مفتى الجمهورية: الإسلام لم يفرق بين طفل سليم وآخر مريض

 المفتى خلال مشاركته فى اليوم القومى الثانى لأطفال التشوهات الخلقية
المفتى خلال مشاركته فى اليوم القومى الثانى لأطفال التشوهات الخلقية
كتب لؤى على
قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن الإسلام الحنيف دين الرحمة جاء مهتمًّا بالبشرية كلها الصغير قبل الكبير، والفقير قبل الغنى، والمرأة والرجل على السواء، والصحيح المعافى وغيره على السواء، اهتم الإسلام بذلك الإنسان الذى هو بنيان الله.

وأضاف فى كلمته التى ألقاها فى "اليوم القومى الثانى لأطفال التشوهات الخلقية"، أن الإسلام اهتم بالإنسان فى جميع أحواله منذ صغره، ومنذ أن كان طفلًا صغيرًا لا يعى من أموره شيئًا ولا يهتم بأمور دنياه، لكن الدين الإسلامى نظر إليه نظرة مرموقة تشوفًا إلى مكانته المشرقة العظيمة التى ستكون له فى المستقبل، فهم -أى الأطفال- آمال اليوم وأحلامه التى ستتحقق غدًا وستشرق فى دنيا الأمل، وتسعد بهم البلاد ويَنعَمُ بهم الأهل والعباد، جاء الإسلام ليرسخ في قلوب العالمين واجبات الرعاية والاهتمام الضرورى بهم، وتمثل ذلك فى أقواله صلى الله عليه وسلم عندما قال: «ساووا بين أولادكم فى العطية».

وأوضح المفتى أن الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل، كما أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسى الكثيرَ من التعاليم النبوية الرحيمة التى تحض على بناء الطفل ورعايته والاهتمام به وبصحته وبمستقبله، فكان صلى الله عليه وسلم ينادى الأطفال بما يليق بتكريمهم ويحملهم على عاتقه وعلى دابته ويعلِّمهم آداب الاستئذان والشجاعة، ويصحح بالحكمة مفاهيمهم ويربي عقولهم ويخفف عنهم أى مشقة تلحق بهم مراعاةً لطاقاتهم، ويثبِّت حقهم في طلب العلم وغير ذلك من أمور الدين والدنيا، حتى عند وفاتهم كان من رحمته صلى الله عليه وسلم معهم  يبكى عليهم  ويخصهم بالدعاء

وأكد المفتى أن الإسلام لم يفرِّق بين طفل وآخر سواء على المستوى الدينى أو الإنسانى، فالأطفال كلهم سواء فى نظر القلوب الرحيمة، من وُلِدَ كامل الخلقة مُستقيم البنية أو من ابتلى ببعض دواعى الأمراض أو ببعض نقص فيما يبدو لنا في الخلقة، وإلا فكل خلق الله مهما كان في الظاهر يعتريه النقص، إلا أنه في الحقيقة مخلوق على وجه الكمال والتمام كما قال الله عز وجل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} [التين: 4]، وهذا على عمومه لا استثناء فيه أبدًا.

وقال : "فى الحقيقة هذا لا يُعد نقصًا وإنما هو كمال للبشرية كى يتعاون بعضها مع بعض على البر والتقوى وفعل الخير، وتتآزر كى تدمج أصحاب تلك الظروف في المجتمع بشكل عام، وهذا الدمج يُعدُّ تكاملًا للمجتمع وإشعارًا لجميع أفراده وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم مؤهلون لكل شيء، وأنهم أعضاء فاعلون في هذا المجتمع. وهذا يعد من التطبيق الفعلي لما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم من الاستقواء بالضعفاء عند الشدائد كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنما تنصرون بضعفائكم»، وهي نظرة تنتج لدينا مفهومًا مغايرًا لما عليه المفاهيم المعروفة الخاطئة لقضية أصحاب الظروف الخاصة، فهي تنظر إليهم على أنهم أعضاء مستهلكون وليسوا أعضاء فاعلين منتجين، بل إن النظرة الصحيحة تجعلنا نضع لهم مناهج محددة تختص بتدريبهم وتثقيفهم واستثمار ما لديهم من قدرات ومواهب ليشاركوا في تنمية المجتمع في جميع المجالات".

وتابع مفتي الجمهورية: "إن المجتمعات المتحضرة لا سيما المجتمعات التي تتمسك بدينها لهي أجدر وأقدر المجتمعات على دمج تلك الفئات أصحاب الظروف الخاصة في مجتمعاتهم بشكل فاعلٍ بنَّاءٍ، وإن تعاليم الأديان السمحة إسلامية كانت أو مسيحية لتحضنا على الرحمة والتكافل والتكاتف والتعاون على البر والتقوى، وتوفير المناخ الصالح لرعاية هؤلاء الرعاية الخاصة طبيةً كانت أو نفسيةً، وكذا إعادة تأهيلهم لكى يصبحوا ذويى تأثير وفاعلية ونفع لأنفسهم ولأوطانهم وللبشرية عامة".

وأضاف: إن الذي نَصْبُو إليه لهو جانب عظيم من جوانب الدين يتمثل في رحمة الناس بعضهم ببعض أيًّا كانت ظروفهم، والتعامل مع أصحاب هذه الحالات الخاصة بنفس طيبة راضية لا فرق بينهم وبين غيرهم البتة، لهم ما لهم من الحقوق العادية التي يستحقها كل إنسان بل لهم حقوق زائدة على تلك الحقوق العادية؛ نظرًا لتميزهم عن غيرهم، وينبغي كذلك أن ينظر إلى هؤلاء الأطفال وإلى عقولهم المنيرة وإلى قلوبهم الطيبة الغضة المشرقة وإلى الجمال الحقيقى الذى أودعه الله فيهم باعتبار أن كل خلق الله حسن جميل، على أنهم في القمة من اهتمامات هذا المجتمع الرحيم كما علَّمنا ديننا الحنيف وكما فهمنا من مصريتنا ووطنيتنا، ومن تجربتنا الرائدة في مجال العمل الخيرى والاجتماعى.

 

 

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ياو أنور يدرك التعادل للبنك الأهلى بمرمى الأهلى بنهاية الشوط الأول

30 دقيقة.. الأهلى يتقدم على البنك الأهلى برائعة إمام عاشور

كريستال بالاس بطلا لكأس الاتحاد الإنجليزي على حساب مان سيتي.. فيديو وصور

صحتك بالدنيا.. اعرف التعامل الأمثل مع ارتفاع ضغط الدم.. و11 خطوة تساعد مرضى الأمراض المزمنة فى تجنب الموجة الحارة.. وطرق تخلص طفلك من توتر الامتحانات.. ونجاح تجربة زراعة كلى لمريض من خنزير معدل وراثيا

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يحتفى بمئوية يوسف شاهين فى دورته الـ15


مفاجأة.. تغيرات سريعة فى درجات الحرارة خلال الساعات القادمة

ميار شريف تنتظر تقدما فى التصنيف العالمي بعد تتويجها ببطولة بارما

إيهود باراك منتقدا نتنياهو: أغرقت السفينة وقتلت الآلاف وتضحى بجنودنا

النيابة العامة تناشد المواطنين بضرورة الإبلاغ عن الجرائم عبر الواتس آب

مرموش يقود هجوم مان سيتي ضد كريستال بالاس فى نهائى كأس الاتحاد الإنجليزي


استشهاد أربعة أطفال وإصابة آخرين إثر قصف "الاحتلال الإسرائيلي" مخيم جباليا

رئيس الوزراء: حديقة "تلال الفسطاط" كانت موجودة فى التخطيط لتطوير القاهرة منذ 2007 ولم يكتب لها التنفيذ إلا مع الإرادة السياسية الموجودة والمتابعة المستمرة لتنفيذ هذا المشروع العملاق

موعد مباراة الزمالك أمام بتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

القاهرة 40 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة وتعلن أعلى درجات سجلت

انخفاض 8 درجات.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. مرموش يكشف كواليس تأقلمه السريع مع السيتزينز

ريال مدريد يحسم انتقال أرنولد مبكرًا بسداد 2 مليون يورو

مصرع شخص وإصابة 16 فى انقلاب سيارة على طريق وصلة أبو سلطان بالإسماعيلية

الأهلي يخشى مفاجآت البنك فى الدوري المصري الليلة

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى