فى الذكرى الرابعة لرحيل مقدم "عالم الحيوان".. حكايات عن الإعلامى الكبير محمود سلطان

 عقب صلاة الجمعة مباشرة نتجمع حول شاشة التلفزيون الصغيرة، الأسرة بالكامل تلتف، الصغير والكبير وحتى الشيوخ، الجميع بنفس الاهتمام وفسن اللهفة فى انتظار موعد إسبوعى تحول من مجرد برنامج تلفزيونى إلى ضيف عزيز على المنزل، تنطلق الموسيقى الدافئة قبل أن يصلنا صوت الإعلامى الكبير محمود سلطان ليعلن عن حلقة جديدة من عالم الحيوان، وينقلنا فى رحلة لما يمكن أن نطلق عليه الآن "ناشيونال جيوجرافيك الثمانينات والتسعينات"، ذلك البرنامج الذى يحتفظ بذكريات من الصعب أن تنسى فى قلوب الملايين من المصريين.

محمود سلطان

تحل اليوم الذكرى الرابعة لوفاة الإعلامى محمود سلطان، الذى رحل عن عالمنا عن عمر يناهز 73 عامًا، ويعتبر واحدا من علامات التليفزيون المصرى،  ويتميز الإعلامى القدير بالإنسانية قبل ان يكون مذيعا بأسلوب مختلف والكاريزما المتميزة التى جذبت الجمهور حوله، إضافة إلى طلاقة لسانه، وهو من أشهر الاصوات المميزة في نشرات الاخبار أيضاً.

منذ أيام بدأت اليوم السابع رحلة البحث عن طاقم عمل ذلك الإعلامى الذى تربينا على صوته، وكان عنصرا لبهجة تملك مساحة فى قلوبنا حتى اليوم، فى كواليس ماسبيرو التقينا أيمن صلاح، الذى كان يعمل مساعد مخرج لبرنامج "عالم الحيوان" طوال ثلاث سنوات بجوار الإعلامى محمود سلطان.

محمود سلطان

بسعادة بدأ أيمن صلاح يحكى ليكشف لنا عن أسرار جديدة عن مقدم "عالم الحيوان"، كواليس قبل الهواء كان لها طابع خاص، يقول "كان يأتى في كواليس البرنامج معه "قاموس لغوية في مجال الحيوانات باللغة الانجليزية، ومن خلال هذا قاموس يقارن بين كلمات اللغة الأنجليزى واللغة العربية..  ويحضر قبل التسجيل بعدة ساعات ليذاكر حلقته جيدا، ويدرس بدقة كيف سيحول تلك الصور والفيديوهات الموجودة أمامه لقصة ممتعة ومشوقة يستقبلها الملايين من المصريين والعرب يوم الجمعة".

أيمن صلاح

لحظات تسجيل البرنامج كان لها طابع خاص آخر، يحكى أيمن أن كل المطلوب من الإعلامى محمود سلطان فى ذلك الوقت أن يسجل الصوت فقط لأسكربت موضوع أمامه، ولكن الإعلامى كان يضع الحلقة أمامه خلال عمليات التسجيل ليعيش وكأنه داخل الفيديو، ويبدأ فى تحويله لقصة عليها طابعة الخاص ولمساته التى لم يتمكن أحد من تقديمها بنفس الحرفية بعده، مؤكدا أنه كان يسجل الحلقة فى مرة واحدة دون توقفات أو إعادات أو تدخل للمونتاج.

برنامج عالم الحيوان

وأضاف صلاح أن الإعلامى الراحل كان واحدا من أهرامات المهنة الموجودة داخل مبنى ماسبيرو، ولكن فى عمله معنا كان بسيط وسهل، وكان يتميز بأحترام الصغير  قبل الكبير داخل البرنامج، ويتميز بالالتزام والتواضع مع جميع من فى المبنى.

وأضاف مساعد المخرج أن الراحل محمود سلطان كان يقف بجانب جميع العاملين داخل ما سبيرو في جميع الأموار سواء على المستوي الشخصي أو المهني، وله ثقافة كبير في مجال عالم الحيوان .

محمود سلطان

وبدأ محمود سلطان ،  مسيرته المهنية بالإذاعات، ثم انتقل للعمل في شبكة “صوت العرب”، ومن ثم في التليفزيون المصري، وتدرج في العديد من المناصب الهامة داخل ماسبيرو، و يعتبر من بين أول فريق اشترك في تقديم برنامج صباح الخير يامصر والذى كان أول برنامج توك شو اخباري صباحى في التليفزيون المصرى.

محمود سطان

وتولى محمود سلطان التعليق على الأحداث السياسية الهامة على الهواء، ولعل أبرزها حفل إعادة افتتاح قناة السويس في حضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات،و قال سلطان بصوت عذب : ” إن هذا المكان الذي يلتقي فيه البحر الأبيض المتوسط  بالبحر الأحمر تم حفر قناة السويس فيه لتستوعب أضخم السفن العملاقة ".

ومن أشهر جوائز حصل عليها هى نجمة سيناء عن عمله علي جبهة القتال في حرب أكتوبر، وكانت آخر التكريمات في الدورة 15 لمهرجان الإعلام العربي في عام 2010.