صور.. هل بدأت إيران التحضير للانسحاب من الاتفاق النووى بعد قرار ترامب؟.. الخارجية تسلم أخطر تقريرا للأمن القومى تبدى فيه أسباب خروج محتمل.. وتؤكد: أعددنا سيناريوهات سنفعلها فى الوقت المناسب قبل 20يوما من القرار

ينتظر الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الغربية فى عام 2015 قرارا حاسما من الولايات المتحدة الأمريكية فى 12 مايو المقبل، وقبل أسابيع من هذا التاريخ نشطت الخارجية الإيرانية بشكل غير مسبوق، فعلى قدم وساق تعمل داخل وخارج إيران لدراسة كافة الاحتمالات والتحضير لخيارات ما بعد قرار انسحاب دونالد ترامب المحتمل.

فى الخارج يجرى دبلوماسيو طهران مشاورات مكثفة وجولات مكوكية للعواصم الأوروبية آمل فى انقاذ الصفقة من الانهيار والتوصل لمساندة أوروبية للموقف الإيرانى المتمسك بالاتفاق والرافض لإدخال تعديلات عليها، وبهذا الهدف خلال الأيام الماضية زار مساعد وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية عباس عراقجى وعضو المفاوضات النوويى عواصم أوروبية مختلفة، وفى تصريح نقلته وكالة مهر شبه الرسمة قال، أنه من المقرر أن يزور بروكسل ثم أوسلو، كما سيلقى وزير الخارجية جواد ظريف كلمة فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى حول مستقبل الاتفاق على هامش مشاركته فى اجتماع السلام المستدام الذى سيعقد فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

وبالتوازى أصدرت الخارجية الإيرانية تقريرها التاسع حول مسار تنفيذ الاتفاق النووى إلى لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى البرلمان، حيث تقوم الأخيرة بدراسته وتقديم تقريرها النهائى إلى الهيئة الرئاسية للبرلمان، حيث دأبت الخارجية على إصداره كل 3 أشهر منذ توقيع الاتفاق، وكشف التقرير الأخير عن تأثر "استفادة طهران من الإتفاق" بالتداعيات السلبية للممارسات الأمريكية الساعية لتعديد بنود الاتفاق خلال الأشهر الثلاث الماضية، مؤكدا على أن الإدارة الأمريكية تنتهك الاتفاق.

صورة من تقرير الخارجية الإيرانية للأمن القومى حول الاتفاق النووى (حصل اليوم السابع) على نسخة منه

وأشارت الخارجية فى التقرير الذى أصدرته فى 14 صفحة، وحصل "اليوم السابع" على نسخة منه، إلى محاولات الأوروبيين لإقناع الولايات المتحدة بالاحتفاظ بالاتفاق، على مدار الأشهر الأخيرة، والتى تأتى نابعة من تمسك هذه الأطراف بالاتفاق على عكس الإدارة الأمريكية.

وحول قرار ترامب المتوقع فى مايو المقبل، تحدث التقرير الذى يعد توصية ضمنية تمنحها معقل الدبلوماسية الإيرانية للجنة الأمن القومى، عن وجود احتمالين تم طرحمهم الأشهر الأخيرة على الساحة، وهما إما تمديد تجميد العقوبات على إيران أو الإنسحاب من الاتفاق.

وشدد التقرير الإيرانى، على أنه بغض النظر عن المزاعم المطروحة حاليا، فان إيران حذرت الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق (مجموعة 5+1) واعددت العدة للسيناريوهات المختلفة والتى سوف تطبقها فى الوقت المناسب.

وأكد التقرير على أن انتفاع الجمهورية الاسلامية من رفع العقوبات المنصوص عليه فى الاتفاق فى القطاع الاقتصادى تأثر (سلبيا) أكثر من السابق، ورغم ذلك أقر بوجود استقرارا نسبى في الانفتاح الاقتصادى حيث تمكنت إيران من ابرام عددا من العقود الاستثمارية والتجارية الجديدة مع الاطراف الاجنبية.

وحول التحديات التى يواجهها الإتفاق، قال التقرير أنتقد انتهاك وتأخير وتعلل الولايات المتحدة فى تطبيق الإتفاق خلال الـ 27 شهر الماضيى (منذ تاريخ تطبيق الاتفاق النووى)، والتى أيضا عدها التحديات الأهم التى واجهت تطبيق الاتفاق بنجاح.

وقال التقرير أن الخارجية الإيرانية استغلت كافة الإمكانيات من بينها اللجنة المشتركة للاتفاق وفريق رفع العقوبات وكذلك الامكانات الدبلوماسية والمفاوضات الثنائية بهدف التصدى للإجراءات الأمريكية المناهضة للإتفاق.

البلدان الموقعة على الاتفاق 1النووى

وكشفت الخارجية الإيرانية عن مراسلاتها لمنسقة الإتحاد الأوروبى فدريكا موجرينى، فخلال 27 شهرا من عمر الاتفاق (منذ وقت تطبيقه) ارسلت الخارجية نحو 11 خطاب إلى موجرينى باعتبارها منسقة اللجنة المشتركة أيضا (التى تضم ممثلين عن الأطراف الأوروبية)، سجلت فيها سلوك وشنطن المناهض للاتفاق وطالبتها بلعب الدور المنوط بها فى اللجنة مع الأطراف الأخرى للرد على سلوك هذا البلد الذى وصفه بغير المسئول.

وشرح التقرير السلوك الأمريكى خلال الأشهر الثلاث الأخيرة تجاه الاتفاق منذ اعلان ترامب المصادقة على تمديد تجميد العقوبات الأخير فى 12 يناير الماضى، ومنحه مهلة أخيرة حتى مايو المقبل، كما أبرز التقرير النقاشات التى كانت تدور فى الجلسات التى عقدت فى اللجنة المشتركة للإتفاق.

وحول التطورات الأخيرة فى مجال رفع العقوبات، نقل التقرير، تقارير القطاعات المختلفة بشأن تداعيات رفع العقوبات على عملها، فعلى سبيل المثال ووفقا لتقرير وزارة البترول الإيرانية، فقد تمكنت الوزارة من تصدير النفط الخام منذ تطبيق الاتفاق بشكل مستقر، وابُرم عقد مع شركة صينية لإنشاء خط سكة حديدية يربط بين مدينة شيراز -وبوشهر، بقيمة 700 مليون دولار، فضلا عن توقيع عقد لشراء 100 عدد من الطائرات من طراز انتونوف 158 بين شركة الطيران الإيرانية تفتا وشركة أنتونوف الأوكرانية بقيمة 2.9 مليار دولار. كما تم الاتفاق النهائى على توقيع عقد شراء 10 طائرات سوخو 100 بين شركات الطائرات الإيرانية ايرتور وشركة سوخو وسيكون موعد التسليم هو النصف الأول من عام 2020.

هكذا قدمت الخارجية الايرانية توصياتها فى تقريرها الدوى للجنة الامن القومى والذى قد يكون الاخيرة فى وقت يصعد فيه الرئيس الأمريكى ويضيق الخناق على طهران لتقويض سلوكها وتطوير برنامجها الصاروخى الباليستى والذى يراه مزعزعا للإستقرار ويهدد حلفاءه فى المنطقة.