دبلوماسى إسرائيلى سابق: على بريطانيا محاربة قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس

رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى
أ ش أ

أكد ألون ليئيل الدبلوماسى الإسرائيلى السابق، أن الكثيرين فى إسرائيل لم يتصوروا فى السنوات الأخيرة أن مصير الصراع الإسرائيلي-الفلسطينى سيقرره "الغرباء".

وقال ليئيل - فى مقال بصحيفة (الجارديان) البريطانية - "إننا دائما ما كنا نعتقد أن مستقبلنا يجب أن يناقشه الإسرائيليون والفلسطينيون"، وأنه يجب على الجانبين فقط تقرير مصيرهما وعدم السماح لأى طرف آخر بفرض حل لذلك الصراع.

وأوضح أن نقل الولايات المتحدة لسفارتها من تل أبيب إلى القدس يعد اعترافا بادعاء إسرائيل أن القدس عاصمتها، وفى ظل تلك الخطوة الخطيرة التى تتعارض مع جميع القرارات الدولية السابقة بشأن القدس يقوم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتحديد مصير الصراع بمفرده.

وذكر الكاتب أن ذلك يشير إلى أنه عندما يتدخل ترامب من جانب واحد نيابة عن الحكومة الإسرائيلية فإن النهج الإسرائيلى المعلن سابقا يتم تهميشه بهدوء، مؤكدا أن معظم الإسرائيليين (باستثنائه) يرحبون بهذا التدخل الأمريكى الحاسم، أما الفلسطينيون، على الجانب الآخر، مدمرون ويشعرون بأنهم تعرضوا للغش، فليس لديهم القدرة على منع هذه الخطوة لكنهم أعلنوا بالفعل أن الإدارة الأمريكية استبعدت نفسها من العمل كوسيط نزيه.

وأشار ليئيل إلى أن الإدارة الأمريكية تفعل - دائما - ما تعترض عليه الأطراف، فهى تحدد من جانب واحد نتيجة الصراع وتدمر آمال إنشاء دولتين منفصلتين وتعمل على إعادة تشكيل مصير الشرق الأوسط بأكمله.

ويتساءل الكاتب بما أن الغرباء يتدخلون بالفعل فى تشكيل مصير الصراع لماذا تتدخل فقط الولايات المتحدة ولماذا ترامب وحده، وأين أطراف التوازن الأخرى الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا، وإذا كانت الولايات المتحدة تستطيع التدخل فى جانب واحد لماذا لا يتدخل الأربعة أعضاء الآخرين الدائمين بمجلس الأمن الدولى وكل منهم يتبع مبادئه أو لماذا لا يتحدون معا.

وأكد الكاتب، ضرورة أن تكون بريطانيا فى المقدمة، فصحيح أن الانتداب البريطانى انتهى فى فلسطين منذ 70 عاما إلا أن بريطانيا لا تزال تعرف أكثر من أى دولة أخرى ما فى المصلحة وهو التعايش السلمى لليهود والمسلمين والمسيحيين فى الأرض المقدسة والتمسك بالقانون الدولى، وقد تبنت بريطانيا هذين المبدأين منذ مدة طويلة.

ونبه الكاتب إلى أنه بغض النظر عن نية بريطانيا عام 1917 بإعلان بلفور أو عام 1948 عندما غادرت فلسطين، فإن الحكومة البريطانية التى كان بلفور وزيراً لخارجيتها فضلت بوضوح "وطنا قوميا" لليهود ولكنها أضافت "لا شيء يمكن أن يمس الحقوق المدنية والدينية" لغير اليهود فى فلسطين، فهل يشعر الشعب البريطانى الآن بالارتياح لنتيجة الدولة الواحدة؟.

وذكر ليئيل، أن أصحاب النوايا الحسنة على جانبى هذا الصراع يحتاجون أن تتحدث بريطانيا، فترامب من الممكن أن يتصرف كرئيس نيابة عن الولايات المتحدة ولكن ليس نيابة عن العالم أجمع، لقد دعا البرلمان البريطانى بالفعل حكومته إلى الاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل فالهدف هو قيام دولتين تتمتعان بحقوق متساوية وفى أكتوبر 2014 صوت النواب بأغلبية ساحقة للاعتراف بفلسطين، والآن هو الوقت المناسب لتنفيذ تلك الرغبة، وهذه هى الخطوة السياسية التى يمكن أن تعادل خطوة ترامب الأحادية الجانب والخطرة لسفارته، فمثل هذا الاعتراف البريطانى سيعيد التأكيد على الحقوق الأساسية الفلسطينية ويعيد الأمل ويساعد على خلق التكافؤ الذى تشتد الحاجة إليه من أجل التوصل إلى اتفاق سلام عادل أو مستدام.

وأكد الكاتب أنه إذا نسقت بريطانيا سياستها مع فرنسا واعترفت بفلسطين فإن ذلك سيحفظ الحل العادل القائم على دولتين مع إمكانية اتفاق سلمى بين إسرائيل وفلسطين، كما أن ذلك الاعتراف سيكون تاريخيا ويحقق مصالح دائمة للجانبين.

وأوضح الكاتب أن مثل تلك الخطوة تتطلب شجاعة سياسية ولكنه يتحدث عن المبادئ التى تدعى بريطانيا تمسكها بها واستعدادها للمحاربة من أجلها وهى الحرية والعدالة والديمقراطية.

يشار إلى أن كاتب المقال ألون ليئيل هو المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، وكان سفيرا فى جنوب إفريقيا، وهو أحد المحرضين على حملة إسرائيلية تهدف إلى اعتراف البرلمانات والحكومات الأوروبية بدولة فلسطين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إعلام عبرى: نحو مليون إسرائيلى تظاهروا الأحد لمطالبة الحكومة لإنهاء حرب غزة

ماكرون: بوتين لا يريد السلام مع أوكرانيا بل يريد منها الاستسلام

موعد مباراة الأهلي وغزل المحلة فى الدوري المصري والقناة الناقلة

إخلاء سبيل التيك توكر علاء الساحر في تهمة احتجاز شخص والاعتداء عليه

فريق يد الزمالك يطير إلى رومانيا للدخول فى معسكر استعدادا للموسم الجديد


ياسين التهامى يبدأ حفله بمهرجان القلعة وسط استقبال جماهيرى كبير

تحقيقات "فتيات الواحات".. سائق النقل يكشف تفاصيل مهمة عن الحادث

تفاصيل وموعد أول أيام شهر رمضان 2026 فلكياً

الرئيس الأوكراني يشيد بالقرار الأمريكي بتقديم ضمانات أمنية لكييف "تاريخي"

رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطة احتلال غزة .. تعرف على مراحلها


كيف تسترد ثمن تذكرتك كاملة على خطوط السكة الحديد.. إنفوجراف

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

مانشستر يونايتد يسقط ضد أرسنال فى الجولة الافتتاحية بالبريميرليج.. فيديو

محافظ الجيزة يقود أعمال إزالة 6 أبراج مخالفة بشارع اللبيني فى الهرم.. صور

وزارة الداخلية تضبط راقصة تبث فيديوهات خادشة بحوزتها حشيش

فيريرا يدرس استمرار الاعتماد على عدي الدباغ فى هجوم الزمالك أمام مودرن سبورت

وفاة المطرب نور محفوظ.. وبسنت النبراوى تنعيه

اجتماع رئاسى موسع بحضور مدبولى ووزراء الداخلية والاتصالات ورئيسى المخابرات والرقابة

وزارة العمل تعلن عن 11 فرصة عمل فى مجال الرخام والكلادين والبلاستيك بالأردن

التحقيق فى وفاة سيدة بعد مشاجرة مع زوجها لظهور ذراعها أثناء نشر الغسيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى