كامل أبو الفتوح يكتب: النهاية الحتمية

صديقان – صورة أرشيفية
صديقان – صورة أرشيفية

كافة العلاقات الإنسانية بين الأشخاص سواء كانت علاقة حب أو صداقة أو قرابة لابد لها من شريان يغذى هذه العلاقات؛ وهذا الشريان هو الاهتمام، أما التجاهل وعدم الاهتمام يصل بهذه العلاقة إلى النهاية الحتمية أو إلى مرحلة الانطفاء، وهو المصطلح الذى استخدمه الصديق حازم خزام فى إحدى مقالاته ما معنى النهاية الحتمية؟!!.. والتى تعرف علميًا بالانطفاء من منظور علم النفس الاجتماعى ما كتبه فى هذه السطور ينطبق أيضاً على جميع أنواع حياتنا الواقعية من أسرة أو من عمل..إلخ.. فعمق مفهوم كلمة الانطفاء تعنى النهاية الحتمية.. احفظ كرامتك وابتعد أنت بعد أن عرفت الإجابة الصامتة أسوأ شىء أن تتواصل مع صديق أكثر من مرة فى أوقات متفرقة ولا يجيب. تعيد الاتصال به غدا فلا يرد. والأسبوع الذى يليه كذلك. وتجرب حظك معه بعد شهر وترتطم بالنتيجة المخيبة نفسها وهى عدم التجاوب. ويتضاعف حزنك عندما تجده يرد على غيرك ويوجد فى منصات التواصل الاجتماعى بتبذير. مهما كان عذره رغما عنك سيجتاحك شعور سيئ. إحساس سيسكنك ويبعدك عنه شيئا فشيئا. هناك مفهوم فى علم النفس اسمه "الانطفاء" ويسمى باللغة الإنجليزية، ‏Extinction  ويشير هذا المفهوم إلى أن علاقة المرء بأى شىء إذا شهدت "الانطفاء" فمن الصعب إعادة إشعالها. يضرب الباحث فى علم النفس، ريموند ميلتونبيرقر مثلاً فى آلة بيع ذاتى للقهوة اعتاد أن يستخدمها يوميا. لكن فجأة مر عليها ووجدها لا تعمل، فجرب حظه وحاول استخدامها فى اليوم التالى وكانت النتيجة كالأمس خارج الخدمة.فى اليوم الثالث لم يمر عليها واختار آلة أخرى على الرغم من أنها تبعد مسافة أطول عن مكتبه. لماذا هجر الباحث ريموند آلة القهوة التى يفضلها؟ ببساطة، لأن علاقته بها مرت بانطفاء. خيبة وراء خيبة خلفت شعورا بأنها لن تعمل من جديد على الرغم من أنها ربما عادت إلى العمل فى اليوم الثالث. الحال نفسه ينطبق على علاقاتنا الاجتماعية. فإذا حاولنا الوصول والتواصل مع زملائنا وأصدقائنا أكثر من مرة ولم نجد تجاوبا قد لا نكرر المحاولة كثيرا فتشهد علاقتنا معهم انطفاء قد يودى بها. وبعد ذلك من الصعب جدا إشعال العلاقة من جديد.فانطفاء هذه العلاقة قد يعنى فى حالات كثيرة مؤشرا إلى نهاية هذه العلاقة التى كانت يوما ما متقدة ومشتعلة. ما الحل؟ هذا الحل أوجهه إلى نفسى قبل الجميع ويتجسد فى أننا فى حالة انشغالنا وارتباطنا وعدم قدرتنا على التفاعل مع نداءات ورسائل واتصالات أحبتنا لأى سبب من الأسباب علينا أن نكتب ونعتذر لهم قبل أن يتمكن الانطفاء منا ويحيل علاقاتنا معهم إلى ظلام دامس. فنفرغ من مشاغلنا ونتوجه إليهم ولا نجدهم فى انتظارنا فقد ابتلعتهم العتمة.!!

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الخارجية فى رسالة تحذيرية: لن نسمح بإقامة وهم "إسرائيل الكبرى"

فيريرا يرفض المجازفة بـ أحمد ربيع فى تشكيل الزمالك أمام فاركو

تنسيق المرحلة الثالثة.. الأماكن الشاغرة بالكليات والمعاهد لطلاب أدبى

قبل مباراة الأهلى .. غزل المحلة لا يخسر ولا يفوز فى الدوري "إنفوجراف"

اعترافات التيك توكر أوتاكا: غسلت 12 مليون جنيه فى السيارات لمنحها صبغة شرعية


النيابة تستعلم عن حالة المصابين فى موقع حادث موكب وزير الكهرباء لسماع أقوالهم

تعرف على ما كتبته الصحفية الفلسطينية مريم أبو دقة قبل استشهادها

غزل المحلة ضد الأهلي .. موعد المباراة والقناة الناقلة والصفقات الجديدة

استشهاد الصحفي معاذ أبو طه في مجزرة إسرائيلية ضد الصحفيين بغزة

تنسيق المرحلة الثالثة.. القوائم المُحدثة لمؤسسات التعليم العالي المُعتمدة فى مصر


تنسيق المرحلة الثالثة.. غدا إتاحة تسجيل الرغبات بحد أدنى 50% لجميع الشعب

تنسيق المرحلة الثالثة.. ما القواعد الواجب مراعاتها في التنسيق الإلكتروني؟

فتح باب التحويلات المدرسية مرة أخرى بمحافظة القاهرة لمدة أسبوع

مشادات وتراشق بالألفاظ بين موظفى مكتب التنسيق يؤدى إلى زحام شديد للطلاب

اليوم السابع ينشر نتيجة الثانوية العامة دور ثان فى هذا الموعد

تشكيل الأهلي المتوقع أمام غزل المحلة.. زيزو وبن شرقي وشريف فى الهجوم

تنسيق المرحلة الثالثة.. كيفية التعامل مع موقع التنسيق وتسجيل الرغبات

وزير الطيران: مشروع "مبنى 4" بمطار القاهرة يستوعب 30 مليون مسافر سنويًا

نيوكاسل يونايتد يواجه ليفربول في مواجهة نارية بالدوري الإنجليزي

وزارة الصحة تكشف عن أسباب الإصابة بسرطان البروستاتا.. تفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى