"منيرة المهدية".. المفضلة لسعد زغلول اكتشفت عبد الوهاب ثم طردته

منيرة المهدية

كتب محمد عبد الرحمن

الأحد، 11 مارس 2018 09:00 م

سلطانة الطرب فى عصرها، التى ظلت تجلس على عرش الغناء وحدها، أحبها الملوك ورجال السياسية، سرقت عقول الكبار ووجدان الشباب، قدمت للفن المصرى أحد أعظم الموسيقيين، وكانت رائدة المسرح الأوبرالى فى زمانها، هكذا كانت السلطانة منيرة المهدية، كما كان يحلو لمعجبيها ولها هى شخصيا ذلك اللقب.

منيرة المهدية

"المهدية" والتى تحل ذكرى وفاتها اليوم، إذ رحلت فى 11 مارس 1965، عن عمر ناهز حينها الـ86 عاما، تعتبر من أشهر المطربات المصريات والعرب، حققت شهرة واسعة فى عصرها، اشتهرت بلقب سلطانة الطرب، وهى أول سيدة تقف على خشبة المسرح فى مصر والوطن العربى وأول مغنية عربية تسجل لها أسطوانات موسيقية.

كان لمنيرة المهدية، معجبون من جميع الفئات والأعمار، وكان لهؤلاء ذكرياتهم التى لم ينسوها عن المطربة المصرية الأولى فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضى.

سعد زغلول

سعد زغلول

وكان من بين المعجبين بفن المهدية الزعيم الوفدى الكبير سعد زغلول، فبحسب كتاب "سعديون أم عدليون؟: وفاق وشقاق" للكاتب عمرو سميح، أن سعد باشا كان يحلو له السهرة مع أصدقائه فى "تياترو برينتانيا" لحضور تمثيل رواية كارمن، بواسطة جوق أى فرقة "منيرة المهدية" بحسب وصفه، حيث بدأت فى تقديم الرواية على المسرح بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1917، ويقول سعد عن السهرة "وكان التياترو على سعته غاصا بالمتفرجين، والألواج مملوءة جدا، ولكن أغلبهم من الطبقة الوسطى والدنيا".

محمد عبد الوهاب

محمد عبد الوهاب

قدمت المهدية الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب على خشبة المسرح، فبحسب كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للناقد الكبير رجاء النقاش، فإن المهدية والتى شهد المسرح أوج ازدهارها وعظمته، كان لها الفضل فى شهرة عبد الوهاب الأولى، فبعد وفاة الشيخ سيد درويش المفاجئ دون أن يتم مسرحية كليوباترا، أسندت المهدية الألحان لعبد الوهاب، كما أسندت له البطولة الرجولية أمامها، وكان حينها الأخير فى سن أبنائها، وكانت هذه الفرصة نقطة فاصلة فى حياة محمد عبد الوهاب، دفعته كثيرا إلى الأمام ووفرت عليه سنوات المعاناة، بحسب وصف الأديب الكبير الراحل.

لكن فى الأخير قامت المهدية بطرد عبد الوهاب من عرض أوبريت كليوباترا ومارك أنطوان، ويرجع البعض ذلك لغيرتها من النجاح الذى حققه الشاب عبد الوهاب حينها.

نجيب الريحانى

نجيب الريحانى

أما الفنان العظيم نجيب الريحانى، فذكر أحد المواقف الطريفة التى جمعته بالمهدية، وذلك بعدما اقترح على يوسف المسئول عن الفرقة، بتقديم منيرة المهدية دورا فى الفصل الثالث من رواية صلاح الدين الأيوبى، على أن يكون الإيراد مناصفة بين المهدية والفرقة، ويحكى "الريحانى" إن خلال زيارته لها لمراجعة الدور الذى ستقوم بتقديمه وجدها تداعب حيوانا أليفا، وهو "عرسة" ورغم جرائم ذلك الحيوان إلا أن تلك "العرسة" كات محبوبة للمهدية وجميع رواد منزلها، مما جعله يترك المنزل لأنها تفضل النظر للعرسة على النظر له، بحسب تعبيره الساخر.

نجيب محفوظ

نجيب محفوظ

"فى بداية عصر أم كلثوم كانت توجد مطربة من أجمل الأصوات النسائية التى عرفتها مصر، وهى منيرة المهدية، فصوتها من نفس طبقة صوت أم كلثوم أو أقل درجة" هكذا وصف الأديب العالمى الراحل نجيب محفوظ فى مذكرات الناقد رجاء النقاش السابق ذكرها، ويضيف "محفوظ"، إنه نال شرف حضور آخر حفلات منيرة المهدية، والتى ظهر عليها فيها التأثر بتقدم العمر وكانت تغنى قليلا وتسعل قليلا، إلى أن انتهى الحفل، وقررت بعده اعتزال الفن نهائيا.