لا تفرحوا بانطفاء أضواء حى ريد لايت الساخن بأمستردام.. تجارة الجنس عبر الإنترنت تتوحش.. 97 مليار دولار حجم صناعة الإباحية.. والاستغلال الجنسى للأطفال أخطرها.. وأمريكا تسن قانونا لمحاصرة مواقعها الإلكترونية

لا تفرحوا بانطفاء أضواء حى ريد لايت الساخن بأمستردام
لا تفرحوا بانطفاء أضواء حى ريد لايت الساخن بأمستردام
كتب محمد سالمان

هل سمعت عن حى ريد لايت أو الضوء الأحمر فى العاصمة الهولندية أمستردام الشهير بالأعمال المنافية للآداب منذ القرن الرابع عشر؟ هذه المنطقة التى طالما سكنتها فتيات الليل واعتدن الوقوف خلف نوافذ محلاتهن المضاءة بالإنارة الحمراء لاستقطاب الزبائن، إلا تعلم أن هذه الأسطورة بدأت فى التهاوى خلال السنوات الأخيرة، وتكاد تقترب من الاختفاء لكن المحزن أنه فى وقت نفسه بدأت تزدهر هذه التجارة على شبكة الإنترنت التى تقدم عبر نوافذها المتعددة سواء مواقع الإلكترونية أو شبكات تواصل الاجتماعى "الفاكهة المحرمة" بكل أشكالها وصورها بأسعار تناسب كل الراغبين من شتى البقاع!.

 

وحش تجارة الجنس الإلكترونى بدأ فى التوسع والتمدد خلال السنوات الأخيرة حتى أنه بات شبحا يهدد أعتى الدول فى العالم، لذا ليس غريبا أن تجد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوقع تشريعا فى 12 أبريل الماضى هدفه معاقبة القائمين على المواقع الإلكترونية التى تسهل تجارة الجنس على شبكة الإنترنت.

 

** الولايات المتحدة تنتبه للخطر

ووفقا لوكالات الأنباء العالمية فإن التشريع هدفه الرئيسى تسهيل مهمة ممثلى الادعاء وضحايا تجارة الجنس لمقاضاة شبكات التواصل والجهات الإعلانية وغيرها ممن يبقى على أى محتوى يشير لعمليات الاستغلال الجنسى إلا أنه ينبغى على المدعين إظهار كيف تعمدت تلك المواقع تسهيل تجارة الجنس؟.

 

وفيما يبدو إدراكا لمخاطر عمليات الاستغلال الجنسى عبر الإنترنت فإن فيس بوك وغيرها من شركات التكنولوجيا وجماعات الضغط داخل وادى السيليكون وهو مقر شركات التكنولوجيا فى الولايات المتحدة بعدما تم التفاوض بينهم وبين الإدارة الأمريكية بخصوص بعض تغييرات حدت من التأثير المحتمل للقانون لاسيما أن هذه الشركات متخوفة من إحكام قبضة الرقابة على القطاع الخاص.

 

وتعقيبا على توقيع ترامب على التشريع، قال السناتور الجمهورى روب بورتمان وهو أحد رعاة نسخة مشروع القانون المقدمة إلى مجلس الشيوخ: "هذا يوم فارق فى النضال من أجل وقف تجارة الجنس الإلكترونية وانتصارا كبيرا لضحايا الإتجار والناجين المحرومين منذ وقت طويل من فرصة تحقيق العدالة التى يستحقونها".

 

هذا الكم من الاهتمام بتشريع معاقبة المواقع الإلكترونية التى تسهل عمليات تجارة الجنس يدفع للتساؤل عن مدى توحش تلك التجارة وكيف باتت خطرا كبيرا؟.. على سبيل المثال لا الحصر فإنه فى 20 سبتمبر 2016، حذرت الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال فى بريطانيا من أن الإنترنت يمكن أن يكون "ملعبا لذوى الميول الجنسية تجاه الأطفال"، وذلك وفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى".

 

** جرس إنذار

وأوضحت "بى بى سى" فى تقريرها أن تحذير الجمعية جاء فى الوقت الذى أظهرت فيه الأرقام ارتفاع إعداد الأطفال القلقين من الاعتداء الجنسى ومحاولات استقطابهم عبر الإنترنت لذا يتصلون بخدمة خط هاتف الأطفال بالجمعية الخيرية، مشيرة أيضا إلى ارتفاع عدد جلسات الاستشارة للشباب الذين يشعرون بالقلق من الاعتداء الجنسى عبر الإنترنت بنسبة 24 % إلى 3,716 فى 2015/2016، فيما ردت وزارة الداخلية البريطانية على هذه المخاوف آنذاك بأنها "مشكلة عالمية"، لافتة إلى أن المملكة المتحدة تعتبر من أوائل الدول الباذلة لجهود مكافحة تلك الجريمة المروعة.

 

رعب الأطفال فى بريطانيا ووصف وزارة الداخلية للمشكلة العالمية منذ عامين تقريبا لم يكن سوى جرس إنذار من خطورة تمدد الاستغلال الجنسى عبر الإنترنت ووصوله لشرائح جديدة، لم تكن زبائن فى بيوت ممارسة الرذيلة الاعتيادية أو حتى فى دائرة قريبة منها!.. وللأسف تلك المخاوف تمددت لتصبح حالة من الرعب، والدليل ما كشفته اثنين من أشهر المواقع الإباحية من أرقام وحقائق مرعبة حول صناعة الإباحية فى العالم وأبرزها تعرض 34٪ من مستخدمى الإنترنت إلى الإباحية غير المرغوب فيها عبر الإعلانات والنوافذ المنبثقة.

 

** لا تفرحوا بانطفاء أضواء ريد لايت!

وكشفت التقارير الصادرة عن المواقع الإباحية عن نقاط أخرى فى غاية الخطورة متعلقة بأن الاستغلال الجنسى للأطفال أو "إباحية الأطفال" واحدة من المجالات التجارية الأكثر نموا على الإنترنت، وكذلك تم العثور على أكثر من 624 ألف تاجر لإباحية الأطفال على الإنترنت فى الولايات المتحدة، وتبلغ قيمة صناعتها 3 مليارات دولار، بينما تقدر صناعة الإباحية العالمية بـ97 مليار دولار، وداخل الولايات المتحدة فقط تصل لـ12 مليار دولار.

 

كل ما سبق يشير إلى أن وحش تجارة أو الاستغلال الجنسى عبر الإنترنت يزداد حجمه يوما تلو الآخر وعدم تكاتف الدول فى مواجهته، قد يؤدى إلى مزيد من المخاطر والتوابع لأنه لا يمكن محاصرته مثلما كان يحدث مع أحياء البغاء فى الدول المختلفة على مر التاريخ ومن هنا يمكن القول إنه إذ فرح الكثيرون بانطفاء أضواء حى ريد لايت فى أمستردام وما يشبه من أماكن أخرى فى مختلف دول العالم عليهم أن يخشوا من انتشار تلك التجارة بمختلف صورها على شبكة الإنترنت.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة بي اس جي ضد البايرن فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

تطورات جديدة فى صفقة الأهلي مع شكري وانتقال ثلاثى الأحمر إلى سيراميكا

التحقيقات تكشف معلومات جديدة فى حادث طريق الإقليمى

الجزيري يعود إلى القاهرة ويستعد للموسم الجديد مع الزمالك رغم أنباء الرحيل


انهيار زوجة جوتا ورفاقه فى ليفربول أثناء تشييع جنازة الأخوين فى البرتغال.. صور

مواجهات الأسبوع الأول للمجموعة " أ - ب" بدوري القسم الثاني بعد سحب القرعة

موعد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 وتفاصيل مراجعة الدرجات وتجميعها

بن أفليك وجينيفر لوبيز يسحبان قصرهما من السوق بعد فشل بيعه بـ68 مليون دولار

الفصائل الفلسطينية تكشف تفاصيل تدمير دبابات إسرائيلية وقتل جنودها فى غزة


مخرج "Squid Game" يعلّق على شائعات إخراج نسخة أمريكية بعد ظهور كيت بلانشيت

حادثة تهز تونس.. زوج يقتلع عينى زوجته للحصول على كنز.. اعرف التفاصيل

رغم الإغراء الإماراتى.. إبراهيم عادل يبحث عن الاحتراف الأوروبى بين العروض الـ3

الأهلى يتمسك باستمرار إمام عاشور ويرفض عرض الأخدود السعودى

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

تاريخ مواجهات ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند قبل صدام كأس العالم للأندية

إعلام: ماكرون يضغط على ستارمر للاعتراف بفلسطين

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

شاطئ العريش ينطق بالجمال ويُلهم العيون ويُحيي الذاكرة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى