أمى ثم أمى ولآخر لحظة فى عمرى

محمود عبد الراضى
محمود عبد الراضى
بقلم : محمود عبد الراضى
ما أصعب أن تكتب عن "الأم"، فأنت تكتب عن نفسك، تتحدث عن روحك، تصف ذاتك، تحكى عن كل شىء بالنسبة لك ، لا أعتقد أن مفردات اللغة كافية للحديث عنها، فهى مصدر السعادة والخير والبركة.
 
أمهاتنا عظيمات فى قلوبنا، وعظمتهن لم تأت من فراغ ، فقد أثبتت التجارب الحياتية ، أنها الملاذ الآمن فى وقت الأزمات ، والسعادة الحقيقة فى وقت الفرح ، هى فقط من تريد وتتمنى أن تراك أفضل الجميع ، هى فقط دون غيرها مازالت تراك صغيراً فى عيونها ، ترعاك وتسأل وتلح فى السؤال ، لا يهدأ لها بالاً حتى يطمئن قلبها عليك ، فمهما كبرت وأصبحت أب ، فأنت بالنسبة لها مازالت نفس الطفل ، الذى يلقى منها كل رعاية.
 
"الأم " تحب جميع أولادها على حداً سواء ، لكن هناك ثلاثة حالات تجعل بعض الأبناء الأكثر حباً والأقرب لقلوب أمهاتهم، الطفل حتى يكبر والمريض حتى يمثل للشفاء ، والغائب حتى يعود ، وقد كنت الأخير.
 
بحصولى على الشهادة الثانوية ، واستلامى خطاب من الجامعة يفيد ترشيحى لكلية التربية بالقاهرة، بدأت أُحزم أمتعتى فى منزلنا بالقرية الجميلة "شطورة" شمال سوهاج، وعندها بدأ قلب الأم يتحرك، فلم أنسى جملتها التى تأخرت عن دموعها قليلاً، عندما قالت لي: "خايفة الغربة تسرقك يا ابنى".
 
نعم يا أمى.. سرقتنى الغربة ، فلم أعد من وقتها لقريتى، فقد أنهيت دراستى وعملت فى الصحافة، وتزوجت وأنجبت ، وعشت فى القاهرة كرهاً عنى ، عشت هنا سنوات طويلة وسط قسوة القاهرة ومرارة الغربة ، يومنا ينتهى كما يبدأ لا جديد ، هنا الحياة سريعة تصيب بالملل والتوتر، وتزيد من أوجاعنا، تجعلنا نخلد بالذاكرة لسنوات مضت ، عشنا خلالها أجمل أيام حياتنا فى الصعيد ، حيث الوجوه الطيبة المتسامحة، وجمال الطبيعة ، و"لمة الحبايب ".
 
سرقتنى يا أمى الغربة، ومازالت تسرق.. اعترف بأننى مقصر فى حقك، فلا الاتصالات كفاية، ولا الرسائل مُجدية ، أعلم أنه لا يهدأ لك بالاً حتى تطمئنى على الابن الغائب ، تسألنى عنى زوجتى متخوفة أن تزعجنى فى عملى، أعلم ان اتصالاتك لا تنقطع ، وأعرف أنك مازلتى ترددى عبارتك عند كل زيارة لك : اتاخرت المرة دى" ، فلتسامحينى .                   
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

بدء تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ لليوم الأخير

لورانس العرب عمر الشريف.. كاريزما وأداء وتاريخ سينمائى فى ذكرى وفاته

هالاند يتصدر أغلى 10 لاعبين انضموا إلى البريميرليج دون اللعب فى إنجلترا

الأهلي يرفض مُبالغة الأندية الأخرى في طلباتها لبيع لاعبيها خلال ميركاتو الصيف


التحقيقات: نصاب الجيزة أوهم ضحاياه بقدرته على تسفيرهم للخارج

اليوم.. إغلاق باب تلقى أوراق الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك


غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

موعد مباراة تشيلسي ضد باريس سان جيرمان في نهائي كأس العالم للأندية 2025

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

غزل المحلة يعلن ثانى الصفقات "أحمد عتمان" قادما من بلدية المحلة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

الصحة العالمية لـ القاهرة الإخبارية: النظام الصحي في غزة على شفا الانهيار الكامل

باريس سان جيرمان يضع قدما فى نهائى مونديال الأندية بثلاثية فى شباك الريال

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى