د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: الحوت الأزرق

داليا مجدى
داليا مجدى

من لا يعرف لعبة "الحوت الأزرق"، التى ظهرت مؤخرًا على شبكة الإنترنت، التى تطلب من المشتركين عددًا من التحديات، تنتهى بالمشترك إما بالانتحار، أو بارتكاب جريمة ما، وما زاد من خطورة هذه اللعبة، انتحار بعض المشاركين فيها بالفعل، بدول المغرب والجزائر والسعودية، وأخيرًا فى مصر. وسبب تسميتها بالحوت الأزرق، أنه يُعرف عن الحيتان ظاهرة الانتحار، فهى تسبح جماعات أو فرادى إلى الشاطئ، وتعلق هناك وتموت إذا لم يحاول أحدهم إرجاعها مُجددًا إلى المياه.

وبدون الدخول فى تفاصيل اللعبة، فهى تهدف إلى وضع الإنسان فى محاولة لإيذاء نفسه، ووضعها فى موقف لا يمكن التراجع عنه، وبغض النظر عن مدى خطورة هذه اللعبة، التى تحدَّث عنها الكثيرون، والتى كان لها فلسفتها عند مُبتكريها من الروس. فأنا الآن لا أبحث فى كل هذا، ولكنى أُناقشها من جانب آخر تمامًا، وهو، أليس بداخل كل منا "حوت أزرق"، فتخيل معى يا سيدى القارئ، كم مرة وضعت نفسك فى موقف لا يُحمد عقباه، واكتشفت أنك لا يمكنك التراجع عنه، وكم مرة حاولت إيذاء نفسك بقصد أو بدون قصد، وكم مرة وصلت إلى الحافة، ولولا تدخل القدر، وهو العناية الإلهية، لكنت من المُنتحرين سواء جسديًا أو معنويًا.

فللأسف، هذه اللعبة نحن نلعبها منذ بدء الخليقة، والغريب أننا لا نلعبها فقط مع أنفسنا، بل أحيانًا نلعبها مع الآخرين، فهى فى الأول والآخر، تهدف إلى السيطرة الكاملة على أنفسنا، أو على أحد الأشخاص؛ بُغْية تحريكهم، وفقًا لمخططات مرسومة من صاحب اللعبة، ولو تفكرنا قليلاً، سنجد أننا قد نسمح لفكرة ما أن تُسيطر علينا كلية، حتى تدفعنا إلى الإتيان بتصرفات، أبعد ما تكون عن مخيلتنا، وأحيانًا أخرى، نستغل بعض نقاط الضعف فى الآخرين؛ لكى نضعهم فى موقف التابعين لإرادتنا.

وفى النهاية، أقول للعالم بأكمله، لماذا أنتم مُندهشون من هذه اللعبة وتخشونها، إلى درجة الرعب، ونحن نلعبها كل يوم، بل كل لحظة ؟! ولكننى سوف أُجيبكم على تساؤلى : لأن هذه اللعبة دائمًا ما تنتهى بالموت المادى، وللأسف، الإنسان دائمًا لا يُحرك سكونـه سوى الماديات، ولكنها لو كانت تنتهى بالمـوت المعنوى، الذى نصل إليه يوميًا، ما كـان أحـد أعار الانتبـاه إليها، وتذكروا دائمًا أننـا جميعًا بداخلنـا "حوت أزرق".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

تسويق محمود جهاد فى الزمالك.. اعرف التفاصيل

الأهلي يواصل التحضير لمباراة سيراميكا في كأس العاصمة

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي


محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما


حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى