من أحمس للسيسى.. مصر تبحث عن بطل وقائد

سليمان شفيق
سليمان شفيق
سليمان شفيق
اليوم تبدأ انتخابات الرئاسة المصرية، يتوجه المصريون إلى صناديق الاقتراع من أجل تجديد الثقة فى القائد عبدالفتاح السيسى، البعض لم يدرك لماذا يخرج المصريون فيما يشبه العرس للتجديد للسيسى، ليست انتخابات رئاسة معهودة ولكنها اعتراف بالجميل للقائد الذى خلصهم من نير «الاحتلال الثقافى الإخوانى»، وموقف فى الحشا المصرى متوارث من 1780 قبل الميلاد حينما احتل الهكسوس مصر وحررهم أحمس وحتى 2013م حينما حرر السيسى المصريين من الطغمة الإخوانية الإرهابية، 3793 عاما اختزنت الذاكرة المصرية البحث عن القائد، لما عاشوه من احتلالات، 935 ق.م احتلال الليبين لمصر على يد «شيشنق» وتأسيس الأسرة الثانية والعشرين، 750 ق.م احتلال النوبة لمصر على يد «ببا» وتأسيس الأسرة الخامسة والعشرين، 671 ق. م احتلال الأشوريين لمصر على يد «أشور أوبالت الأول» وحكموها لسنة 655ق.م، 525ق.م احتلال الفرس لمصر على يد كسرى وحكموها لسنة 405ق.م، 343ق.م الفرس يحتلون مصر مرة ثانية على يد قمبيز حتى 323ق.م، 323 ق.م احتلال اليونانيين لمصر على يد الإسكندر الأكبر وبداية عصر البطالمة من 330ق.م على يد بطليموس الأول، 330ق.م الاحتلال البيزنطى، 1256م الاحتلال العثمانى، 1798م الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت حتى 1801، 1882م الاحتلال البريطانى لمصر حتى 1956، 1967م الاحتلال الصهيونى لسيناء حتى 1982م، 2013م.
 
منذ تأسيس الدولة الحديثة 1804 وحتى 30 يونيو 2013 شهدت مصر ست ثورات، فى 1804 بقيادة عمر مكرم، كانت تلك الثورة التى أعلنت عن أول وثيقة دستورية فى الشرق حينذاك، والرابعة بعد فرنسا وإنجلترا وأمريكا، ولكنها استقدمت محمد على باشا الذى حكم وأسرته مصر من «1805» وحتى «1952»، وثورة 1882 بقيادة القائد العسكرى أحمد عرابى، والذى التف حوله الشعب المصرى، ولكن لخيانة النخب والخديوى توفيق، وقصور الرؤية السياسية لعرابى، أدت الثورة إلى الاحتلال البريطانى لمصر «1882–1956»، ثم ثورة 1919، والتى أسفرت عن تصريح 28 فبراير 1922 ودستور 1923، ولكن سرعان ما انشق قادة الثورة عن بعضهم البعض، وألغى إسماعيل صدقى الدستور، واستشهد وجُرح على يد رفاق الثورة صدقى ومحمد محمود أكثر ممن وقعوا ضحايا على يد المحتل البريطانى، ثم ثورة يوليو 1952 بقيادة جمال عبدالناصر، والتى غيرت وجه مصر، ولكن كعادة الغرب.. تآمر على ناصر واحتُلت سيناء من 1967 وحتى 1982، ثم ثورة 25 يناير 2011، ولغياب القيادة والرؤية، سُرقت من قبَل الإخوان المسلمين.
 
30 يونيو نقطة فارقة وعودة لاستعادة زمام المبادرة الشعبية، وبعدها وقف الغرب مرتبكاً، يحاول أن يفك طلاسم ما حدث، وللأمانة فإن هناك متغيرا كبيرا فى علاقة القوات المسلحة بالعمل الوطنى، وجدل العلاقة بين دورها الوطنى والعسكرى، العسكرية المصرية تختلف فى تكوينها عن كل المدارس العسكرية فى العالم. وكان محمد على قد أسس أول جيش نظامى حديث «1805». وغيّر الوالى العقيدة القتالية للعسكرية المصرية.. ما بين المصريين وغير المصريين، بإحداث التوازن العسكرى ولاسيما بعد فتحه للسودان.
 
وكانت رؤية محمد على أن أولاد البلد سيحافظون على مصر أكثر من غيرهم، وهكذا كان الجيش أول بزوغ للمواطنة، فى الوقت الذى كان آباء المجتمع المدنى فى الغرب، بعد الثورة الفرنسية، يفصلون بين ما هو مدنى وما هو عسكرى. كان جيش محمد على يكون الجيش وبمساندته يعيد تكوين الدولة، كأول جيش نظامى فى مصر الحديثة.
 
ومن أجل الجيش أنشأ محمد على الترسانة البحرية بالقاهرة والإسكندرية، وألغيت الجزية عن الأقباط «1856»، ومنذ ذلك التاريخ ساهم الجيش المصرى فى بناء الدولة، ولم تكن وظيفته حماية حدود الوطن فقط مثل بقية جيوش العالم، بل كان له الفضل فى تحديث الدولة وانتقالها من العصور الوسطى إلى الحداثة.
وشهدت لجان الدساتير المصرية المختلفة ممثلين للقوات المسلحة، لهذا كله مصر دولة مدنية تختلف عن كل دول العالم فى كون المؤسسات الدينية والقوات المسلحة، لها طبيعة وطنية وأدوار تأسيسية فى بناء الدولة الحديثة، لكن المعضلة الرئيسية هى غياب الوعى بهذه الأدوار فى المناهج الدراسية فى كل المراحل، ومن ثم فإن تلك الحقائق لابد أن تدرس أيضا فى البرنامج الرئاسى للشباب، وإعطاء مساحة فى وسائل الإعلام للحديث عن نشأة وتطور الدولة المصرية الحديثة من محمد على إلى السيسى، لأن التشوهات التى تخترق عقول الأجيال الجديدة نتيجة جهل بكل ذلك.
 
لعل الأجيال الجديدة لا تعلم لماذا ثار عرابى ضد الخديو من أجل تمصير الجيش المصرى؟ ولماذا وضعت ثورة يوليو فى مقدمة أهدافها الستة: «إقامة جيش وطنى قوى»، ولماذا يسعى الرئيس السيسى لتقوية قواتنا المسلحة حتى صارت العاشرة على مستوى جيوش العالم؟ كل ذلك من أجل حماية مصر من الغزاة الجدد الذين يأتون فى صورة «إرهابيين» تساندهم مخابرات الدول المعادية.
 
لذلك كله لا يدرك البعض فى الداخل والخارج لماذا تدفق المصريون نحو السفارات الأسبوع الماضى أو لماذا يتدفقون اليوم نحو المقار الانتخابية للحفاظ على السيسى قائدا تحت مسمى رئيس، يرقصون ويغنون أملا فى الدفاع عن الوطن والأمة المصرية فى شخص السيسى، ولم لا والمصريون من قبل التفوا حول أبطالهم حتى فى هزائمهم.
 
 لعل أجيالا جديدة لا تعرف كيف خرج المصريون يطالبون ناصر بالعودة بعد التنحى فى 9 و10 يونيو، وظلوا معه ثم مع السادات حتى النصر 1973، نحن بصدد إعادة الاعتبار لما يحاول البعض إفساده تحت دعاوى باطلة، لهذا كلة صوتى للمرشح والبطل عبدالفتاح السيسى، حتى وإن اختلفنا معه لا نختلف عليه.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور

70 % نتيجة التئام ترقوة إمام عاشور الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 05:00 م

الأكثر قراءة

بالزغاريد والدموع.. والدة شيماء جمال تعلن موعد العزاء.. وتؤكد: ربنا رجعلها حقها

دفاع قاتل الإعلامية شيماء جمال يكشف تفاصيل تنفيذ حكم الإعدام للمتهمين

تنفيذ حكم الإعدام فى قتلة الإعلامية شيماء جمال.. والأسرة تعلن موعد العزاء

هانى عادل يجسد دور محامٍ فى مسلسل أزمة ثقة والعرض الأحد المقبل

زوج ملاحق بدعوى نفقة بعد 24 أسبوع من الزواج.. التفاصيل


شبابها يحميها.. مخططات الإخوان ضد السفارات تفشل على يد أبطال مصر بالخارج

اليوم العالمى للعمل الإنسانى.. عمال الإغاثة فى وجه النيران.. أرقام أممية صادمة: مقتل 517 منهم 509 بالأراضى المحتلة وحدها.. وجوتيريش: العمال الإنسانيون شريان الحياة لـ300 مليون شخص محاصرين فى الصراعات والكوارث

ملخص وأهداف مباراة النصر ضد الاتحاد فى كأس السوبر السعودى 2025

شيكابالا يناشد الرئيس السيسي لإنقاذ الزمالك: النادي ركيزة للقوة الناعمة لمصر

مصطفى كامل ينعى يحيى عزمى أستاذ الإخراج بالمعهد العالى للسينما


النصر يتأهل لنهائى كأس السوبر السعودى بثنائية ضد اتحاد جدة.. فيديو

رسوم ترامب الجمركية تهدد تجارة البن البرازيلى وسط قفزة قياسية فى الأسعار

طقس غد.. حار بأغلب الأنحاء ونشاط رياح واضطراب الملاحة والعظمى بالقاهرة 35 درجة

خارجية الدوحة: مصر وقطر تلقتا رد حماس على وقف إطلاق النار وننتظر الرد الإسرائيلى

السجن سنة لمهندس زراعى وشقيقه بتهمة إحداث عاهة مستديمة لشخص فى سوهاج

ميكروفون مفتوح يكشف "سر جنونى" بين ترامب وماكرون حول بوتين.. تفاصيل

موعد حفل توزيع جوائز الأفضل في إنجلترا.. محمد صلاح يتصدر السباق

القبض على مسجل خطر لاتهامه بالإتجار فى المخدرات بالجيزة

إحالة الفنانة بدرية طلبة للمحاكمة بتهمة إساءة استخدام مواقع التواصل

النيابة الإدارية تعقد ندوة حول العلاقة بين الملكية الفكرية والذكاء الاصطناعى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى