بوح العارفين.. دع عنك تعنيفى.. قصيدة ابن الفارض

ابن الفارض
ابن الفارض
كتب أحمد إبراهيم الشريف
ابن الفارض عمر بن أبى الحسن على بن المرشد بن على، ولد فى الرابع من ذى القعدة سنة 576 هـ بالقاهرة، وعرف بـ"ابن الفارض"، لأن أباه كان يكتب فروض النساء على الرجال، حموى الأصل، مصرى المولد والدار والوفاة.
 
ومات ابن الفارض فى سنة 632 هـ، ودفن بالقرافة بسفح جبل المقطم عند مجرى السيل، وظل ديوانه الذى يجمع قصائد حبه الإلهى يعرفه العامة والخاصة، ويتغنى به المداحون والمنشدون ورجال الطريقة.
 
قلْبى يُحدّثُنى بأنّكَ مُتلِفى
روحى فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذى
لم أقضِ فيهِ أسى، ومِثلى مَن يَفى
ما لى سِوى روحى، وباذِلُ نفسِهِ
فى حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَنى
يا خيبة المسعى إذا لمْ تسعفِ
يا مانِعى طيبَ المَنامِ، ومانحي
ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدى المتلفِ
عَطفاً على رمَقى، وما أبْقَيْتَ لى
منْ جِسمى المُضْنى، وقلبى المُدنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلى
والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفى
لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ
سَهَرى  بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
واسألْ نُجومَ اللّيلِ: هل زارَ الكَرَى
جَفنى، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟
لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها
عينى  وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ
وبما جرى فى موقفِ التَّوديعِ منْ
ألمِ النّوى، شاهَدتُ هَولَ المَوقِفِ
إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ، فَعِدْ بهِ
أملى وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفى
فالمطلُ منكَ لدى إنْ عزَّ الوفا
يحلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ
أهفو لأنفاسِ النَّسيمِ تعلَّة
ولوجهِ منْ نقلتْ شذاهُ تشوُّفى
فلَعَلَ نارَ جَوانحى بهُبوبِها
أنْ تَنطَفى، وأوَدّ أ لا تنطَفى
يا أهلَ ودِّى أنتمُ أملى ومنْ
ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّى قد كُفى
عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا
كرماً فإنِّى ذلكَ الخلُّ الوفى
وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفى
عُمري، بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
لوْ أنَّ روحى فى يدى ووهبتها
لمُبَشّرى بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ
لا تحسبونى فى الهوى متصنِّعاً
كلفى بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ
أخفيتُ حبَّكمُ فأخفانى أسى
حتى، لعَمري، كِدتُ عنى أختَفى
وكَتَمْتُهُ عَنّي، فلو أبدَيْتُهُ
لَوَجَدْتُهُ أخفى منَ اللُّطْفِ الخَفى
ولقد أقولُ لِمن تَحَرّشَ بالهَوَى:
عرَّضتَ نفسكَ للبلا فاستهدفِ
أنتَ القتيلُ بأى منْ أحببتهُ
فاخترْ لنفسكَ فى الهوى منْ تصطفي
قلْ للعذولِ أطلتَ لومى طامعاً أنَّ
 الملامَ عنِ الهوى مستوقفي
دعْ عنكَ تعنيفى وذقْ طعمَ الهوى
فإذا عشقتَ فبعدَ ذلكَ عنِّفِ
بَرَحَ الخَفاءَ بحُبّ مَن لو، فى الدّجى
سفرَ الِّلثامَ لقلتُ يا بدرُ اختفِ
وإن اكتفى غَيْرى بِطيفِ خَيالِهِ
فأنا الَّذى بوصالهِ لا أكتفى
وَقْفاً عَلَيْهِ مَحَبّتي، ولِمِحنَتى
بأقَلّ مِنْ تَلَفى بِهِ، لا أشْتَفى
وهَواهُ، وهوَ أليّتى، وكَفَى بِهِ
قَسَماً، أكادُ أُجِلّهُ كالمُصْحَفِ
لوْ قالَ تِيهاً: قِفْ على جَمْرِ الغَضا
لوقفتُ ممتثلاً ولمْ أتوقفِ
أوْ كانَ مَنْ يَرْضَى، بخدّى، موطِئاً
لوضعتهُ أرضاً ولمْ أستنكفِ
لا تنكروا شغفى بما يرضى وإنْ
هوَ بالوصالِ على لمْ يتعطَّفِ
غَلَبَ الهوى، فأطَعتُ أمرَ صَبابَتى
منْ حيثُ فيهِ عصيتُ نهى معنِّفي
منى لَهُ ذُلّ الخَضوع، ومنهُ لي عزّ
 المنوعِ وقوَّة  المستضعفِ
ألِفَ الصّدودَ، ولى فؤادٌ لم يَزلْ
مُذْ كُنْتُ، غيرَ وِدادِهِ لم يألَفِ
ياما أميلحَ كلَّ ما يرضى بهِ
ورضابهُ ياما أحيلاهُ بفي
لوْ أسمعوا يعقوبَ ذكرَ ملاحة
فى وجههِ نسى الجمالَ اليوسفى
أوْ لوْ رآهُ عائداً أيُّوبُ فى سِنَة
 الكَرَى، قِدماً، من البَلوَى شُفي
كلُّ البدورِ إذا تجلَّى مقبلاً
 تَصبُو إلَيهِ، وكُلُّ قَدٍّ أهيَفِ
إنْ قُلْتُ: عِندى فيكَ كل صَبابة
قالَ:المَلاحة لي، وكُلُّ الحُسْنِ في
كَمَلتْ مَحاسِنُهُ، فلو أهدى
 السّناللبدرِ عندَ تمامهِ لمْ يخسفِ
وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ
يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
ولقدْ صرفتُ لحبِّهِ كلِّى على
يدِ حسنهِ فحمدتُ حسنَ تصرُّفي
فالعينُ تهوى صورة الحسنِ الَّتي
روحى بها تصبو إلى معنى خفي
أسْعِدْ أُخَيَّ، وغنِّ لى بِحَديثِهِ
وانثُرْ على سَمْعى حِلاهُ، وشَنِّفِ
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حسْنِهِ
معنى فأتحفنى بذاكَ وشرِّفِ
يا أختَ سعدٍ منْ حبيبى
 جئتنى بِرسالَة أدّيْتِها بتَلَطّفِ
فسمعتُ ما لمْ تسمعى ونظرتُ
 ما لمْ تنظرى وعرفتُ ما لمْ تعرفي
إنْ زارَ، يوماً ياحَشاى تَقَطَّعى
كَلَفاً بهِ، أو سارَ، يا عينُ اذرِفى
ما للنّوى ذّنْبٌ، ومَنْ أهوى مَعى
إنْ غابَ عنْ إنسانِ عينى فهوَ فى

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تشيلسي يهزم مانشستر يونايتد بهدف كوكوريلا في الدوري الإنجليزي.. فيديو

إعلام عبرى: حدث أمنى صعب شمال قطاع غزة

تعرف على تطورات مفاوضات الأهلى مع الصفقات المحلية لتدعيم الفريق

أستون فيلا يهزم توتنهام بثنائية ويعزز فرصه في اللعب بدوري الأبطال.. فيديو

محمد عادل: مكى مستمر مع المقاولون فى الممتاز والحديث عن هبوط فريق واحد غير منطقى


محامى أسرة العندليب: مستعدين تقديم خطابها لأى جهة لفحصها وبيان صحتها

الميليشيات المسلحة فى طرابلس تطلق الرصاص على متظاهرين يطالبون بإسقاط الدبيبة.. فيديو

محمد صلاح ينتقد جماهير ليفربول بسبب معاملة أرنولد

مجلس الدولة الليبى يعلن سحب الشرعية من حكومة الوحدة الوطنية

جدول ترتيب "مجموعة الهبوط" فى الدورى المصرى.. الجونة يتصدر


استقالة 5 وزراء فى حكومة الوحدة الوطنية انحيازا لإرادة الشعب الليبى

أسرة العندليب تظهر جواب بخط يد حبيبة عبد الحليم تكشف حقيقة زواجه منها

فيلم سيكو سيكو يحقق 171 ونصف مليون جنيه إيرادات

بسنت شوقي: أدواري محصورة بسبب شكلي.. واتظلمت نتيجة زواجي من فراج

السيلفي الأخير.. إسرائيل تقتل عائلة بالكامل في بيت لاهيا شمال غزة.. صور

الزمالك يبحث التعاون مع بيراميدز فى شكوى أزمة القمة بالمحكمة الرياضية

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

المفوضية الأوروبية: رفض بوتين لقاء زيلينسكى يستدعى تشديد العقوبات على روسيا

ورد بالكوكايين .. ضبط 130 ألف جرعة وسط شحنة زهور متجهة إلى هولندا

حقائق لا تفوتك قبل موقعة تشيلسي ضد مان يونايتد فى الدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى