لصوص الدعم.. قاعدة معلومات حديثة تمنع «بلاوى كتيرة»

 أكرم القصاص
أكرم القصاص
بقلم- أكرم القصاص
قضية سرقة أموال «تكافل وكرامة»، ووصولها لمن لا يستحقون وحرمان المستحقين منها يفترض أن تلفت النظر إلى أهمية سد الثغرات التى ينفذ منها الفساد، خاصة وقد تضاعفت أعداد الناس، وأصبح من الصعب التعامل بالطريقة القديمة التى تعتمد على أوراق وأختام من السهل تزييفها مثلما جرى فى الأقصر.
 
وإذا كنا نتحدث عن 11 ألفا حصلوا على تكافل وكرامة بدون وجه حق فى محافظة واحدة، فما بالنا بكل المحافظات والمراكز، هذا يعنى أن جزءا ضخما من المال العام المخصص لدعم الفقراء والمحتاجين، يصل إلى ناس قادرين نجحوا فى تقديم أوراق مزيفة على أنهم مرضى أو محتاجون بينما هم قادرون وبعضهم أثرياء.
 
كانت هناك دائما ثغرات يستغلها اللصوص لنهب أموال الدعم طوال عقود، التى تقدر فى بعض الأحيان بحوالى ثلث الأموال المخصصة للدعم، وهى أرقام بعشرات المليارات، والمفارقة أن بعض الفقراء المحتاجين فعلا لأموال تكافل وكرامة يعجزون عن استيفاء أوراقهم أو يتم استبعادهم بينما يحصل القادرون على الأموال.
 
تكرار هذه المخالفات تعنى أن هناك ثغرات تسمح بهذه السرقات العلنية. والسبب غالبا أن البيروقراطية تتعامل فقط مع شهادات وأختام وأوراق يمكن للشطار الحصول عليها بطرق ملتوية، ليحصلوا على ما ليس حقهم بينما المستحق فعلا قد يعجز عن استكمال أوراقه.
 
والأمر لا يتعلق فقط بالفساد فى تكافل وكرامة وحصول نسبة كبيرة على معاش ليس من حقهم، ولكنه يتعلق بكل تفاصيل الدعم أو المواد التموينية، وهناك عشرات القضايا التى ضبطتها أجهزة الرقابة بالمحافظات يتم فيها نهب عشرات الملايين من السلع المدعمة.
 
دائما كانت قضية الدعم والرعاية الاجتماعية، من أهم وأخطر الملفات التى تبدو مستعصية على الحل، نسبة ضخمة من مليارات الدعم تذهب بالتواطؤ والفساد بين أطراف عديدة لغياب المعلومات، وفى حال استعملنا المعلومات لرسم خارطة اجتماعية للمواطنين، يمكن تحديد من يستحق ولم لا يستحق، ونفس الأمر فى كل مشكلاتنا، المرور والمواصلات والأسعار وغيرها، يمكن تقليل العنصر البشرى، وزيادة أدوات العلم، عندها نغلق الكثير من أبواب الفساد.
 
ويمكن فى حال الاستفادة من هذه الإحصاءات أن تكون لدى الدولة قاعدة معلومات يمكن البناء عليها فى تحديد الدخل والدعم والعلاج، ويمكن أن يتم توظيف ووضع هذه المعلومات فى بطاقة واحدة، للدعم والمعاش والعلاج إلخ.. وهناك تجارب لدول كثيرة نجحت فى استعمال تكنولوجيا المعلومات فى بناء قاعدة معلومات واسعة تحدد كل التفاصيل التى يتعامل معها المواطن يوميا.
 
مرات كثيرة تحدثنا عن أهمية الاستفادة من تكنولوجيا عصر المعلومات، وأن لدينا أجهزة إحصاء تقدم أرقاما وإحصائيات عن التعداد والخريطة الاجتماعية والاقتصادية، لكننا لا نستفيد من هذه البيانات. ننفق مليارات على التعداد والإحصائيات والهدف ليس فقط أن نستعرض هذه الأرقام، لكن أن يتم توظيفها بالشكل الذى يسهل تقديم الخدمات وإصلاح الأخطاء.
 
لدينا بيانات وأرقام ومعلومات دقيقة عما نملكه وما نحتاجه، ويقوم جهاز الإحصاء بدوره، ويقدم كل هذه التقارير يوميا وأسبوعيا وشهريا وفصليا. ولا توجد جهة أو جهات تحلل هذه البيانات لتستخدمها فى وضع قاعدة معلومات، يمكن الاعتماد عليها لرسم خارطة وقاعدة معلومات اجتماعية فى هذه الحالة، يمكن أن ندخل عصرا مختلفا، لأن العالم كله اليوم يقوم على البيانات والكاميرات وأدوات الاستشعار. نحن لا نعانى من نقص المعلومات، لكن من العجز عن توظيفها.. أغلب أزماتنا يمكن حلها بتوظيف المعلومات والبيانات، ونبدو كثيرا مثل الأطرش فى الزفة.
 
نظرة واحدة على تقارير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء تكشف عن أرقام وبيانات ومعلومات مهمة، يقدمها الجهاز تتجاوز التعداد إلى خرائط السكان والطبقات الاجتماعية والسكن والشوارع. جهاز الإحصاء تطور بشكل كبير ويوظف التكنولوجيا والاتصالات، وهو ليس جهازا فى تعداد المواليد والوفيات. ومن خلال توظيف قاعدة المعلومات يمكن ضبط الكثير من التسربات فى الدعم والمال العام، لأنها تقلل من العنصر البشرى وتسهل كشف أى تلاعب فى الأوراق والبيانات. وتمنع التلاعب الذى يجرى اليوم ورأيناه فى نهب مليارات تكافل وكرامة ممن يستحقونها لمن لا يستحقون.
 
والأمر يستلزم تغيير النظام الذى على أساسه يتم صرف «تكافل وكرامة» والاعتماد على قاعدة بيانات حديثة لسد الثغرات التى ينفذ منها الفاسدون والمتواطئون. وعلى رأى المثل فإن قاعدة معلومات حديثة تغنى عن بلاوى كتيرة، وعن سؤال وتلاعب اللئيم والفاسد.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رسميا.. تحديد أولى مواجهات ربع نهائى كأس العالم للأندية 2025

قضية كارما.. عاهة مستديمة وقرار مصيري بيد نيابة الطفل

وزارة النقل تدعم الطريق الدائرى بمواقف سيرفيس جديدة للربط مع الأتوبيس الترددى.. حلول جديدة لنزلات القناطر الخيرية والمؤسسة.. رفع كفاءة الأنفاق ودراسة لردم أجزاء من الترع والمصارف وتشغيل خطوط نقل جماعى جديدة

انطلاق فترة القيد الأولى لأندية محترفي اليد اليوم

%82 من القراء يطالبون بتكثيف حملات المرور لضبط مخالفات السرعة الزائدة


نابولى يقترب من التوقيع مع لورينزو لوكا بعد تعثر صفقة نونيز

وزارة التعليم تواصل تصحيح امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2025

باريس سان جيرمان وإنتر ميامي فى مواجهة نارية بمونديال الأندية

شيرين تحيي حفلها بمهرجان موازين وسط حضور كبير.. صور

جمال ياقوت يقدم ورشة في الإخراج بمهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة بالشارقة


قبة الحرارة.. إعصار يواجه أوروبا ويسبب موجة حر شديدة.. يونيو يحطم الأرقام القياسية.. الفوضى تعم باريس ومصرع شخصين وانقطاع الكهرباء.. وفاة شخص بسبب ارتفاع الحرارة بإسبانيا.. تأهب فى اليونان وقبرص خوفا من الحرائق

160 مليار جنيه لدعم السلع التموينية والخبز في موازنة 2025/2026

مواهب باليه الأوبرا تجسد قصة جيزيل على المسرح الكبير.. اليوم الأحد

أخبار الرياضة المصرية اليوم السبت 28 - 6 - 2025

شاهد صورة سائق النقل المتسبب فى حادث الطريق الإقليمى ومصرع 19 حالة

مصرع 3 فتيات وشاب فى انقلاب مركب صغير داخل نهر النيل بالمنيا

ملخص وهدف مباراة بالميراس ضد بوتافوجو فى كأس العالم للأندية

إليسا تخطف الأنظار فى أحدث ظهور.. والجمهور: احلويتى "صور"

وزارة الصحة تكشف معلومات مهمة عن حملة التبرع بالدم

شاهد تجارب تشغيل جرار البضائع بشبكة القطار الكهربائى السريع.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى