د. ناهد زيان تكتب : شهريار الملك الأجوف!!

د. ناهد زيان
د. ناهد زيان

 

شهريار من منا لا يعرف هذا الملك السفاح الذى لا يذكر اسمه إلا مقترنا بقتل النساء وقطع رؤوسهن فى صباحاته المتوالية ؟ ذلك الرجل الذى مع الزمن غدا أيقونة للرجل النافذ السلطة القوى الذى لا يستعصى عليه شيء، ولا يرد له أمر، ولا تعوزه لتحقيق رغباته وسيلة.

غير أن كل تلك الهالة العظيمة التى أحيطت بشهريار على مر الزمن صارت جزءا من الماضى وحديثا من أحاديث الذكريات ليس إلا، فثمة محاولات لقراءة جديدة وتفسيرات مستحدثة لتاريخ شهريار وقرينته شهرزاد تلك المرأة الداهية التى حولت شوق الملك –الطفل- لقصصها لحاجز يحول بينه وبين محاولة المساس بها أو فقدها. شهرزاد التى أعطت لشهريار شهرة ومهابة فلا يذكر هو إلا واقترنت باسمه، ولا تذكر هى إلا ومقرون بها كيف روضت تلك الأنثى الناعمة الذكية هذا الأسد الجائع المتعطش لدماء النساء! .

 فعلى إحدى قنوات الأطفال التى يتابعها صغيرى تناولوا الحديث عن شهريار ذلك الملك اللاهى الكسول الذى يقضى ليله ساهرا يستمع لحكايات شهرزاد بينما يقضى يومه نائما من أثر السهر تاركا أمور مملكته وشئون رعاياه للوزير الفاسد الذى أمعن فى استغلال انشغال الملك فأساء استعمال سلطته منفردا بالحكم دون الملك الذى لا يشغله غير تلك الحكايات التى ترويها شهرزاد حتى ساعات الصباح الأولى.

كان همّ الوزير أن تتابع شهرزاد حكاياتها للملك حتى يتمكن من جبى الإتاوات وفرض الضرائب وتكوين ثروة من خلال منصبه . أما شهرزاد فكان همها ألا تنضب حكاياتها للملك حتى لا تتعرض لسيف مسرور كمن سبقنها من النساء ، وهنا يأتى دور أخيها "لص بغداد" الذى كان يسرق لها كتب القصص والحكايات من دار الحكمة ببغداد –أعظم مكتبة فى العالم فى حينها- ليعطيها لأخته شهرزاد حتى تتمكن من مواصلة حكاياتها للملك الطفل المتشوق دائما لقصة جديدة لاهيا عن أمور مملكته.

 

وبعيدا عن كونها قناة للأطفال فإن لص بغداد فى لقطة قوية يقول أنه حين يعم العدل وينتبه الملك للرعية ويرفع عنهم ظلم الوزير فإنه سيتوقف عن السرقة التى لجأ لها كحل لحالة الفقر والعوز التى يعانيها كل الناس بالمملكة التى هى بغداد نتيجة انصراف الملك لملهاته ونزواته تاركا الساحة للوزير.

وفى قراءة أخرى لحكاية شهرزاد وشهريار تذهب الجميلة عزة شلبى صديقتى الجامحة المختلفة لتقول أن شهريار كان يلجأ لقتل النساء فى الصباح دائما ليخفى أمرا شديد المساس برجولته وصورته كرجل وأن ثمة أمر كان شهريار حريصا على دفنه مع كل أنثى فى صباح يوم جديد مغلفا كل ذلك بكونه الرجل الطاغية الذى يكره النساء نتيجة تعرضه للخيانة من إحداهن يوما ما. وتزيد عزة فى قراءتها المختلفة لحكاية شهريار فترى أن مسرور كان حريصا على أن يستمر سيده فى إصدار أوامره لقتل النساء ليحافظ هو الآخر على وظيفته كسياف الملك ويده الباطشة والمتعطش هو الآخر للدماء، فبدون قتل النساء تسقط مهابة مسرور ويصير متعطلا عن العمل خاملا لا يخشاه أحد ولا يأبه لسيفه.

بطريقة ما تقول عزة أن شهريار هذا القوى ظاهريا الذى تخشاه النساء هو رجل تستدعى حالته الأسف عليه والتعاطف معه وهو العاجز قليل الحيلة المهدد بكشف سره وسقوط هيبته وهالة العظمة المحيطة به، ورغم كونه يطيح برؤوس النساء زاعما أنه ينتقم من زوجته الخائنة فى شخص كل امرأة وصورتها إلا أنه حقيقة رجل بائس مهزوم جريح تدفعه حالته لدفن سره مع كل أنسى تقترب منه وتكشف حقيقته. ترى صديقتى أن الطغاة أمثال شهريار هم فى حقيقتهم تماثيل جوفاء قليلة الحيلة ربما يصدق عليهم قول القائل: أسدٌ على وفى الحروب نعامة.

لم يكن يخطر ببال أحد أن يتعرض شهريار لكل هذا التجاسر على تاريخه كطاغية تخشاه النساء وباقى الرعية غير أننا نعيش فى زمن محاربة تلك الأصنام التى بنيت منذ زمن لنقدسها جيلا بعد جيل، فثمة أجيال قرأت وفكرت وتأملت ثم ثارت على كل تلك التابوهات الجامدة والمسلمات المفروضة. ثمة قراءات جديدة وتأويلات وتفسيرات متعددة لابد من اعتمادها حتى بالنسبة للأطفال لتنشأ أجيال تفكر ولا تقدس الخمول والكسل، ولا تتخذ من حكايات ألف ليلة وليلة بملكها الخامل وجاريتها القاصة المرفهة التى تجاهد فقط لتحيى حتى لو كانت حياة داخل أسوار عالية حال كونها مكبلة بأغلال ذهبية نموذجا للطموح والسعادة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

سامح عبد العزيز.. رحيل صادم وتاريخ مشرف فى السينما والدراما

الزمالك يربط بقاء دونجا بتخفيض راتبه مع اقتراب نهاية عقده

انتحار جندى إسرائيلى فى لواء غولانى بعد مثوله للتحقيق مع الشرطة العسكرية

عمرو حسام يدخل دائرة اهتمامات وادى دجلة لتدعيم حراسة المرمى

الطقس اليوم الخميس 10-7-2025.. أجواء شديدة الحرارة على أغلب الأنحاء


حرارة الصيف تحرق سيارتك دون أن تدرى.. 7 إجراءات تحميك من الكارثة

وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

8 أكتوبر موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

زوجة تطالب إلزام زوجها سداد مصروفات لطفلها بـ 260 ألف جنيه متجمد شهرين.. تفاصيل

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي


الأهلي يتربع على عرش أفريقيا في تصنيف أندية العالم.. ومركز مفاجئ للزمالك

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

موعد بداية استعدادات الأهلي للموسم الجديد وعودة ريبيرو من أسبانيا

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

جمهور المطرب محمد عواد يتداولون صورة نادرة له فى الحرم ويطالبون بالدعاء له

الزمالك يترقب وصول شيكو بانزا إلى القاهرة لإجراء الكشف الطبي

وفاة المطرب الشعبي محمد عواد.. وأمينة والعيسوي ينعيانه بكلمات مؤثرة

درجات الحرارة تلامس الـ42.. حالة الطقس المتوقعة اليوم الخميس 10 يوليو 2025

رئيس الوزراء: لسنا ضد التنمية فى أى دولة ولكن بما لا يجور على قطرة مياه من حق مصر فى نهر النيل

أرملة شهيد الواحات: مكالمة السيدة الأولى جبرت بخاطرى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى