صحابيات حول النبى.. "أم هانئ" امرأة قوية تجير الخائف وتحب الرسول

كتاب نساء حول الرسول
كتاب نساء حول الرسول
كتب محمد عبد الرحمن
عاصر النبى محمد (ص) فى حياته وفى سنوات دعوته وتأسيس دولته الإسلامية فى المدينة المنورة ومكة، رجال أشداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ضحوا بأموالهم ودمائهم الذكية من أجل الدعوة وانتشار الإسلام، وكان هناك أيضا، نساء عظيمات مثّلن بصدق القول بأنهن نصف المجتمع وكن خير مثال.
 
وخلال شهر رمضان المبارك، نقدم سلسلة صحابيات حول النبى، ونتناول بشكل يومى شخصية نسائية من النساء اللاتى عاصرن النبى محمد (ص)،
وشخصية اليوم هى "أم هانئ" فاختة بنت أبى طالب بن عبد المطلب، ابنة عم النبى وشقيقة الإمام على كرم الله وجه، وعمة أولاده الحسن والحسين رضى الله عنهما، وأمها هى فاطمة بنت أسد بن هاشم، وهى إحدى ذوات الرأى والأدب الجم من قريش.
 
بحسب ما يذكره كتاب "نساء حول الرسول: القدوة الحسنة والأسوة الطيبة للدكتور محمد إبراهيم سليم، فإن الرسول (ص) خطبها فى الجاهلية، لكن أبوها كان قد وعد بها "هبيرة بن أبى وهب" فظفر بها الأخير.
 
أسلمت أم هانئ فى مستهل الإسلام بعد الفتح المكى، ولم يسلم زوجها، فتم التفريق بينهما بحكم الإسلام، وراحت تقوم على رعاية أبنائها الأربعة الصغار" هانئ، جعدة، يوسف، و عمر".
 
ويُحكى أن النبى تقدم لخطبتها ثانية بعد الإسلام، فقالت: "يا رسول الله، أنت أحب إلى من سمعى ومن بصرى وحق الزوج عظيم، فأخشى إن أقبلت على زوجى أن أضيع شأنى وولدى، وإن أقبلت على ولدى أن أضيع حق زوجى"، فرد عليها آخر المرسلين: "إن خير نساء ركبن الإبل نساء قريش/ أحناه على ولد فى صغره، وأرعاه على بعل فى ذات يده".
 
وبحسب ما يذكره الكاتب محمد إبراهيم سليم، فإن أم هانئ كانت تُعرف بشخصيتها القوية، وكانت فى الإسلام كما كانت فى أيام الجاهلية، تجير الخائف، وذكر أنها أجارت رجلين من أحمائها كتب عليهما القتل، وذلك وفقا لقولها: لما نزل رسول الله بأعلى مكة فر رجلان من أحمائى من بنى مخزوم، فدخل على بن أبى طالب أخى، وقال: والله لأقتلنهما، فأغلقت عليهما باب بيتى، ثم جئت رسول الله، فقال: مرحبا وأهلا أم هانئ، ما جاء بك؟ فأخبرته  خبر الرجلين وخبر على، فقال: قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ، وأمنا من أمنت، فلا يقتلهما".
 
وقد روى أصحاب الصحاح الستة جميعها عن "أم هانئ" أنها عاشت حتى جاوزت عهد أخيها الإمام على.
 
ويبدو أن ابنة عم النبى، كانت مقربة له، ولذلك فهى ربما الشاهد الوحيد على رحلة الإسراء والمعراج، فبحسب ما يذكره كتاب " فتح البيان فى مقاصد القرآن" للشيخ محمد صديق القِنَّوجِى، وفى تفسيره لقوله "سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الإسراء 1)، قال من "المسجد الحرام" قال الحسن بن وقتادة: يعنى المسجد نفسه، فيما قال عامة المفسرين إن النبى أسرى من دار أم هانئ، فحملوا المسجد الحرام على مكة لإحاطة كل واحد منهما بالمسجد الحرام أو لأن الحرم كله مسجد.
 
كما يذكر اليعقوبى فى تاريخه أنه لما هبط النبى ( صلى الله عليه و آله) نزل فى بيت أم هانئ بنت أبى طالب، فقص عليها القصة، فقالت له: "بأبى أنت و أمى، لا تذكر هذا لقريش فيكذبوك".
 
كما يذكر لها، وكما جاء فى موسوعة "معالى السبطين للمازندرانى" كما نقله مجلة زلفى الإسلامية، فأن أم هانئ كانت لها موقف عند علمها بخروج أبن اخيها الحسين بن على كرم الله وجهما، حيث أقبل عليها نساء من بنى هاشم وقالوا  "يا أم هانى أنت جالسة والحسين مع عياله عازم على الخروج فأقبلت أم هانى فلما رآها الحسين قال أما هذه عمتى ام هانى قيل نعم فقال يا عمة ما الذى جاه بك وأنت على هذه الحال فقالت وكيف لا آتى وقد بلغنى أن كفيل الأرامل ذاهب عنى ثم قالت له أبيات من أقوال والده الإمام على :
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ / ثِمَالُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ/ تَطُوفُ بِهِ الهُلَّاكُ مِنْ آلِ هَاشِمٍ/ فَهُمْ عِنْدَهُ  فِى نِعْمَةٍ وَفَوَاضِلِ
ثم أبلغته بخوفها عليه من ذلك الخروج قاله:
وَإِنَّ قَتِيْلَ الطَّفِّ  مِنْ آلِ هَاشِمٍ/ أَذَلَّ رِقَاباً مِنْ  قُرَيْشٍ فَذَلَّتِ/  حَبِيْبُ رَسُولِ اللهِ  لَمْ يَكُ فَاحِشاً/ أَبَانَتْ مُصِيْبَتُهُ الأُنُوفَ وَجَلَّتِ
لكن الحسين قال لها: يا عمه! لا تقولى من قريش، ولكن قولى: أذل رقاب المسلمين فذلّت، ثم قال: يا عمه! كل الذى مقدر فهو كائن لا محالة، وقال عليه السلام:
وَمَا هُمْ بِقَومٍ يَغْلِبُونَ ابْنَ غَالِبٍ/  وَلَكِنْ بِعِلمِ الغَيْبِ قَدْ قُدِّرَ الأَمْرُ
فخرجت أمّ هانى من عنده باكية، وهى تقول:
وَمَا أُمُّ هَانِى وَحْدَهَا سَاءَ حَالُهَا/ خُرُوْجُ حُسَيْنٍ عَنْ مَدِيْنَةِ جَدِّهِ/ وَلَكِنَّمَا القَبْرُ الشَّرِيْفُ وَمَنْ بِهِ/  وَمِنْبَرُهُ يَبْكُونَ مِنْ أَجْلِ فَقْدِهِ.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 11 شخصا إثر حادث تصادم سيارتين بالطريق الصحراوى الشرقى

محمود صابر يتقدم بالهدف الأول للمنتخب الوطنى أمام نيجيريا

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة

نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل

القاضي أحمد بندارى: انطلاق تصويت المصريين بالداخل غدا


الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة


رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى