"عسكرى الدرك".. حكاية شرطى قضى الليل فى تأمين الشوارع ومطاردة اللصوص

عسكرى الدرك - أرشيفية
عسكرى الدرك - أرشيفية
كتب أحمد الجعفرى

لسنوات عديدة ظل "عسكرى الدرك" ذلك الرجل المعروف بملابسه البيضاء والسوداء التى تتبدل بين الفصول، وصفارته التى لا تفارق شفتيه حينما يستشعر الخطر، وجملته الرنانة "ها مين هناك" التى سجلتها غالبية الأعمال السينمائية، التى صنعت فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى، يجوب الشوارع والطرقات مساءً، ليحفظ الأمن، ويحمى ممتلكات المواطنين، فقد كان مثالًا حيًا للتفانى والإخلاص فى العمل.

 

عسكرى الدرك قديماً
عسكرى الدرك قديماً

فى النصف الثانى من القرن التاسع العشر ظهر "عسكرى الدرك"، فى ذلك الوقت كانت مصر خاضعة لحكم الدولة العثمانية، وعمل ضمن هيئة عسكرية عرفت حينها بقوات "الدرك"، والتى مثلت جزء من القوى الشرطية المختلفة التى كانت منتشرة بمصر فى ذلك الوقت، وحددت لها مهمة حفظ النظام والأمن فى الشوارع والطرقات، وتأمين ممتلكات المواطنين، خاصة فى دورياتها الليلية.

قوة "الدرك" سميت بهذا الاسم نظراً لكون المهمة الرئيسية لأفرادها هى ملاحقة المجرمين واللصوص، والعمل على استتباب الأمن والاستقرار، فكلمة "الدرك" تعنى لغوياً استدراك الشئ أو ملاحقته، ولم تعطى القوانين المنظمة لعمل "عسكرى الدرك" الحق له فى الترقية، واقتصر دوره فقط على ما أسند إليه من مهام، وكان يؤدى وظيفته المحددة طوال حياته، وحتى انتهاء خدمته، على عكس الهيئات العسكرية الأخرى العاملة فى ذلك الوقت.

لم تقتصر مهام "عسكرى الدرك" _وفق ما نظمه قانون البوليس آنذاك_ على حفظ الأمن، ولكن كانت له أدوار إنسانية أخرى، فأوكل إليه مساعدة المستغيثين من المواطنين فى كل منزل وبيت، ومساعدة العجائز وغير القادرين على الحركة لأى سبب ما سواء جرح أو إصابة أو مرض، والتأكد من إغلاق أبواب وشبابيك المنازل وتوجيه انتباه المواطنين لتلك الغير مقفلة جيداً، والتحقق من أبواب الدكاكين الكائنة بدائرة "دركه"، وتأمين البيوت الغائب سكانها.

 

عسكرى الدرك
عسكرى الدرك

 

شكل "عسكرى الدرك" حلقة فى سلسلة أمنية مُحكمة، فكان إذا ظهر أى خلل خلال تأديته مهام عمله، كاستغاثة أو أى أمر يستدعى اتخاذ إجراءات سريعة، فيستخدم صفارته التى لم تكن تفارقه طوال مدة خدمته، ليطلب حضور العهدة وعسكرى البوليس الأقرب إليه، لإبلاغه بما يحدث فى مكان "دركه"، ما يمس الأمن العام، لكى يتخذ ما يلزم من الإجراءات.

بين غروب الشمس وشروقها كانت خدمة "عسكرى الدرك"، ومع شروق شمس ثورة يوليو 1952، كانت نهاية خدمته الأبدية التى امتدت عبر القرن التاسع عشر ميلادياً، وانتهت بقرار مجلس قيادة الثورة حينها بإلغائه، لتطوى تلك الصفحة، وتبقى ذكرى "عسكرى الدرك" خالدة على صفحات السينما التى سطرته فى عدة مشاهد متفرقة، بقت خالدة فى أذهان المشاهدين.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الباكستاني يؤكدان على ضرورة وقف إطلاق النار بغزة

الرئيس السيسى: مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان

محاكمة 5 متهمين فى واقعة انفجار خط غاز الواحات 24 مايو الجارى

20 مليون جنيه عقوبة الانسحاب من الدوري في الموسم المقبل

الأكثر فوزا بلقب الدوري الإسباني فى التاريخ بعد تتويج برشلونة.. إنفوجراف


العين جامدة.. نجاة الدكتور جمال شعبان بعد انفجار إطار سيارته

صرف بوسى شلبى من النيابة بعد التحقيق معها فى اتهام أسرة محمود عبد العزيز لها بالتزوير

إصابة 12 شخصا فى سقوط أسانسير بمستشفى الجامعة بشبين الكوم

موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل

ثروت سويلم: الأهلى تفاجأ بموعد القمة وانسحابه بسبب الحكام غير مُبرر


توقف جميع شبكات الاتصالات فى إسبانيا بعد 4 أسابيع من أزمة انقطاع الكهرباء

كولر يترقب رحيل ميشيل يانكون من الأهلي لضمّه في جهازه الجديد

نهى صالح تحتفل بزفافها وتكشف عن صورها بالفستان الأبيض

شيماء سيف تتغزل فى زوجها: حبيبى ربنا يخليهولى يارب

موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025

ذكرى رحيل سمير غانم.. ما لا تعرفه عن نصيحة عادل إمام التى لم ينفذها

موعد صرف مرتبات شهر مايو 2025 للعاملين بالدولة

موعد انطلاق مباريات الجولة الثامنة لمرحلة حسم دوري نايل والقناة الناقلة

ذكرى رحيل سمير غانم.. تفاصيل الخلاف بين ثلاثى أضواء المسرح بسبب الأهلى والزمالك

الثانوية العامة 2025.. الامتحانات تعقد ورقيا واستبعاد أى وسيلة إلكترونية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى