فى ذكرى غلق خليج العقبة.. هل حقا أشعل قرار جمال عبد الناصر حرب 1967؟

التاريخ 23 مايو 1967، الحدث: الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، يعلن إغلاق خليج العقبة فى وجه الملاحة الإسرائيلية، لتكون إشارة فى طريق الحرب.

فى صباح 5 يونيو من عام 1967، شن العدو الإسرائيلى هجومًا جويًا وبريًا على الجبهة المصرية فى سيناء، أدت إلى استشهاد آلاف من الجنود المصريين واحتلال شبه جزيرة سيناء المصرية، والتى أشار البعض إلى أن قرار عبد الناصر السابق كان سببًا رئيسيًا فى اشتعالها، فهل كان القرار حقا هو السبب وراء احتلال سيناء لنحو 6 سنوات إلى أن حررها الجيش المصرى فى انتصار أكتوبر المجيد عام 1973؟.

بحسب مذكرات الفريق محمد فوزى قائد أعلى للجيش المصرى ووزيرا للحربية ومهندس حرب الاستنزاف (1967) (1973)، "حرب الثلاث سنوات 1967-1970"، فقد وصف القرار بأخطر قرار سياسى عسكرى، وأنه السبب المباشر فى قيام إسرائيل بالهجوم، ويقول"أنا أعتبر أن قرار غلق الخليج الذى أعلن فى 18 مايو 1967، ونفذ فى الساعة الثانية عشر صباحا من يوم 23 مايو من نفس العام، هو الذى قلب حسابات الرئيس رأسا على عقب، إذ إن هذا القرار حتم بالضرورة تحول المواجهة إلى صراع مسلح، بدليل أن إسرائيل لم تتخذ قرار الدخول فى المعركة إلا بعد صدور القرار من مصر وفشل الجهود الدولية فى منع الصراع.

قال جيف سيمونز، خبير فى قضايا الشرق الأوسط وإيران والخليج، فى كتابه " التطهير الاثنى لفلسطين"، إن قرار مصر بإغلاق خليج العقبة وإزالة القوات الدولية عن سيناء، كان وراء أن تقرر إسرائيل بعمل عسكرى استباقى.

بينما يرى أديب صالح عبد اللهيبى فى كتابه " العلاقات السورية السوفيتية 1946 - 1967 : دراسة تاريخية"، أن قرار غلق الخليج أمام الملاحة الصهيونية، استغلته إسرائيل لتصور للعالم أن هناك خطرا يهددهم من قبل مصر، وعلى أثر ذلك تدخلت كل من الولايات المتحدة ورسيا ليخففا من اندفاع عبد الناصر، ويطالبونه أن لا يبدأ الحرب ويعمد إلى ضبط النفس.

كما أن الأمر نفسه اتفق عليه الكاتب أشرف علام، فى كتابه "مشروع قناة البحرين"، بأن المرور فى خليج العقبة واحدا من المسائل التى أثارت الكثير من المشاكل والصعوبات، وكان إغلاق أمام الملاحة الإسرائيلية أحد الأسباب الرئيسية فى اندلاع حرب 5 يونيو 1967.

وفى كتاب " الإعلام الحربى والعسكرى" لعلى عبد الفتاح، يصف المؤلف، أن أعلان مصر عدم سماحها بمرور السفن الإسرائيلية فى مضيق خليج العقبة، كان هذه القرار بمثابة الضربة القاضية لأى جهود تتعلق بوقف الحرب، وقد اعتبرته إسرائيل تهديدا لوجودها.