شيوخ الأزهر.. حراس قلعة الإسلام الوسطى.. الشيخ عبدالمجيد سليم.. «الأزهرى» عدو القصر الملكى

الشيخ عبد المجيد سليم
الشيخ عبد المجيد سليم
شوقى عبدالقادر
كان النبوغ العلمى المبكر للشيخ عبدالمجيد سليم مثار إعجاب وتقدير مدرسيه الأوائل فى الأزهر الشريف، وتنبأ له الشيخ حسن الطويل بتولى المشيخة، وقبل أن يتبوأ هذا المنصب دخل الشيخ سليم فى صدام كبير مع القصر الملكى، وصل إلى الذروة فى أواخر الأربعينيات، وتحديدًا فى عام 1945 عندما كان الشيخ سليم يتولى مهام الإفتاء، ووصل سؤال للدار  نصه: ما حكم الشرع فى رجل يراقص النساء ويشرب الخمر، ويرتكب أعمالًا يحرمها الإسلام، هل يجوز أن يتولى أمرًا من أمور المسلمين؟.. وأفتى الشيخ عبدالمجيد سليم بحرمة هذه الأفعال، وأحدثت هذه الفتوى دويًا هائلًا فى الأوساط الشعبية والسياسية، إذ اعتبر البعض أن هذه الفتوى المعنى بها الملك فاروق.
 
تدخل القصر الملكى بقوة فى هذا الأمر، وطلب الاطلاع على كل فتوى يصدرها الشيخ عبدالمجيد سليم قبل السماح بنشرها، واستمرت المضايقات لفترة كبيرة، وفى إحدى المواجهات دار الحوار التالى بين مندوب القصر الملكى والشيخ عبدالمجيد سليم، الذى قال ردًا على رسالة تهديد غير مباشرة من مندوب القصر: «هل تستطيعون الحيلولة بينى وبين المسجد؟»، فقال المندوب لا، فرد الشيخ قائلًا: «ما دمت أذهب للمسجد فلا خطر علىّ»، وقدّم استقالته من دار الإفتاء.
 
لم تتوقف المواجهات بين الشيخ عبدالمجيد سليم والديوان الملكى عند هذا الحد، وإنما أخذت المواجهة شكلًا جديدًا الهدف منه استمالة الشيخ، إذ صدر مرسوم ملكى بتعيين سليم شيخًا للأزهر، خلفًا للشيخ محمد مأمون الشناوى، ولم تفلح تلك الوسيلة، إذ قررت الحكومة فى عام 1950 تقليص ميزانية الأزهر، وغضب الشيخ عبدالمجيد سليم، وقال: «تقتير هنا وإسراف هناك»، وهو ما اعتبر أيضًا إسقاطًا سياسيًا على مظاهر البذخ والإسراف فى رحلات الملك فاروق، وصدر مرسوم بإعفاء الشيخ من منصبه فى 1951، إلا أنه عاد للمنصب مرة أخرى وقدّم استقالته فى أواخر 1952.
 
تميز الشيخ عبدالمجيد سليم برؤية إصلاحية شاملة، لبنتها الأولى التعليم، ولمؤسسة الأزهر مهمتان فى هذا السياق، الأولى تعليم أبناء الأمة الإسلامية دينهم ولغة كتابهم تعليمًا قويًا ومثمرًا يجعلهم حملة الشريعة وأئمة الدين والفقه فى أرجاء العالم، وعالمية الأزهر من خلال ترجمة القرآن الكريم وتفسيره إلى اللغات الحية، والدفع بالبعثات الأزهرية إلى جامعات أوروبا للتزود من شتى الثقافات والعلوم، وكانت وجهة نظر الشيخ التى ظل يدافع عنها حتى لقى ربه فى أكتوبر 1954 قائمة على فكرة أنه لا انفصال بين العلم والحياة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

للمرة الثانية..السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تبدأ التبريد.. صور

الإمارات تنقذ طاقم سفينة بريطانية تعرضت للاستهداف في البحر الأحمر

إعلام عبري: إصابة 16 جنديا إسرائيليا في انفجار عبوة ناسفة بشمال قطاع غزة

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين


تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة. صور

نقل حركة الإنترنت الثابت لعملاء المصرية للاتصالات لمركز الحركة بالروضة

الصحة تعلن أرقاما بديلة للإسعاف فى بعض المحافظات بعد تعطل الخط الساخن 123

سر ظهور آمال ماهر بفستان زفاف أبيض.. اعرف الحكاية

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال


10 سيارات إطفاء تحاول السيطرة على حريق مبنى سنترال رمسيس

وزير الاتصالات يتابع حريق سنترال رمسيس.. واستعادة الخدمة خلال ساعات

رسامة جديدة تعلن: مها الصغير نسبت لوحتى لنفسها.. لست الأولى فقد سرقت 3 آخرين

شجاعة منقطعة النظير.. رجل يخاطر بحياته لإنقاذ 6 أشخاص من حريق شقة في باريس

القلعة الحمراء تمنح أعضاء الأهلي عرضا خاصا لتخليد أسمائهم على جدران الاستاد

المواد الأساسية والتخصص بالصف الثانى الثانوى بالبكالوريا وفق المسارات الأربعة

بوتين يقيل وزير النقل ويعين نائبه قائما بالأعمال

الرئاسة: الرئيس السيسى ونظيره الصومالى عقدا مباحثات ثنائية

سيد رجب ورانيا يوسف يناقشان سلبيات السوشيال ميديا فى مسلسل لينك

تنسيق الجامعات 2025.. محظورات على طلاب الثانوية تؤدى لإلغاء اختبارات القدرات

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى