أستاذ أورام: طرح عقار جديد لعلاج سرطان الثدى الانتشارى المتقدم

نظمت إحدى شركات الأدوية اليوم الخميس، مؤتمرا صحفيا، للإعلان عن طرح علاج جديد بمصر لعلاج مرضى سرطان الثدى الانتشارى "المتقدم" "ريبوسكليب"، وقد تم الإعلان عن نتائج أحدث التجارب الإكلينيكية المعروفة باسم الموناليزا، وذلك على هامش المؤتمر السابع لأورام الجهاز الهضمى والكبد، والجهاز البولى،المنعقد حاليا بالقاهرة.

من جانبه قال الدكتور حمدى عبد العظيم أستاذ طب الأورام بطب القاهرة، إن علاج سرطان الثدى المتقدم فى المراحل المتأخرة قد شهد نجاحا كبيرا فى السنوات الماضية و من ضمن هذه النجاحات اكتشاف عقارات مثبطات (CDK Inhibitors).

كما هو معروف بأن هذه العقاقير إذا أعطيت مع العلاج الهرمونى التقليدى فهى ترفع نسب العلاج بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى نسبة أعلى بكثير فى التحكم بأعراض المرض و النجاة منه لفترة زمنية أطول تصل إلى أكثر من عامين بدون نشاط للمرض.

وتعتبر هذه النتائج فتح كبير لعلاج مريضات سرطان الثدى الإيجابى الهرمون،وهم يمثلون 70% من جميع حالات سرطان الثدى.

وفى دراستين منفصلتين موناليزا 2 و موناليزا 7 حيث كان لهم نفس التصميم و الإجراءات العلاجية إلا أن متوسط عمر المريضات فى دراسة موناليزا-2 كان فى فئة عمرية أكبر من (70 عاما) بينما متوسط عمر المريضات فى دراسة موناليزا-7 كان فى فئة عمرية اصغر متوسط العمر يتراوح من 20 إلى 59 قبل انقطاع الطمث، و بالتالى فنحن الآن لدينا خبرة بأن هذا العلاج مناسب بغض النظر عن السن.

وتتميز دراسة الموناليزا -7 بنشر نتائج عن هذه الفئة العمرية الصغيرة (قبل توقف الدورة الشهرية) و التى تمثل 50% من حالات الإصابة بمصر، وقد أثبتت نتائج هذه الدراسة أن العلاج بعقار الريبوسكليب بالإضافة إلى العلاج الهرمونى قد أدى إلى رفع درجة التحكم فى المرض بالإضافة إلى تحسن جودة الحياة أثناء العلاج مقارنة بالعلاج الهرمونى وحده، موضحًا أن هذه المعلومات و النتائج مجتمعة تثبت أن هذه الأدوية توفر علاج آمن للمريضات بالإضافة إلى التحكم فى المرض بشكل أفضل.

ويتم فى الوقت الحالى المزيد من الأبحاث و التجارب على الحالات المتقدمة والمبكرة لتحسين جودة الحياة و نسب الشفاء بين مريضات سرطان الثدى.

ومن جانبه، أضاف الدكتور عمرو عبد العزيز أستاذ علاج الأورام بجامعة الإسكندرية، أن دراسة (موناليزا) التى أجريت على عقار ريبوسكليب المخصص للنساء اللاتى يعانين من حالات متقدمة من الإصابة بسرطان الثدى، كشفت عن وجود تحسن ملحوظ لدى النساء المشاركات فيها، والذى أخذ شكل الانخفاض فى أعراض الألم خلال فترة 8 أسابيع من استعمال الدواء، مع وجود ديمومة لهذا التحسن، واستفادة من فترة تعافى أطول قبل تدهور حالتهن مقارنة بمريضات خضعن لعلاج هرمونى فقط.

وأضاف عمرو عبد العزيز،إن علاج سرطان الثدى شهد تطورا سريعا خلال العقد الماضى، وقد تمثل هذا التطور فى ظهور أدوية جديدة، وبلورة فهم أوضح حول طبيعة المرض وكيفية علاجه، وبالتالى، أصبح لدينا نموذج نعمل وفقه للتعامل مع أنواع أخرى من مرض السرطان، علما بأن خيارات العلاج المتوفرة الآن باتت منصبة على علاج الخلايا السرطانية اعتمادا على المسلك والنشأة البيولوجية للمرض.

وأوضح عبد العزيز، أنه مازال السرطان يشكل تحدياً بالنسبة لنا لوجود عدد لا يستهان به من المريضات اللاتى لا يبدين استجابة للعلاج الهرمونى بسبب ما يسمى " الأورام السرطانية الأولية المقاومة للعلاج الهرموني" أو لنشوء مقاومة لديهن تجاه هذا النوع من العلاج مع مرور الوقت. وبالنسبة لعقار "ريبوسكليب" وهو الاسم العلمى للعقار فقد تم استعماله من قبل نساء ممن هن دون سن اليأس فى إطار تجارب المرحلة السريرية الثالثة، التى أجريت على مريضات ينتمين لهذه الفئة العمرية، نظرا لأنها الفئة الأكثر شيوعا فى مجتمعنا نسبياً، باعتبار أن متوسط العمر للنساء المصابات بسرطان الثدى فى المنطقة يصل إلى 48 عاما، أى أقل بــ 10 سنوات من أعمار النساء المصابات به فى الدول الغربية.

وفى سياق متصل، أوضح الدكتور شريف أمين رئيس الشركة المنتجة للعقار، بأن إطلاق هذا العقار الجديد، وتسجيله بمصر فى وقت قياسى يمثل انجازا كبيرا ونود أن نشكر الجهات المعنية بوزارة الصحة، وتسجيل الأدوية على تعاونهم المستمر وسرعة إجراءات التسجيل غير المسبوقة، و التى تسمح بتوفير أحدث سبل العلاج لمرضى السرطان بمصر، وتوفير علاج جديد أثبت مدى فعاليته، وقدرته على تحسين جودة الحياة وخفض مستويات الألم الذى كانت تعانى منه المصابات بهذا المرض، ونتطلع للعمل مع الجهات الصحية المختلفة لإيصال هذا الأمل للنساء المصابات بمراحل متقدمة من سرطان الثدى.