"الدى جى" يزاحم القراء على كرسى التلاوة.. ارتفاع تكاليف الحفلات يجعل الأسر تلجأ إلى التلاوات المسجلة.. نقابة القراء: أجور بعض المقرئين تتعدى 25 ألف جنيه فى الليلة.. وتؤكد: قرى كاملة تخلت عن سرادقات المباهاة

القارئ الراحل الشيخ مصطفى اسماعيل
القارئ الراحل الشيخ مصطفى اسماعيل
كتب – إسماعيل رفعت

القرآن واحد، بأحكامه ومعانيه، والقراء متنوعون ولكل قارئ مستمعيه حبا فى أدائه وصوته، إلا أن التكنولوجيا التى خدمت الكثير أضرت بالبعض وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، وجعلت بعض الأسر تستبدل قراء مشاهير بتشغيل الـ"دى جى" لتلاوات مسجلة لنفس القراء، وبأجر أقل كثيرا وقد لا يتعدى 500 جنيه فى الحفلة أو العزاء بدلا من آلاف الجنيهات.

 

ورغم الفارق بين حس القارئ الذى تشاهده أمامك، وبين مادة مسجلة لنفس القارئ، إلا أن العامل الاقتصادى أثر على الشكليات كون التضحية بالشكليات أولى من التضحية بالحاجات الأساسية للإنسان.

 

التغيرات الاقتصادية جعلت الأسر تتخلى عن الشكليات
 

وتمكنت التغيرات الاقتصادية، وبروز الشكليات على المضمون من التخلى عن عادات قديمة وثقافة حب الاستماع إلى كبار القراء والقراء الصاعدون، وسط رواج المشهد بالهواة على غير المستوى.

87380-صوان-عزاء
صوان عزاء
 

من جانبه علق الإذاعى بهاء عبادة، المذيع بشبكة القرآن الكريم، على الأمر مؤكدا أن ما يقارب من 30% من المصريين بدأوا يتخلون عن الشكليات فى إقامة المآتم والعزاءات والمناسبات المكلفة ما جعلهم يتخلون عن استقدام قارئ للقراءة فى الحفلات لارتفاع التكلفة.

 

وأضاف عبادة، لـ"اليوم السابع" أن هناك قرى بأكملها ألغت إقامة الحفلات التى كانت تكلف 20 ألف جنيه فى الليلة فى المتوسط واستبدلتها بـ"دى جى" يكلف 300 أو 400 جنيه فى الليلة ويؤدى نفس المهمة.

 

المادة المسجلة تقدم كبار القراء مجانا فلماذا تتكلف الأسر؟
 

وأوضح عبادة، أنه مع تقليل التكلفة فى الشكليات، حيث أن القرآن واحد، خاصة أم المادة المسجلة تقدم كبار القراء الموجودين والراحلين ممن يحب الناس الاستماع إليهم دون جهد أو تكاليف.

 

فيما أكد محمد الساعاتى، المستشار الإعلامى لنقابة القراء، أن قرى محل الدمنة ومنية محل الدمنة استغنت عن القراء فى المناسبات وخاصة بعد رحيل القارئ الإذاعى حمدى الزامل وهو من أبناء هذه المنطقة حيث يقوم ما يقارب من 20 مسجدا بتشغيل تلاوته فى قرآن الجمعة وكذلك فى عزاءات هذه المنطقة المجاورة لمدينة المنصورة.

 

قرى كاملة تتخلى عن شكليات وسرادقات المباهاة
 

وأضاف الساعاتى، لـ"اليوم السابع"، أن قرى محل الدمنة ليست وحدها من يلجأ إلى الـ"دى جى" بل هناك قرى ميت غريطة بالسنبلاوين تلجأ إلى الـ"دى جى" لدرجة أن أحد أبناء القرية وهو قيادى بنادى المنصورة أقام عزاء وأتى بقارئ كبير ولم يجد معزين لرفض أهالى القرية إقامة عزاءات مكلفة، أو التفاخر فى مثل هذه الظروف.

363017-حسن-سليمان-رئيس-شبكة-القرأن-الكريم
د. حسن سليمان-رئيس شبكة القرأن الكريم
 

وأضاف الساعاتى، لـ"اليوم السابع" أنه وفى المقابل نجد أن هناك من يأتى بقراء كبار يتقاضون من 12 لـ30 ألف جنيه فى قراءة الليلة الواحدة، وقد يأتى بقارئين، كما يقوم البعض بذبح الماشية وإقامة موائد المكلفة جدا وإقامة عزاءات نسائية فى القرى.

 

الـ"دى جى" حل موفر مع مقاعد خشبية مستعارة لاستقبال الضيوف
 

ولفت الساعاتى، إلى أن عدد غير قليل يلجأ إلى تشغيل دى جى فى عزاء يقام أمام منزله مع استقباله للضيوف على مقاعد خشبية يقوم بتأجيرها أو استعارتها من دور مناسبات المساجد كونه لا يستطيع أن ينفق على عزاء مكلف.

 

وأوضح الساعاتى، أن القراء الكبار تزيد أجورهم فى كثير من الأحيان عن 20 ألف جنيه وبعد الاتصال بهم يقوم صاحب الحفل بوضع المبلغ فى حساب القارئ فى البنك حتى يضمن حقه، حيث يلجأ البعض لذلك من باب التفاخر ففى الوقت الذى تبتعد قرى عن هذا الشكل من الحفلات تتنافس قرى أخرى فى ذلك، فمبا بين احتفالية أو مأتم يكلف من 3 إلى 5 آلاف فى الليلة الواحدة فى المتوسط وقد يكون بألف جنيه إلى ليلية تكلف 100 ألف جنيه وقد تتعدى ذلك لضعفين فى بعض الحالات.

 

أجور القراء تتعدى 25 ألف جنيه فى الليلة
 

ولفت الساعاتى، إلى أن المجاملات لها جانب من المشهد حيث يتفاجئ أهل المتوفى بقيام صديق أو زميل مهنة بالاتفاق مع قارئ للتلاوة بمناسبة خاصة بهم من باب المجاملة بأجر قد يتعدى الـ25 ألف جنيه.

الازهر
الازهر
 

الشيخ سراج عبدالله، قارئ ومبتهل، وأحد رواد تلفزيون الصعيد، يؤكد أن 50% من العائلات تخلوا عن عادات إقامة محافل التلاوة وإحلال الـ"دى جى" محلها نظرا للظروف الاقتصادية وتخلى الأجيال الحالية عن ثقافة آبائهم وأجدادهم، مع تراجع السهرات الرمضانية بنسبة 20%، لافتا إلى أن الاستغناء عن القارئ مقبول فى المآتم بينما لا يقبل فى السهرات الرمضانية.

 

العائلات الكبرى تتمسك بالشكليات والسهرات الرمضانية
 

وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن العائلات الكبرى تتمسك بهذه العادات بل وتقيم سهرات رمضانية خاصة بهم، مشيرا إلى إقامة عائلات فى الصعيد لسهرات قرآنية طوال شهر رمضان يستقبلون خلالها أهل المنطقة أثناء تلاوة القارئ للاستماع إليه.

 

ولفت إلى أن قرية واحدة تضم 5 عائلات كبرى تقيم سهرات رمضانية طوال الشهر الكريم، لافتا إلى أنه ورث هذا عن والده حيث يرتبط مع أحد أحد العائلات لتلاوة سهرات شهر رمضان، لافتا إلى أن الأجيال الحالية لا تهتم بهذه الشكليات.

 

التنافسية والمباهاة جزء من المشهد
 

وقال: هذا ميراث الآباء والأجداد وتم التكيف مع وسائل التكنولوجيا واستخدام الصوتيات الحديثة فبدلا من أن تقلل من الطلب على القراء باتت تعاون القراء فى التلاوة.

 

وقال حسن سليمان رئيس شبكة القرآن الكريم: أن الناس محبون للقراءة وللقرآن ولأهله، وكلما أذيعت أمسية دينية فى الصعيد أو بحرى نجد الجمهور يطلب المزيد والمزيد.

 

إذاعة القرآن الكريم ترى أن الـ"دى جى" يشغل الشوق إلى الاستماع إلى التلاوة الحية
 

وأضاف سليمان، لـ"اليوم السابع"، أن الـ"دى جى" وغيره يشعل الشوق داخل الناس للاستماع إلى القارئ نفسه حبا فى القرآن وفى التلاوة الحية وخاصة فى شهر رمضان الكريم.

 

وأشار سليمان، إلى أن شهر رمضان حافل بالمناسبات ومنها غزوة بدر وفتح مكة، ونزول القرآن، وليلة القدر وكل ذلك يدفع الشوق فى النفوس إلى الاستماع إلى القرآن والمدائح الدينية وإذاعة القرآن الكريم تقدم ذلك ومعه وعظ دينى لأحد العلماء فى الأمسيات الدينية، كما أن الأمسيات لا تنقطع طوال العام.

 

الشيخ مصطفى اسماعيل
الشيخ مصطفى اسماعيل

 

الشيخ-عبدالباسط-عبدالصمد
الشيخ-عبدالباسط-عبدالصمد

 

لشيخ محمد رفعت
لشيخ محمد رفعت
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سر غياب محمد صلاح وكريستيانو رونالدو عن جنازة جوتا

ليلة الكبار فى مونديال الأندية.. باريس سان جيرمان يتحدى البايرن فى نهائى مبكر.. البافاري يتسلح بالتاريخ وبطل أوروبا يراهن على القوة الهجومية.. ريال مدريد يصطدم بـ دورتموند فى قمة الأمجاد

التحقيقات تكشف معلومات جديدة فى حادث طريق الإقليمى

انهيار زوجة جوتا ورفاقه فى ليفربول أثناء تشييع جنازة الأخوين فى البرتغال.. صور

ارتفاع عدد المتوفين لـ9 وإصابة 11 آخرين بتصادم سيارتين ميكروباص بـ"الإقليمى"


المباحث تستمع لأقوال شهود العيان لكشف ملابسات حادث الإقليمى

السجن 12 عاما لزعيم طائفة دينية روسى ادّعى أنه تجسيد للمسيح

المعاينة: اختلال عجلة القيادة وراء حادث تصادم سيارتين بالطريق الإقليمى

جيسي جي تطمئن جمهورها بعد عملية استئصال الثدي: أشعر ببعض الإرهاق لكني ممتنة

"فولة واتقسمت".. كيم كادراشيان تبرز تشابه الملامح مع ابنتها بصورة قديمة لها


اختبارات القدرات 2025.. موعد إتاحة موقع التنسيق الإلكترونى للتقدم للاختبارات

العدوان يدمر الاقتصاد والفقر يصل لحد المجاعة.. البطالة فى غزة تتجاوز 80%.. 600 ألف متعطل بفلسطين.. 178 ألف عامل فقدوا وظائفهم داخل الخط الأخضر.. وإسرائيل ترفض تحويل أموال التقاعد للعمال الفلسطينيين منذ 54 عاما

أقوى أسئلة الجيولوجيا لطلاب الثانوية العامة بالنظام القديم.. حلها واختبر مذاكرتك

مواعيد مباريات اليوم.. الريال مع دورتموند.. وسان جيرمان أمام بايرن ميونخ

العاشر من محرم.. احتفالات العرب بيوم عاشوراء.. رش الماء إيقاد "شعلة عاشوراء" فى المغرب.. طقوس (التطبير) وارتداء الملابس البيضاء فى كربلاء.. الحناء وإشعال النار و"هريسة عاشورا" فى تونس والجزائر

مصرع 24 شخصا وفقدان 23 طفلا إثر وقوع فيضانات بولاية تكساس الأمريكية

اليوم.. الفصل فى عدم دستورية طرد المصريين وغير المصريين بالإيجار القديم

"الأوقاف" تنظم 116 ندوة علمية لمواجهة إدمان مواقع التواصل الاجتماعى

الطقس اليوم السبت 5-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة وشبورة ورطوبة مرتفعة

تاريخ مواجهات ريال مدريد ضد بوروسيا دورتموند قبل صدام كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى