لدى أقوال أخرى

محمود عبد الراضي
محمود عبد الراضي
بقلم: محمود عبد الراضي

هل لديك أقوال أخرى؟.. سؤال يسطره أمين الشرطة فى نهاية المحضر كإجراء طبيعى، وتكون إجابة محرر المحضر  فى الأعم الأغلب  بالنفى.

نعم.. "لدى أقوال أخرى"، حال كثير من السجناء، الذين التقيتهم في جولات مكوكية داخل السجون، باعتبارى محرراً للشئون الأمنية حيث زرت كثيراً من السجون.

التقيت على مدار عدة سنوات عددا كبيرا من السجناء ، تجاذبت معهم أطراف الحديث ، تحدثنا عن سر دخولهم السجن ، وحصلت على تفاصيل وقصص مثيرة لم تسطرها المحاضر الرسمية ، التى لا ينبغي أن تسجل هذه الأمور باعتبارها عبارات ندم وحسرة لا تسمن ولا تغنى من جوع فى المحضر الرسمى الذى يهتم بتسجيل المعلومة .

بعيداً عن المحاضر الرسمية، إذا جلست مع سجين عقب ارتكابه للجريمة، تكتشف أنه من الممكن أن نكون جميعاً ـ أنا وأنت ـ مكان هذا السجين ، فقد مر علينا نفس الموقف والمشهد ، إلا أننا تجاوزناه ، بالصبر والحلم تارة ، وبتغليب العقل تارة أخرى ، لذا مازلنا خارج أسوار هذا السجن، بينما السجين الذين يقف أمامك، لم يمتلك نفس الأدوات، فضعف في لحظة ما، أمام شيطانه، وانساق خلف وساوسه، فكانت النتيجة الطبيعية وجوده خلف أسوار السجون.

نعم.. هي لحظة فارقة في حياة الإنسان، تحدد مكانه، داخل أو خارج هذه الأسوار العاتية للسجون، فلا تتعجل ولا تتسرع ، لا تغتر في موقف ما ، وتأكد أن تنازلك عن بعض الأمور ، والتعامل بهدوء وحذر، ليس بالضرورة ضعف منك ، وإنما هي القوة التي تحميك من غيابات السجون .

دعني أنقل لك بعض ما سرده لي السجناء خلف أسوار السجون ، ما بين شخص تشاجر مع جاره ، وفي لحظة غضب استل مطواه فأسكنها بطنه ، ليصبح في لحظة قاتلا ، ويقطن السجن سنوات عديدة ، وأخرى قادها العند مع زوجها لتأجير بلطجية لسرقة شقته فلم يسرقوا فقط وإنما قتلوا فدخلت برفقتهم السجن ، وها هو شاب قد ضعف ـ في لحظة ما ـ أمام أصدقاء السوء ، فتعاطى الهيروين ونقله من مكان لآخر ليقضى ربع قرن من عمره خلف أسوار السجون.

هؤلاء الأشخاص لم يمنحوا عقولهم برهة من الوقت للتفكير في مواقف قد نتعرض لها جميعاً، وربما لو حدث ذلك ، لانتهت هذه المواقف الحياتية بالصفح والعفو ، وإعلان التمرد فى وجه صديق سىء أو شيطان يوسوس، ووقتها لم ولن يكن مكانهم السجن.

إذا سألت هؤلاء الأشخاص بعد دخولهم السجن ، هل لديك أقوال أخرى لكانت الإجابة " نعم " لدينا كثير من الأقوال ، فنحن نادمون على ما اقترفنا في حق أنفسنا ومجتمعنا ، ليت الزمان يعود بنا مرة أخرى ، فنفعل غير الذى كنا نفعل.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

للزوجات مع اقتراب موسم الدراسة.. من يملك قرار التعليم بعد الطلاق؟

ختام موسم حصاد القمح بالوادى الجديد .. توريد 568 ألف طن قمح للصوامع بنسبة 109% وزيادة 65 ألف طن عن العام الماضى.. تنفيذ 1200 حقل إرشادية بأفضل أنواع التقاوى وإجمالى المساحة المنزرعة 343 ألف فدان

"الرابر" يشعلون حفل مهرجان العلمين ناصر وخالد على وديزى توو سكينى.. ويجز يتألق بأغانى ألبومه الجديد.. ومفاجأة الحفل صعود آسر ياسين وتارا عماد ومايان السيد أبطال فيلم "وتر واحد" على مسرح يو أرينا

السبت.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر ربيع الأول لعام 1447 هجريا

اليوم.. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية "ولاية داعش الدلتا"


عبد الرحيم دغموم ينافس زيزو على صدارة هدافى الدوري المصري

وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدى

سيدة تلاحق زوجها بدعوى طلاق بعد رفضه الإنفاق عليها.. تعرف على التفاصيل

المتهم بإدارة كيان تعليمى وهمى: أوهمت الضحايا بشهادات معتمدة

حجز عاطل بتهمة تصنيع الأسلحة البيضاء والاتجار بها


قدم لكلية الطب وسبقه القدر.. وفاة طالب أثناء تركيبه ميكروفون لمسجد في قنا

موعد انطلاق العام الدراسى الجديد بالمدارس الدولية والرسمية

الترسانة يتعادل مع السكة الحديد سلبيا فى قمة الجولة الأولى لدورى المحترفين

حسام حبيب ينفى عودته لشيرين والمطربة تتوعد محاميها السابق ببيان

قرار مهم من ديانج بخصوص تجديد عقده مع الأهلى.. اعرف الحكاية

وزارة الصحة: توقيع 3 اتفاقيات بقيمة 36 مليون يورو لدعم تصنيع اللقاحات

صحتك بالدنيا.. مخاطر "روبلوكس" على الأطفال.. هل يصاب البالغون بسكر النوع الأول بشكل مفاجئ؟.. علماء يكتشفون رابطا بين الخرف وسرطان البنكرياس.. وعادات يومية غير متوقعة ترفع ضغط الدم

النني وإبراهيم عادل يتصدران تشكيل الجزيرة ضد الشارقة بالدوري الإماراتي

نقل مباراة الزمالك وفاركو إلى استاد السلام بدلا من هيئة قناة السويس

أخبار مصر.. ارتفاع طفيف ومؤقت فى درجات الحرارة غدا والعظمى بالقاهرة 38 درجة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى