أحمد محجوب سليمان يكتب: سوريا.. الكعكة المسمومة

الحرب فى سوريا
الحرب فى سوريا

وكأن منطقة الشرق الأوسط لم يكن يكفيها حالة الأرتباك السياسى المصاحب للجدل الدائر حول انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووى مع إيران، وما يمكن أن يخلفه هذا من تأثيرات على المنطقة، حتى ألهبت إيران كعادتها الوضع أكثر وأكثر بعد أن أشعلت فتيل المواجهة العسكرية مع إسرائيل من داخل الأراضى السورية بإطلاق مجموعة من الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية فيما يعتقد أنه ردًا من إيران على مقتل عدة أفراد من الحرس الثورى الإيرانى من قبل إسرائيل فى غارة سابقة بأبريل الماضى، لترد إسرائيل بدورها يوم الثلاثاء الماضى بشن غارة جوية التى استهدفت المنشآت الإيرانية.

على الرغم أن الوضع فى سوريا وبخاصة على الحدود مع إسرائيل معقد فعليًا على أرض الواقع بفضل نفوذ حزب الله العسكرى المتغلغل والمتحكم فى مجريات الأمور هناك، ألا أنه ومن المتوقع أن يزداد الأمر تعقيدًا بعد أن خرجت عدوانية إيران عن نطاق السيطرة وبروز ملامح الدور الذى يلعبه الحرس الثورى الإيرانى فى العراق ولبنان واليمن بخلاف سوريا.

 بطبيعة الحال من المؤكد أن الأمر لن يتوقف عند المواجهة بين إسرائيل وحزب الله والجماعات الشيعية المسلحة التى تخوض الحرب بالوكالة عن أيران وتتمتع بالولاء لها، فهناك دول وأطراف أخرى تقف بالخلف وستدفعها مصالحها حتما إلى التدخل فى مجريات الأمور مثل روسيا التى بالإضافة، إلى أنها تعد أكثر الداعمين لمشروع أيران النووى فى مواجهة الغرب، فأنها وإيران تتمتعان بنفس النظرة السياسية الداعمة لنظام الأسد.

بينما تتمركز مصالح إيران بخلاف بعض المصالح الاقتصادية فى ترسيخ مشروعها الدينى فى المنطقة عبر المد الشيعى فى سوريا المعروفة كقبلة للحجاج الإيرانيين، خاصة بعد افتتاح فروع للجامعة الإسلامية الحرة الإيرانية فى سوريا والعراق ولبنان، فإن روسيا بعد سقوط حليفها الرئيسى السابق العراق وتحول مصر من مرحلة العلاقات المميزة والتعاون الوثيق فى عهد عبد الناصر إلى مرحلة طرد الخبراء الروس والاعتماد الكلى على المعسكر الأمريكى فى عهد السادات ثم مرحلة تحقيق التوازن بين المعسكرين الروسى والأمريكى بما يخدم مصالحها، ويحقق أهداف سياستها الخارجية، لم يعد أمامها أهم من سوريا كحل مصيرى وأستراتيجى أخير ووحيد لاستمرار وجودها ونفوذها فى منطقة الشرق الأوسط، عبر ميناء طرطوس العسكرى الذى كان يمثل آخر قواعدها فى المنطقة قبل أن ينجح بوتين فى اقتناص غنيمة أخرى فى سوريا عبر الاتفاق الذى عقده مؤخرًا معها والذى يتيح له استخدام قاعدة حميم العسكرية على الساحل السورى بدون أى قيود وبلا مقابل ليستمر السؤال الذى بات يطرح نفسه فى إلحاح . هل ستكون سوريا الكعكة التى بسببها سيخوض العالم حربه العالمية الثالثة؟!.. هل؟ !

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أبطال فيلم الشاطر بطولة أمير كرارة يتصدرون البوسترات الدعائية وعرضه 16يوليو

هيئة العمل الوطني الفلسطيني: فرص وقف إطلاق النار في غزة كبيرة جدا

من هو المهدي سليمان الوافد الجديد للزمالك من بوابة "الثلاث خشبات"؟

لويس دياز أولوية برشلونة لدعم الجناح الأيسر بعد فشل صفقة ويليامز

محمد صلاح يزين قائمة أفضل 10 صفقات في تاريخ كرة القدم


وزيرة التضامن: 1.2 مليون مواطن يستفيدون من برامج التمكين الاقتصادى

وزيرة التضامن تعلن زيادة الدعم النقدى تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجارى

12 يوليو بدء التقدم لاختبارات القدرات.. رئيس اللجنة العليا لـ"اليوم السابع": انتهينا من وضع نماذج الامتحانات.. الدكتور السيد قنديل: يحق للطالب حجز الاختبار بأكثر من كلية.. والتقدم وسداد الرسوم إلكترونيا

كيف نحول مخلفات القمح إلى كنوز اقتصادية وبيئية؟

صراع نارى على التتويج بجائزة هداف كأس العالم للأندية 2025


ريال مدريد يصنع التاريخ فى كأس العالم للأندية.. وجارسيا يحقق إنجازا مميزا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى