خالد صلاح يكتب: انقلاب أحمدى نجاد

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
لم يحظ الخلاف العاصف بين الرئيس الإيرانى السابق، أحمدى نجاد، مع سيده ومولاه ومرشده الأعلى، السيد على خامنئى، بالاهتمام الذى يستحقه فى صحافتنا العربية أو فى صحف العالم، ربما يطغى على هذا الحدث «إعلاميًا» قرار الرئيس الأمريكى بشأن الاتفاق النووى الإيرانى، غير أن الصراع الحالى بين نجاد وعلى خامنئى، يشكل انقلابًا كبيرًا فى التحالفات الداخلية الإيرانية، وفى الاستقرار السياسى داخل دوائر السلطة، ولا تقل آثاره عن تداعيات إلغاء الاتفاق النووى الداخلية والدولية.
 
نجاد لم يكن سوى تابع متواضع الإمكانيات لا يملك كاريزما للقيادة، سقفه الأعلى رئيس بلدية وليس رئيسًا للجمهورية، لم يكن لنجاد موهبة أكثر من علاقته الوثيقة مع المرشد الأعلى، والسمع والطاعة المطلقة لمن بيده مفاتيح الحرس الثورى، ومن يستطع حشد ملايين المتشددين فى الشوارع لتخويف كل من تسول له نفسه تحدى القبضة الحديدية للجمهورية.
 
اليوم ينقلب نجاد نحو النقيض الكامل، لا يتوقف عن نقد المرشد سياسيًا، ولا عن توجيه اتهامات بالفساد والسرقة وإهدار المال العام لهذه النخبة التى تحكم فى الكواليس، وعلى رأسها خامنئى نفسه.
 
كيف تمرد خادم المرشد إلى هذا الحد؟ وكيف انطلق لسانه متحديًا «أسياد الظلام» فى طهران بهذا الجموح؟ ثم كيف برر هذا الانقلاب لأتباعه السابقين الذين عاصروا تقديسه لخامنئى لسنوات طويلة؟!
 
ما يجرى فى إيران من الداخل ليس هينًا ولا عابرًا، ربما ننشغل نحن بما يفعله المال والسلاح الإيرانى فى اليمن ولبنان وسوريا والعراق وغيرها جنوبًا أو غربًا، لكننا لا ندرس بدقة ماذا يحدث فى الكواليس السياسية والأمنية، ولا نتعامل مع «جغرافيا القوى السياسية والدينية» بما تستحقه من تحليل وما تشمله من تضاريس مختلفة ومتنوعة ومتقلبة.
 
فالداخل الإيرانى ليس كله «خامنئى» والخريطة السياسية تتغير حسب الأفكار حينًا، وحسب المصالح والأهواء أحيانًا أخرى، وإذا كانت إيران تضرب أمتنا فى القلب استنادًا إلى العمق المذهبى لدى بعض الجماعات المتطرفة، فإن اصطياد إيران فى الداخل ليس أمرًا صعب المنال، وهيمنة الصراعات فى دوائر السلطة فى قلب طهران، أو شيوع الخلافات العاصفة بين آيات الله فى «قم» على المال والسلطة والنفوذ تفتح بابًا واسعًا فى العمق الإيرانى، وتكشف وهن هذا النظام وهشاشته التى يسترها بأقنعة الدين وبما أهدره من أموال الشعب الإيرانى على شراء الأسلحة لوكلاء الحرب فى الإقليم.
 
نجاد يكشف هذه العورات، ويزيح الأحجبة عن فساد أسياد الظلام، والكرة الآن فى ملعبنا العربى «استراتيجيًا وتكتيكيًا».
 
لماذا نحارب ذيل الأفعى إذن؟
 
 
 
مقال

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل العثور على جثة عامل داخل شقة فى الوراق

الكلام يبدأ من 10 ملايين دولار.. الأهلى يفتح المزاد على وسام أبو على

فلومينينسي ضد الهلال.. ليوناردو يتصدر هدافى مونديال الأندية 2025

مواعيد مباريات اليوم السبت 5 - 7 - 2025 والقنوات الناقلة

يسرا ولبلبة وتامر حسنى وإيمى سمير غانم والرداد فى حفل زفاف حفيد عادل إمام


محمد إمام وهشام ماجد ومعتز التونى فى حفل زفاف حفيد عادل إمام (صور)

زيزو والشحات ومحمد شريف أبرز أبطال فيلم "صفقات برعاية بر الوالدين".. فيديو وصور

رامى إمام يحتفل بزفاف حفيد عادل إمام بحضور المقربين

حر لا يطاق.. حالة الطقس المتوقعة اليوم السبت 5 يوليو 2025 فى مصر

حازم إمام: قرار اعتزال شيكابالا كان صادما وسينجح فى أى مجال سواء تدريب أو إدارة


فلومينينسي ضد الهلال.. الفريق البرازيلي يتقدم بهدف أول فى الدقيقة 40.. صور

العالم هذا المساء.. كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية بقطاع غزة.. إصابات فى انفجار هائل بمحطة وقود بروما.. وترامب يجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى

المصرى يكشف تفاصيل التجديد لعبد الرحيم دغموم لموسمين مقبلين

حادث خطير فى غزة.. تفاصيل كمين يستهدف 30 جنديا إسرائيليا فى الشجاعية

50 مليون جنيه تكلفة لوك عمرو دياب فى بوستر ابتدينا.. اعرف التفاصيل

الأهلى يسعى لإفساد مُخطط أحمد عبد القادر بالانتقال للزمالك

الأهلى يفتح المزاد على وسام أبو على لعدم تكرار خطأ وليد أزارو

وزير الدفاع الإسرائيلى يعترف: يوم صعب سقط فيه يائير إلياهو وآساف زمير فى غزة

بعد "سجن التمساح".. ترامب يرسل 200 جندى"مارينز" إلى فلوريدا للتعامل مع المهاجرين

فات الميعاد الحلقة 16.. هل ستقع أسماء أبو اليزيد فى حب أحمد صفوت؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى