سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 7 مارس 1972.. توفيق الحكيم يسلم «هيكل» خطابا إلى السادات بعد أن وصفه الرئيس بـ«العجوز المخرف ويكتب بالحقد الأسود»

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم
ناول الأديب توفيق الحكيم خطابا للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، طالبا منه أن يحمله للرئيس أنور السادات، وحسب هيكل فى كتابه «خريف الغضب»: «فرغت من قراءة الخطاب، ونزل على ما فيه نزول الصاعقة».
 
كان الخطاب بتاريخ 7 مارس «مثل هذا اليوم» 1972، ويعود إلى البيان الذى وقع عليه أكثر من مائة كاتب وصحفى تأييدا لمظاهرات طلبة الجامعات فى فبراير 1972، ونشرته جريدة السفير اللبنانية، وفقا لغالى شكرى فى كتابه «الثورة المضادة» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»، ويذكر أحمد بهاء الدين فى كتابه «محاوراتى مع السادات» عن «دار الهلال - القاهرة»، أن توفيق الحكيم هو الذى تولى كتابته، وكانت فيه فقرة لم ينسها السادات أبدا، كما سمعت منه وهى: «لقد كثر الكلام عن المعركة دون معركة حتى صارت المعركة مضغة فى حلوقنا لا نستطيع أن نبتلعها، ولا نستطيع أن نلفظها»، ويكشف بهاء: «كان السادات إذا جاء ذكر تلك الأيام قال لى: «هذا المخرف العجوز توفيق الحكيم الذى لا أعرف ماذا يعجبكم فيه»، ويؤكد بهاء، أن الصحف نشرت أسماء الموقعين مع قرارات بنقلهم من الصحف إلى مصلحة الاستعلامات، ويقول: «الذى آلمنى حقا أن الصحف كانت تنشر أسماء أبرز وألمع كتابنا مقرونة بصفات العملاء والخونة وما إلى ذلك من صفات». كان هيكل وقتئذ فى رحلة إلى آسيا استمرت شهرا «راجع: آحاديث فى آسيا» عن «دار الشروق - القاهرة، ويذكر فى كتابه» خريف الغضب»: «عدت لأجد الأزمة على أشدها، واستوضحت من الأستاذ توفيق الحكيم الذى كان من أبرز نجوم الأهرام خلال فترة رئاستى لتحريره، وقال لى، أن الرئيس السادات فى أحد خطاباته اتهمه بالانهزامية وإضعاف الروح المعنوية، وأنه قرر أن يكتب خطابا للرئيس يقول فيه، حقيقة ما جرى مع الدكتور «عبدالقادر حاتم» حتى لو كان ذلك آخر ما يكتبه فى حياته، ثم ناولنى خطابا بخط يده.
 
كان «حاتم» نائبا لرئيس الوزراء، ووزير للإعلام والثقافة، ووفقا لهيكل فإنه لما صدر البيان طالبه السادات بلقاء عدد من هؤلاء الكتاب فى مقدمتهم، توفيق الحكيم ونجيب محفوظ، لينقل لهم ضيقه من البيان، ويوضح حقائق الموقف، ويؤكد هيكل، أن السادات لم يعرف ما دار فى اللقاء، فهاجم هؤلاء بقسوة ووصف الحكيم، بأنه «عجوز استبد به الخرف، ويكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، وأنه فى مقابلته مع الدكتور حاتم أبدى آراء انهزامية»، وأضاف «أنها محنة رجل رفعته مصر لمكانته الأدبية إلى مستوى القمة ثم انحدر إلى الحضيض فى آواخر العمر».
 
هكذا كانت ظروف كتابة الخطاب، وينشره هيكل بخط يد الحكيم فى كتاب «خريف الغضب»، وينص: «القاهرة فى 7 مارس 1973.. سيادة الرئيس، واجبى أن يحتم على ألا أكتم عليك الآن شيئا مما حدث فى مقابلتى مع الدكتور عبدالقادر حاتم نقل عنها عبارة منسوبة إلى أحد الكتاب الذين قابلهم، وحقيقة الأمر ما يأتى:
 
1 - طلب الدكتور حاتم مقابلتنا أنا والأستاذ نجيب محفوظ والأستاذ ثروت أباظة، وكان هو أول المتكلمين شارحا الموقف بقوله: إن أساس المحنة التى نحن فيها هو، أن مصر لم تقبل الهزيمة وتسوى الأمور عقب 5 يونيو 1967 مباشرة، وأوصانا بأن هذا الكلام سر، ولذلك حفظنا هذا السر حتى اليوم، ولولا إشارة الرئيس إلى الانهزاميين لما سمحنا لأنفسنا بنقله لأحد. 2 - قال لنا أيضا إن الحديث عن حل سلمى اليوم هو أخطر من الحديث عن المعركة، لأن السيد الرئيس سيجد نفسه محاصرا من جهات مختلفة تعارضه فى ذلك، وهذه الجهات هى ليبيا والمقاومة الفلسطينية والجيش واليسار المغامر، ولذلك كان ردنا هو أنه لابد لنا نحن الكتاب الوطنيين أن نساعده، إذا كان ذلك فى مصلحة الوطن وحده، وهذه هى المناسبة التى ذكرت فيها عبارة «نساعده على الحل الذى يراه.
 
3-قال لنا أيضا، عندما سئل عن طبيعة المعركة التى تراها مصر ضرورية، بأنها فى الحقيقة لن تكون أكثر من مناوشة محدودة لاستلفات نظر العالم إلى خطورة الموقف المتفجر فى المنطقة ليسرع إلى منع الكارثة بتسوية معقولة، وقال، إن التسوية التى تقبلها مصر ليس بالضرورة الانسحاب الكامل دفعة واحدة، بل يكفى الحل الجزئى فى إطار الحل الشامل».
 
سلم هيكل الخطاب إلى السادات فى لقائهما باستراحة القناطر، ولما فرغ الرئيس من قراءته قال: «كنت أتصور أن حاتم يصلح أن يكون رئيسا للوزراء، والآن أعرف حدوده»، وأضاف: «توفيق الحكيم يجب أن يعقل، ومار أيك أن تجىء به لنصالحه ونصفى هذا الموضوع مرة واحدة»، وبعدها بيومين اصطحب هيكل، الحكيم، وذهب للقاء السادات فى القناطر.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلي يهزم فاب الكاميروني 36 - 25 ويتأهل لنصف نهائى الكئوس الأفريقية لسيدات اليد

مدافع كريستال بالاس يكشف سبب منح هالاند ركلة الجزاء لـ مرموش

تدعيم الدفاع قبل مونديال الأندية يتصدر أول جلسة رسمية بين الأهلى و ريفيرو

رئيس الوزراء: زيارة الرئيس الصيني المُرتقبة لمصر تسهم في تعزيز العلاقات

إصابة 12 شخصا فى سقوط أسانسير بمستشفى الجامعة بشبين الكوم


موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

ثروت سويلم: الأهلى تفاجأ بموعد القمة وانسحابه بسبب الحكام غير مُبرر

شبكة عالمية: محمد صلاح وهالاند من أفضل مهاجمي العالم رغم عُقدة النهائيات

محامى عمرو وأحمد الدجوى: آخرون من العائلة سرقوا وادعوا على موكلينا

رسمياً.. بيبي رينا يعلن اعتزاله رسميًا بعد مسيرة دامت 25 عاماً


نجوم الفن يدعمون كارول سماحة فى عرض "كلو مسموح"

إيلى كوهين ومصر.. جاسوس إسرائيلى لم يستطع خداع المصريين أبدا.. السلطات اعتقله فى العدوان الثلاثى.. كان مسئولا عن تفجيرات خطيرة فى الإسكندرية.. والمعلومات تؤكد: الأجهزة المصرية لعبت دورا كبيرا فى إسقاطه

تريزيجيه يطمح لوداع بلون الذهب مع الريان القطرى قبل انضمامه للأهلى

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد

مسح سوق العمل يكشف خريطة الوظائف الشاغرة فى مصر.. جهاز الإحصاء: 417 ألف عدد الوظائف الخالية أغلبهم قطاع خاص.. ومندوب المبيعات الأعلى بـ202 ألف وظيفة.. ووظائف الفنيين والمساعدين سبعة أضعاف نسبة الوظائف الحالية

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

ذكرى رحيل سمير غانم.. ما لا تعرفه عن نصيحة عادل إمام التى لم ينفذها

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة

عمرو يوسف يتحوّل من محتال إلى بطل شعبي في فيلم "درويش".. اعرف الحكاية

ذكرى رحيل سمير غانم.. تفاصيل الخلاف بين ثلاثى أضواء المسرح بسبب الأهلى والزمالك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى