د. محمود خليفة يكتب: عفرين المُحتلة

مدينة عفرين السورية
مدينة عفرين السورية

من الممكن أن تجد تفسيراً مُقنعاً للتدخل العسكرى لدولة أجنبية وقيامها بتنفيذ غارات جوية ضد تنظيم داعش الإرهابى فى بعض المدن السورية الخارجة عن سيطرة الجيش العربى السورى، وهنا يَكمُن الأمر فى تحالف دولى ضد إرهاب تنظيم داعش المُتطرف لكن كيف لك أن تفسر تدخل دولة مجاورة بقوات برية وجوية لاحتلال مدينة حدودية لدولة أخرى من أجل تسليمها إلى مسلحين مُوالين لها وتغيير الطبيعة السكانية لها؟

فى بداية الأزمة السورية دائمًا ما كانت تُحاول تركيا تبرير تدخلها بأنها داعمة للمطالب العادلة للشباب السورى وبعدما تطور الأمر إلى اشتباكات وصراعات مسلحة بدأت الأمور شيئًا فشيئًا تتضح للمواطن العربى وتأكد للجميع بأن غاية الأتراك هى تفكيك وحدة الأراضى السورية والعمل على تغيير طبيعة التركيبة السكانية للمدن ذات الأغلبية الكردية فى شمال وغرب سوريا .

يتساءل البعض منا كيف نشأت التنظيمات الإرهابية فى سوريا؟ ومن ساعد على دخول عناصرها الى الأراضى السورية وتسهيل تدفق الأسلحة والأموال لهم؟ وهنا تكن الإجابة وبكل بساطة هى: تركيا، فعبر الشريط الحدودى شمال وغرب سوريا الذى يفصلها عن تركيا تدفق الدواعش ونظرائهم من التنظيمات المتطرفة معززين بالمال الكافى والسلاح المتطور، بالإضافة الى تسهيل تهريب البترول والمعادن السورية وبعض القطع الأثرية للحضارة السورية القديمة عبر تلك الحدود المشتركة .

لا يوجد وصف لرفع علم دولة أجنبية على أرض مدينة لدولة أخرى مجاورة سوى كلمه "احتلال"، وهذا ما تَجَسد فى قيام قوات ما يسمى بعملية غصن الزيتون التركية المحتلة برفع العلم التركى فى مركز مدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب السورية ومنذ أول أيام الاحتلال سَعت تركيا جاهدة لتغيير الموروث الثقافى لعفرين، ولعل هذا يتجسد فى تحطيم تمثال لكاوا الحداد الذى يمثل رمزًا للسنة الكردية الجديدة فكل الأعراف والمواثيق الدولية تُجَرِم هذا العمل العدوانى.

على الرغم من تداعيات هذا الاحتلال الغاشم لجزء أصيل من الأراضى السورية إلا أنه منذ يناير الماضى وخلال ما يقرب من شهرين أثبت أهل عفرين مع قوات الجيش العربى السورى وأفراد المقاومة الشعبية ووحدات حماية الشعب الكردى مقاومة باسلة فى ردع العدوان التركى فلا قيمة لحياة على أرضٍ مُحتَلة فالدفاع عنها والاستشهاد فى سبيل تحريرها أسمى وأشرف من العيش فيها أذلاء وخاضعين لأحفاد العثمانيين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب: أعتقد أن الرئيس السورى شخص قوى وسنتابع نتائج رفع العقوبات

فى ذكرى النكبة.. الجامعة العربية تدين رفض إسرائيل قرارات مجلس الأمن بالوقف الفورى لإطلاق النار فى غزة

أكرم القصاص يكتب: جولات ترامب.. صفقات وتحولات الحرب والسلام

رئيس الوزراء يبدأ زيارة إلى منجم السكرى

الزمالك يدرس مقترح أيمن الرمادى لاستغلال فترة التوقف قبل مواجهة بتروجت


سيناتور أمريكى: يبدو أن ترامب اعتبر العملية ضد الحوثيين مكلفة للغاية

180 دقيقة حاسمة.. محمد صلاح يطارد الذهب والأرقام القياسية في إنجلترا

الكويت.. سحب الجنسية من 1291 شخصا

أمير قطر يفاجئ ترامب بهدية غير متوقعة بعد توقيع اتفاقيات تاريخية

برشلونة يسعى لحسم لقب الدوري الإسباني أمام إسبانيول الليلة


موعد مباراة منتخب الشباب والمغرب فى نصف نهائي أمم أفريقيا اليوم

لقاء الخميسي تفاجئ جمهورها بجلسة تصوير داخل الجيم بفستان سهرة.. صور

حريق بكورنيش مصر القديمة.. والحماية المدنية تتمكن من إخماده (صور)

بعد وفاة الضحية الثامنة فى انفجار خط غاز الواحات.. ما عقوبة المتهمين؟

وزيرة خارجية كندا تتهم إسرائيل باستخدام نقص الغذاء سلاحا سياسيا في غزة

موعد إجازة وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا

موعد مباراة الأهلي أمام البنك فى دوري nile والقناة الناقلة

ريال مدريد يقلب الطاولة على مايوركا ويحافظ على آماله فى المنافسة على لقب الليجا

أول صور لوصول حسام البدرى من ليبيا بعد الأزمة الأخيرة

المجلس الرئاسى الليبى يصدر قرارًا بوقف إطلاق النار فى طرابلس ويجمد قرارات حكومة الوحدة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى