حكايات كأس العالم.. تأهل تشيلى لمونديال 74 "الأسخف عبر التاريخ"

تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبدًا، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقًا عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.

شهدت النسخة العاشرة من مونديال كأس العالم لكرة القدم، التى استضافتها ألمانيا الغربية فى الفترة ما بين 13 يونيو إلى 7 يوليو عام 1974، العديد من المواقف الغريبة، ولم تقتصر المواقف الغريبة على النهائيات، ولكن الطرائف كانت قد بدأت منذ الأدوار التأهيلية.

تأهل منتخب تشيلى لمونديال ألمانيا 1974 عن طريق أسخف مباراة فى التاريخ على حد وصف كارلوس كاسيلى أسطورة منتخب تشيلى.

وشهد عام 1973 انقلابا عسكريا فى تشيلى، بعد 41 عاما من الحكم المدنى للدولة، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية فى إطار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى، بقيادة الجنرال أوجوستو بينوشيه على الرئيس سلفادور أليندى، لتشهد البلاد حملة اعتقالات واسعة انطوت على عمليات تعذيب وتنكيل بالمعارضين.

وكان ملعب "سانتيجو الوطني" مسرحا لكثير من انتهاكات الانقلاب على المعارضين، وتم احتجاز ما يقارب 7 آلاف معتقل سياسى بداخله، ناهيك عن عمليات التعذيب والقتل، قبل أسابيع من مباراة تشيلى والاتحاد السوفيتى فى إياب الجولة الأخيرة من الأدوار التأهيلية لمونديال كأس العالم ألمانيا 1974، والتى كان من المقرر أن تُقام على ذلك الملعب.

وأصدر الكريملين الروسى الذى عارض الانقلاب فى تشيلى، أمره برفض لعب مباراة إياب الجولة النهائية من الأدوار التأهيلية لمونديال كأس العالم ألمانيا 1974، على أرض ذلك الملعب تحديدًا قائلًا إنه "ملطخ بالدماء"، والتى كان سيتحدد عليها المتأهل للمونديال، حيث كانت مباراة الذهاب التى لُعبت فى موسكو، قد انتهت بالتعادل السلبى.

وطلب الاتحاد السوفيتى تغيير ملعب المباراة، ولكن السلطات العسكرية التشيلية رفضت تغيير الملعب، وأصدر الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" قراره بعدم تغيير الملعب، فى ضوء التواطؤ مع الحكومة التشيلية، فقرر الاتحاد السوفيتى رفض لعب المباراة، ليعتبره الفيفا منسحبًا، مع الإصرار على عقد المباراة، وبدأ بالفعل لاعبو تشيلى المباراة الهزلية دون منافس على ملعب سانتياجو الوطنى، وأحرز فرانسيسكو تشاماكو هدف تشيلى الرمزى فى مباراة كانت أقرب إلى التمثيلية الهزلية، فى حضور 15 ألف متفرج، فى استاد يتسع لـ80 ألف متفرج.