موجة إسلاموفوبيا جديدة تضرب فرنسا.. سياسيون ومسئولون فرنسيون يطالبون بحذف آيات من القرآن.. وماكرون وحكومته يعملان على استحداث منصب "إمام فرنسا الأكبر".. والداخلية تشرف على برنامج تدريب للدعاة للحد من التطرف

عملية إرهابية فى فرنسا ووزارة الداخلية الفرنسية ودليل بو بكر إمام المسجد الكبير فى فرنسا
عملية إرهابية فى فرنسا ووزارة الداخلية الفرنسية ودليل بو بكر إمام المسجد الكبير فى فرنسا
كتب: أحمد علوى

 

على الرغم من القرارت المتتالية للحكومة الفرنسية ورئيسهم ايمانويل ماكرون، والتى جميعها تمحور حول فكرة تقييد الإسلام والدين الإسلامى فى البلاد ، ولما يشوبه من تهم تتعلق بعلاقته بالإرهاب، حيث إن فرنسا شهدت منذ عام 2015 موجة غزيرة من الهجمات الإرهابية التى أراقت دماء وحصدت أرواح المئات، وايضا لما يقوله الإرهابييون المنفذون لتلك العمليات، إذ يذكرون اسم الله ويرددون التكبيرات والتشهدات ، مما نسب تهم كاذبة للإسلام وجعل منه فزاعة ليس فقط للفرنسيين، وإنما للأوروبيين.

 

واستطاع الرئيس اجتياز العديد من الصعاب، إلا أن ملف الإرهاب ومواجهة دعاة الفكر المتطرف الذين يستهدفون 4.5 مليون فرنسى يعتنقون الدين الإسلامى بحسب الأرقام الرسمية ـ أكثر من 5 ملايين بحسب بيانات غير رسمية ـ يظل الملف الأكثر أهمية خاصة فى ظل تنامى موجات عودة المقاتلين الأجانب من صفوف داعش إلى بلدانهم الأوروبية الأم.

 

وتتجلى مظاهر الإسلاموفوبيا فى فرنسا فى العديد من المشاهد لعل آخرها، هو تأجيج مشاعر الغضب لدى مسلمى العالم، من خلال طالب المدير السابق لمجلة "شارلى إيبدو" الفرنسية الساخرة، فيليب فال، بحذف آيات من القرآن الكريم، تدعو من وجهة نظره لقتال اليهود والنصارى، حيث ندد مسلمو فرنسا بتلك المطالب وخاصة أن هناك شخصيات سياسية مرموقة أيدت هذه المطالب.

 

وقال مدير المجلة الساخرة فى كلمة له فى صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية للمطالبة بمحاربة معاداة السامية فى فرنسا، وتمكن من الحصول على 300 توقيع مؤيد للفكرة من قبل شخصيات معروفة فى البلاد، أبرزها الرئيس السابق نيكولاس ساركوزى، ورئيس الوزراء السابق إيمانيول فالس، والمغنى المعروف شارل أزنافور.

 

واعتبر الموقعون على النص أن اليهود أصبحوا مهددين بشكل كبير فى فرنسا، وأن سبب صمت السلطات هو اعتبارها للتطرف الإسلامى مجرد ظاهرة اجتماعية، وأيضا لحسابات انتخابية على اعتبار أن أصوات الجالية المسلمة أكثر من الجالية اليهودية فى فرنسا.

 

وأشاروا إلى أن الفاتيكان ألغى سابقا نصوصًا  فى الكتاب المقدس غير متناسقة ومناهضة للسامية، بحيث لا يستطيع أى مؤمن الاعتماد على نص مقدس لارتكاب جريمة"، على حد قولهم.

 

وأثار الطلب غضب المسلمين فى فرنسا حسب موقع "أوروبا1"، فوصفه المسجد الكبير فى باريس بـ"الهذيان والمحاكمة غير العادلة" بحق مسلمى فرنسا، وقال المسئول عن المسجد، دليل بو بكر، فى بلاغ رسمى، "يرغب المواطنون الفرنسيون المسلمون فى كل الأحوال محاربة معاداة السامية والعنصرية والإسلاموفوبيا، للقضاء على كل تلك السموم المضرة جدًا بوحدتنا الوطنية، ولا حاجة لمثل تلك الطلبات".

 

تظل فرنسا التى تعد من الدول الأكثر استضافة للجاليات المسلمة أكثر عرضة لخطر الإرهاب وسط مخاوف من استقطاب المسلمين الفرنسيين من قبل تنظيمات إرهابية واعتناقهم الفكر المتطرف، وهو ما دفع الدولة الفرنسية للبدء بشكل عاجل فى خطة للسيطرة على تلك الجالية واحتواءها ليس فقط من خلال التحركات الأمنية والرصد والتتبع، وإنما عبر تحرك شامل يهدف لإعادة تأهيلها كشف تفاصيله صحيفة "لو جورنال دو ديمونش" الأسبوعية الفرنسية.

 

ويهدف التحرك الجديد إلى الحفاظ على معايير وقيم العلمانية الفرنسية، كما يتضمن 4 محاور تشرف وزارة الداخلية الفرنسية على تنفيذها بشكل كامل ـ بحسب الصحيفة ـ حيث أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون مرارا سعيه لإعادة تنظيم وهيكلة منظومة الإسلام فى فرنسا لإدماجه فى الجمهورية الفرنسية ومكافحة الأصولية والفكر المتطرف بشكل فعال.

 

الصحيفة الأسبوعية التى أجرت حوار مع "ماكرون"، قال خلاله إنه يعمل على استعادة "قلب العلمانية"، كشفت بدورها نقلا عن مصادر اعتزام الحكومة استحداث هيئة جيدة لتمثيل المسلمين الفرنسيين مع تخصيص تمويل كاف لدور العبادة الإسلامية مع برنامج لإعادة تأهيل وتدريب تشرف عليه وزارة الداخلية للأئمة والوعاظ الذين سيكون لهم بطبيعة الحال دور فى نشر نسخة معتدلة للإسلام داخل فرنسا. كما تهدف الخطة إلى إصلاح المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية المعنى بتمثيل المسلمين فى فرنسا، مشيرة إلى أنه جرى بالفعل تشكيل مجموعة عمل داخل المجلس الفرنسى لإعداد مقترحات سترفع إلى الحكومة فى يونيو المقبل.

 

كما تتضمن الخطة استحداث منصب "إمام فرنسا الأكبر" حيث تريد وزارة الداخلية إسناد مهمة ادارة المجلس الفرنسى للديانة الإسلامية للمسلمين الأكثر اندماجا فى فرنسا.

 

يذكر أنه بحسب بيانات وإحصائيات وزارة الداخلية الفرنسية، تضم فرنسا 4.5 مليون مسلم مسجلين لدى الحكومة، فى وقت تؤكد فيه تقارير شبه رسمية أن العدد يصل إلى ما يتراوح بين 5 لـ  6 ملايين مسلم، حيث إن غالبية المسلمين المتواجدين داخل فرنسا غير مسجلين فى الأوراق الرسمية.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ربيعة وفيصل وفتحي على دكة بدلاء منتخب مصر أمام نيجيريا

إمام عاشور وزيرز وصابر في تشكيل منتخب مصر ضد نيجيريا

غرفة ملابس منتخب مصر جاهزة قبل مواجهة نيجيريا الودية.. صور

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت


أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

هجوم سيبرانى مريب يضرب مجلس النواب الألمانى خلال زيارة زيلينسكى

إقبال كبير على الأتوبيس الترددى بعد عزل حارته بالطريق الدائرى.. صور

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

تعرف على بديل تريزيجيه فى تشكيل منتخب مصر أمام نيجيريا

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى