الصين تتحدى الإرهاب والجريمة المنظمة بأقوى نظام مراقبة إلكترونى فى العالم.. يحدد الهوية فى 3 ثوان.. يحتفظ ببيانات 1.3 مليار شخص.. وتقارير: يعتمد على 170 مليون كاميرا مثبتة فى الشوارع والميادين فى بداية تطبيقه

بطرق حديثة، قررت الصين تحدى الإرهاب والجريمة المنظمة، من خلال أقوى نظام مراقبة إلكترونى، حيث امتلكت أكبر دولة فى العالم من حيث السكان، نحو 170 مليون كاميرا مراقبة مثبتة فى جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع ارتفاعها لأكثر من 3 أضعاف الرقم لتصل إلى 400 مليون كاميرا رصد بحلول عام 2020.

ورفعت الشرطة الصينية شعار "يمكنك الهرب، لكن لا يمكن التخفى من الذكاء الاصطناعى"، حيث أصبحت أنظمة التعرف على الوجه الأداة المفضلة بشكل متزايد من قبل رجال الشرطة الصينيين فى تحديد مرتكبى الجرائم فى البلاد

كما ألصقت الشرطة فى عدد من شوارع المدن الصينية المختلفة لافتات تحمل عبارات "ترتدى خوذة على رأسك أو قبعة؟، لا يهم.. سوف يتم التعرف عليك بالتأكيد".

وقالت شبكة "جوانشا" الصينية، :"أينما ذهبت فأنت مراقب بكاميرات الرصد الحكومية المجهزة بتقنية التعرف على الوجه المثبتة فى جميع شوارع البلاد، والتى من شأنها الكشف عن هويتك، حتى وإن كنت متخفياً.

وأضافت الشبكة، أن الصين لديها الآن أقوى نظام مراقبة فى العالم والذى يهدف إلى تحديد أى من مواطنيها البالغ عددهم 1.3 مليار نسمة فى غضون 3 ثوان فقط.

جانب من المراقبة

وعلى سبيل المثال، كانت قد ساعدت كاميرات الرصد المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعى، السلطات الصينية فى ثلاث مدن مختلفة على القبض على ثلاثة مجرمين هاربين فى حفلات مختلفة أقيمت فى أنحاء البلاد فى أقل من شهرين، على الرغم من الازدحام الشديد.

وفى مدينة شنتشن، بجنوب شرقى البلاد، كانت قد ثبتت شرطة المرور أيضاً فى أواخر أبريل الماضى، العشرات من كاميرات المراقبة، والتى استهدفت بشكل أساسى المشاة الذين يعبرون الطريق أمام إشارات المرور، وسائقى الدراجات البخارية المعروفين بأنهم يخالفون قواعد المرور.

وبعد أسبوع واحد من إطلاق النظام، قالت شرطة المرور فى "شنتشن" إنهم ضبطوا ما يقرب من 1100 مخالفة مرورية، وخططوا لتوسيع نطاق استخدامه.

وأكد رجال الشرطة أن أجهزة التعرف على الوجه الخاصة بهم لا تتأثر بالطقس أو لون البشرة، ويمكنها الكشف عن هوية الأفراد حتى من خلال رصد جانب واحد من الوجه، أو عند خفضهم لرؤوسهم فى محاولة للتخفى عن أعين الكاميرات، أو حتى فى الأماكن المتكدسة بالناس.

التعرف على الوجه

ولا تقتصر المراقبة عالية التقنية فى الصين على تطبيق القانون فقط، حيث انتشرت فى الآونة الأخيرة المراحيض العامة التى تعمل من خلال تقنية التعرف على الوجه لمنع الناس من سرقة ورق التواليت.

كما كشفت أيضاً إحدى المدارس الثانوية فى مدينة هانجتشو شرقى الصين النقاب عن نظام يسمح بالتسجيل والتحليل الحقيقى لتعابير الوجه لدى الطلاب فى الفصول الدراسية، وإذا صنف النظام الطالب على أنه "غير منتبه"، فيتم إرسال تنبيه إلى المعلم.

وبحسب الأخبار المتداولة عن هذا النظام، فانتشار المراقبة التى تقوم بها المخابرات الاصطناعية يثير قلقا عارما لدى المواطنين فى البلاد.