خالد صلاح يكتب: الديمقراطية على الطريقة العراقية باطلة.. الديمقراطية على الطريقة اللبنانية باطلة أيضا

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
كل حبى لشعبى العراق ولبنان، وكل تقديرى لكل الحلول التى تؤدى إلى استقرار أى دولة عربية شقيقة، ولكننى أشعر بكل الأسف أن مسيرة الديمقراطية التى تعتمد على المحاصصات الطائفية والتوازنات المسلحة فى كلا البلدين لا تنعكس إيجابا على الشعبين العراقى واللبنانى، لا الآن، ولا فى المستقبل. 
 
ما يجرى هو ديكور ديمقراطى لا يرقى لدرجة الممارسة الحقيقية، فالتقسيم الطائفى للدولتين، واعتماد بعض الطوائف على السلاح كأساس فى تعزيز قوتها على الأرض عسكريا، ثم تجسيد هذه القوة العسكرية فى قناع سياسى حزبى أو جماهيرى، كل ذلك لا يؤدى مطلقا إلى اكتمال العملية الديمقراطية على نحو سليم، لكنه يعرض البلاد طوال الوقت لأن يؤدى الخلاف السياسى إلى إشعال فتيل المواجهات العسكرية، وإلى غياب لغة التفاوض والحوار والحجة بالحجة والصفقات السياسية المتوازنة، وهيمنة لغة القوة على كل شىء، وسيطرة الأقوى على مقدرات أى عملية تفاوضية، إذ إن الأقوى تسليحيا سيلجأ حتمًا إلى قوته لتعطيل الدولة بالكامل إن لم تكن النتائج التفاوضية على هواه وفى مصلحته الخاصة، حدث ذلك فى لبنان مرارا وتكرارا، وحدث ذلك فى العراق مرارا وتكرارا، ومع استمرار قوة حزب الله العسكرية فى بيروت، وقوة الحشد الشعبى الشيعى فى بغداد، فإننا سنبقى أمام ديمقراطية شكلية تخضع بالكامل لترهيب أصحاب السلاح هنا وهناك. 
 
لا يهمنى هنا الطوائف أو المذاهب أو القوى السياسية، لكن كل ما يعنينى هو مصلحة الشعب اللبنانى العظيم والشعب العراقى المناضل والمكافح والصابر على كل هموم الأرض، يهمنى الناس أولا، السياسيون هنا يتلاعبون بالديمقراطية لإتمام مسرحية هزلية ظاهرها المشاركة، ولكن باطنها الطائفية والتقسيم المذهبى والاستناد على قوى خارجية، والرهان بتسليح الفصائل والجماعات والحشود، جموع الشعب هنا لا تحصد شيئا، حتى هذه القطاعات الشعبية التى تتصور أنها مسنودة على سلاح الجماعات المذهبية فستخسر فى النهاية، لأن الوطن بالكامل سيبقى منقسما على نفسه، ومنشغلا بصراعاته الداخلية وهواجس توقف شرايين البلد أو اشتعال المعارك الأهلية. 
 
الديمقراطية تحت قوة السلاح لا تصنع مستقبلا. 
 
والديمقراطية تحت سيطرة المذهبية المسلحة لا قيمة لها 
 
تمثيل فى تمثيل، وشعوب ستدفع الثمن باهظا 
 
الديكور سيتحطم على رؤوس الناس إن لم يتم إصلاح ديمقراطى حقيقى، وبناء المجتمعات على أرضية المواطنة لا على أرضية المذهبية، وفى مساندة القوة المسلحة.
 
 

 
 

 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

تفاصيل إحالة لصوص الهواتف المحمولة فى منشأة ناصر للمحاكمة

فاكسيرا تكشف طريقة علاج الإصابة بالحزام النارى.. اعرف التفاصيل

جمال بيومى: إسرائيل لا تستطيع الصمود طويلا أمام الإرادة العربية لعدة اعتبارات

شباب الطائرة في مواجهة المغرب ببطولة العالم بالصين

تعرف على كلمات أغنية "شربنا" لحلمى عبد الباقى قبل طرحها


موعد مباريات اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 في الدورى المصرى

المتحدة تعلن الشراكة مع تيك توك لنقل الافتتاح التاريخى للمتحف المصرى الكبير

وفاة القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو عن 88 عاما بسرطان البنكرياس

المولد النبوى الشريف 2025.. الأمة الإسلامية تستعد للاحتفال فى 4 سبتمبر

أهم الأخبار العربية والعالمية حتى منتصف الليل.. السويد تطلب المشاركة فى الضمانات الأمنية لأوكرانيا.. روسيا تعاقب إعلام ومنظمات غير الحكومية ببريطانيا.. مسئول فلسطينى يدعو العالم لاختصار الوقت فى مواجهة الاحتلال


محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

خطوة واحدة تفصل هارفي إليوت من الانضمام إلى لايبزيج

رغيف العيش المصري تريند فى الأسواق الأمريكية والرغيف بـ25 جنيها

مجدة الخواجة رئيسا لبعثة ألعاب القوي بالبطولة العربية للناشئين بتونس

ساعات غامضة لا تعرض الوقت تنتشر بين لاعبى الأهلى.. إيه هي؟!

مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

سيدتان تتهمان 3 أشخاص باحتجازهما والاعتداء عليهما فى بولاق الدكرور

روسيا: البنك الدولى ينفق على دعم أوكرانيا أكثر مما ينفقه على قارة إفريقيا بأكملها

الأهلى يكتسح القادسية 5-1 ويتأهل للقاء النصر فى نهائى السوبر السعودى

الداخلية تضبط عنصر شديد الخطورة بحوزته سلاح وسولار مهرب فى أسوان

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى