول

السيلفى الأخير بين محمد صلاح وجوتا في ليفربول

استشهاد مهند الليلى لاعب منتخب فلسطين فى غارة إسرائيلية

وفاة جوتا.. كريستيانو رونالدو فى رسالة مؤثرة: أمر لا يصدق

14 دولة تعارض مقترح المفوضية الأوروبية لمراجعة ميزانية الاتحاد الأوروبى


أول تعليق من نادى ليفربول بعد وفاة ديوجو جوتا

وصية المطرب الراحل أحمد عامر تثير جدلا كبيرا وأصدقاؤه يبدأون التنفيذ

احذر المادة 7.. تعديلات "الإيجارات القديمة" تمنح المالك حق الطرد الفورى دون إنذار

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى