خالد صلاح يكتب: ما هو أكبر من "سفاسف" روتين دواوين الوزارة.. هكذا يفكر الوزير طارق شوقى

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
طارق-شوقى-وزير-التعليم
 
حوارات هاتفية خاطفة، ولقاءات قصيرة ومتباعدة، جمعتنى بوزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، لكننى أحفظ أفكار هذا الرجل عن ظهر قلب، حتى من قبل توليه منصبه الوزارى، وأفهم خلفياته الفكرية والعلمية إلى الحد الذى أستطيع أن أقرأ توجهاته الاستراتيجية فيما يتعلق بمستقبل التعليم فى مصر، وأستطيع أن ألمس كذلك كيف تتناغم هذه الأفكار مع السياسات العامة وأحلام تطوير التعليم التى تشغل عقل وضمير الرئيس عبدالفتاح السيسى، وظنى أن هذه الاستراتيجيات ستكون مفاجأة كبيرة ومبهجة، بعد أن يتم الإعلان عنها قريبا بإذن الله.
 
لكن ما أتطلع إلى أن ألفت الانتباه إليه هنا وأتوقف أمامه بعمق هو الذكاء الذى تعامل به الوزير طارق شوقى، مع «سفاسف» الإدارة الروتينية فى دولاب الحكومة ودواوين الوزارات، ومع البيروقراطية العميقة التى عادة ما تضع قضبانا حديدية خانقة، وتجبر الوزراء على السير داخل هذه القضبان قهرا وإجبارا على مدار الساعة، وأفهم كذلك كيف تعامل الوزير مع الصحف التى تعتبر أن أولوياتها فى النشر هو الاشتباك مع القضايا الإدارية والروتينية فى دولاب العمل فى الوزارة فقط، كقضايا الصراعات الإدارية والفصل والحوافز ومكافآت الامتحانات وغيرها من القضايا العالقة فى كل وزارة، وليس الاشتباك مع قضايا التعليم الحقيقية التى تستحق الرعاية إعلاميًا وسياسيًا فى مصر.
 
كان طارق شوقى فى تقديرى محصنا ضد هذه «السفاسف» بأمرين «الزهد فى المنصب أولا، ثم الفكر المستقر والرؤية الواضحة ثانيا»، فالرجل لم ينشغل بالصراعات الإدارية التى فرضت عليه منذ اللحظة الأولى، كما فرضت على كل من كانوا قبله من الوزراء، ولم يتورط فى الصراعات البينية الإدارية أو ينشغل بأولويات البيروقراطية العميقة فى داخل وزارة التربية والتعليم، لكنه ركز بحسم على أولوياته هو، معتبرا أن دور وزير التربية والتعليم لا يتعلق بالغرق فى توقيع الأوراق، وفض المنازعات، وتحريك لجان الإشراف، أو رفد مديرى المدارس على الهواء مباشرة كما كان يحدث من قبل، لكنه اعتبر أن وزير التربية والتعليم يجب أن يحرك التعليم نفسه فى مصر، ويقود استراتيجيات بناء الإنسان المصرى، ويضع الخطط التنفيذية لهذه الاستراتيجيات ليتقدم البلد نفسه خطوات إلى الأمام.
 
فأبى طارق شوقى أن يصبح وزيرا روتينيا أو زعيما للبيروقراطية الوزارية العتيدة، وتعفف عن أن يصبح رائد تطوير النظافة فى حوش المدرسة، وقائد عمليات إصلاح زجاج نوافذ الفصول، ورئيس فريق التغذية المدرسية، فرغم أهمية هذه الملفات واهتمام الوزير بها فعليا، فإن سلوكه فى إدارة هذه الملفات من اليوم الأول لتوليه حقيبة التعليم يؤكد أنه يفهم مهمته، باعتبارها أكبر من ذلك كثيرا، مهمته العقل المصرى وليس ديوان الوزارة، ومهمته وضع استراتيجيات مستقبلية للنهضة الشاملة، وليس وضع خطط توزيع التغذية المدرسية فى أكياس بلاستيك أم أكياس ورقية.
 
إصرار الوزير على رسم دوره فى القيادة على هذا النحو آتى ثماره فى تقديرى، وأظن أن ما سيتم الإعلان عنه قريبا من خطط للتطوير سيكون مفاجئا على الأصعدة كافة، سواء ما يتعلق بالبنية التحتية للتعليم المصرى، أو بالفكر الذى يحكم مناهج التعليم، أو بالمنتج النهائى للعقل المصرى الذى يستهدفه هذا التطوير.
 
الدرس هنا، أن الزهد، والرؤية الواضحة، يشكلان طوق نجاة من أعاصير البيروقراطية العميقة.
 مصر من وراء القصد.
 
امتحانات
 
طارق شوقى
 
اليوم السابع

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

هل يستحق المستأجر تعويض حال انتهاء المدة الانتقالية بقانون الإيجار القديم؟

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

3 مواجهات قوية اليوم في افتتاح دورى المحترفين.. السكة والترسانة الأبرز

حوافز لصناديق الاستثمار والشركات الداعمة للمشروعات الصغيرة وريادة الأعمال.. تشمل تخصیص أراض بالمجان أو مقابل رمزى وإعفاءات وتخفيضات فى قيمة توصيل المرافق.. والقانون ينظم تخصيص العقارات بنظام بيع حق الانتفاع

النني وإبراهيم عادل يبحثان عن الفوز الأول مع الجزيرة في الدوري الإماراتي


تفاصيل إحالة لصوص الهواتف المحمولة فى القاهرة للمحاكمة

طلبات طاعة بعد شهور من الزواج.. كيف تسقط الزوجة اتهامات الزوج لها بالنشوز

حكاية أشهر لوحة فى متحف محمود سعيد بالإسكندرية.. لوحة "زانيرى" أشهر مصور إيطالى ولد وعاش بعروس البحر المتوسط.. وخبير: عبقرية الأداء الفنى وتمازج الألوان الطبيعية للبشرة والملابس وسميت منطقة كلمبة باسمه.. صور

أكرم توفيق في مهمة صعبة مع الشمال ضد الريان بالدوري القطري

انفجار مقاتلة أمريكية فى مطار ماليزيا


تعرف على أبطال مسلسل House Of Guinness الجديد

عمر مرموش.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام في الدوري الإنجليزي

غدا .. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

اتحاد الكرة يمدد موعد سداد اشتراك الأندية فى كأس مصر

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

خالد منتصر: أنغام ليست مصابة سرطان وألمها بدون تفسير بعد جراحة بالروبوت

الزمالك يتقدم على مودرن سبورت 1-0 فى أول 15 دقيقة بهدف برازيلى أصلى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى