قرأت لك.. "جن إيرانى" ترصد آلام الواقع الاجتماعى فى إيران

غلاف الرواية
غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

يمكن اعتبار رواية "جن إيرانى" لبهرام صادقى، والصادرة حديثًا عن منشورات الربيع للكاتب الإيرانى بهرام صادقى، الخطوة الثانية على سلم القصة الحديثة فى إيران، بعد رواية "البومة العمياء" لصادق هدايت، والرواية تدور فى فضاء سريالى بالكامل وموهم، شخصياتها قبل أن تكون حقيقية فهى رموز وإشارات، تحاشى بهرام صادقى فى هذا العمل إطالة الكلام والتوضيحات البصرية، وعرّف الشخصيات من خلال الحوار الذى أدراه بين "السكرتير الشاب" و"الدكتور حاتم".

 

تدور أحداث الرواية حول الدكتور حاتم الشخصية الرئيسية التى تنسج حولها كل الخيوط بالرواية، هو طبيب فى قرية يأتيه المرضى منها - وهو المعروف بتنقله من مكان لآخر- بل ويأتيه غيرهم من الكثير من البلاد المجاورة، بل والبعيدة أيضًا، وقد يكون سبب الإقبال عليه هو الثقة في علاجه، إلا أن هذا العلاج يتم الكشف عنه بالتدريج خلال أحداث الرواية لنكتشف أنه لا يكون أبدًا في صالح من يتناوله.

 

ثلاث أصدقاء جاءوا بصديقهم الرابع الذي حل الجن فى جسده، ذلك الرجل المريض لا يستطيع أن يخرج منه الجن سوى الدكتور حاتم الذى قام بدوره، وعادة ما يقوم حاتم بدوره كطبيب طوال الليل والنهار دون أن يمنع أحدًا، إلا أن الطبيب يسترسل في الحديث مع أحد أصدقاء المريض ويقنعه بعد معرفة أنه متزوج بأن هناك عقارًا سيساعده جنسيًا، وبالطبع يحقنه ثم يحقن المريض الذي صورت الرواية خروج الجني منه وهو صغير جدًا ويرقص!

 

ترك "بهرام" الواقعية المستسهلة للقصص الاجتماعية للكتاب الأقل موهبة، وانبرى فى البحث عن طرق جديدة للبيان، وهذا البحث الخلاق سيكون باعثًا لأن تصبح قصصه من أفضل القصص الفارسية من حيث التنوع والجدة فى الشكل وأسلوب السرد. فهو يترك الوصف الخارجى بسرعة ويستبدله بإبراز التناقضات الداخلية لشخصيات الرواية، صادقى المدرك لمحدودية تأثير "الغضب" فى القصص الاجتماعية، اتجه نحو "الضحك" لبيان رفضه ومعارضته بشكل يُبقى تأثيره لأمد بعيد.

 

والرواية بها إسقاطات سياسية حول الدم واستمتاع البعض به في إطار نوازع بشرية تتسم بالمرض، فمن بين ما قيل على لسان الدكتور حاتم:"سوف أخنق آخر نسائي هذه الليلة، هذا ما أقوم به عادة في آخر ليلة من إقامتي بالمدينة أو القرية التي يجب أن أغادرها، هي الآن تغط في النوم بقلب مفعم بعشقي وحبي، كم تمنيت لو لم أكن عقيمًا واستطعت أن أنجب أطفالًا، وقتها، كنت سأتفرج أيضًا على تشنجات أبنائي ومصارعتهم لطلوع الروح، والذل.

 

وُلِد بهرام صادقي عام 1936م، في مدينة نجف آباد بإيران. درس في كلية الطب بجامعة طهران، ويصنف كأحد أبرز رواد القصة القصيرة الإيرانية خلال القرن الماضي، فاز بجائزة "فروغ فرخزاد" الأدبية 1976. ألّف قصصًا خالدة متفردة من ناحية البناء والمضمون. أحدث تحولًا كبيرًا وغير مسبوق في الكتابة القصصية بأسلوبه المبتكر والمتطور. وفي ديسمبر 1984 توفي إثر أزمة قلبية داهمته في طهران.

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

السيدة انتصار السيسى: ثورة 30 يونيو شاهدة على وعى المصريين ووحدتهم وإصرارهم على حماية الوطن

نائب رئيس الوزراء: كل المقيمين على أرض مصر يتمتعون بجميع الخدمات الصحية

ترتفع لـ85% بالقاهرة الكبرى.. الأرصاد تحذر من الرطوبة بأنحاء الجمهورية

وزير الصحة يكشف عن حالة حبيبة وإسراء وآيات الناجيات من حادث الطريق الإقليمي

مملكة الحرير الحلقة 1.. مقتل الملك نور الدين على يد شقيقه وهروب ابنيه


أسامة فيصل يحسم وجهته ويخطر البنك برغبته فى الانتقال للأهلي

الرئيس السيسى فى ذكرى ثورة 30 يونيو: تحية تقدير لقواتنا المسلحة والشرطة

نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 فى جميع المحافظات بالاسم ورقم الجلوس الآن

كومباني يشيد بقوة بايرن ميونخ بعد تخطى فلامنجو فى كأس العالم للأندية

الأهلي يضع الرتوش الأخيرة على صفقة بيع خالد عبد الفتاح لنادى زد


الولايات المتحدة تكمل عقد المتأهلين إلى نصف نهائى الكأس الذهبية.. فيديو

مواعيد مباريات اليوم.. الإنتر ضد فلومينينسي ومان سيتي مع الهلال فى مونديال الأندية

الأهلي يتابع تطورات أزمة أسد الحملاوى مع شليونسك بسبب وسام أبو علي

انتهاء المدة المحددة للتقدم للصف الأول الابتدائى للعام الدراسى المقبل 2026

بعد عرض تعديلات قانون التعليم على البرلمان.. اعرف نسبة النجاح فى الدين

تفاصيل رحلة سفاح المعمورة أمام القضاء بعد إحالة أوراقه للمفتي

أرقام لا تفوتك من رباعية بي إس جي ضد إنتر ميامي في مونديال الأندية

رامى إمام يحتفل بعقد قران ابنه حفيد الزعيم عادل إمام

صفقات الأهلى فى الميزان بعد المونديال.. زيزو يلمع وبن رمضان يبدع وتريزيجيه تحت الضغط

شيكابالا يعلق على أنباء اعتزاله كرة القدم باستوريهات الوداع.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى