ليبيا بين مطرقة الإخوان وسندان التقسيم.. فرنسا تحتضن اجتماعا لمناقشة الأزمة.. ماكرون يثير غضبا أمريكيا ـ إيطاليا لمحاولة احتكار المشهد.. ورفض إقليمى لتحركات باريس لمنح الإسلاميين جزءا كبيرا من "الكعكة السياسية"

ماكرون يجتمع مع الأطراف الرئيسية للنزاع الليبى
ماكرون يجتمع مع الأطراف الرئيسية للنزاع الليبى
كتب : أحمد جمعة

انطلق اليوم الثلاثاء، فى العاصمة الفرنسية باريس، اجتماع بشأن ليبيا لبحث إيجاد حل للأزمة الراهنة ووضع خارطة طريق تدفع بالبلاد نحو الاستقرار وهو الهدف المعلن الذى كشفت عنه الرئاسة الفرنسية لكن الهدف الواضح من الاجتماع هو تعزيز النفوذ الفرنسى فى ليبيا على حساب دول أخرى فاعلة فى المشهد وفى مقدمتها إيطاليا وبريطانيا.

 

 

وافتتح المؤتمر، الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، ومن المقرر أن يختتم بالتوقيع على اتفاق من قبل أربعة مسئولين بارزين فى المشهد الليبى فى نظر المجتمع الدولى وهم المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري.

 

 

ويرأس وفد مصر فى المؤتمر مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية المهندس إبراهيم محلب ويرافقه نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية السفير حمدى لوزا بينما يمثل الجامعة العربية الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.

 

وتعتبر فرنسا من أكثر الدول الفاعلة من الأزمة الليبية ولديها مصالح فى الجنوب وتسعى إلى تأمينها بين الحين والآخر سواء عبر التحركات التى تقودها عبر سفاراتها فى ليبيا أو عبر قوى وقبائل ليبية تحظى بدعم كامل وسرى من الإليزيه، وهو ما يفسر سبب الهيمنة الفرنسية فى جنوب ليبيا.

 

 

ومع تطورات الأحداث الراهنة فى الساحة الليبية، أيقنت فرنسا أنه لا بديل عن التحرك فى الشمال والغرب والشرق الليبى لتأمين مصالحها فى الجنوب الليبى، وهو ما أغضب إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية من التحركات الفرنسية التى لم تراع مصالح الدول الأخرى فى إيطاليا، وبات التغول الفرنسى محل قلق وشك من الجانب الإيطالى والولايات المتحدة الأمريكية التى ترفض التحرك الذى تقوده فرنسا والذى يهمش دور البعثة الأممية وتسخير غسان سلامة لتحقيق مصالحها كونه مواطنا فرنسيا.

 

 

المتابع لاجتماع باريس والاجتماعات والتحركات الفرنسية التى سبقت الاجتماع يتقين بأن الإليزيه يقوم بدور خفى مع المبعوث الأممى غسان سلامة لاحتكار المشهد فى ليبيا، وذلك عبر تنظيم لقاء بين رئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح ورئيس المجلس الأعلى للدولة خالد مشري فى المغرب، إضافة لاجتماع داكار بين عناصر إسلامية متشددة فى مقدمتها جماعة الإخوان وبعض أنصار النظام السابق، وذلك بإشراف غير مباشر من المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة.

 

 

الوتيرة المتسارعة التى تتحرك بها فرنسا يمكن أن تربك المشهد السياسى الليبى وتحدث حالة من الثقة من قبل الأطراف الرئيسية فى الأزمة الليبية، فالدعوة الفرنسية التى وجهت إلى عدد من الإسلاميين للمشاركة فى اجتماع باريس، إضافة لدعوة فرنسا لإجراء انتخابات دون وجود ضمانات إقليمية ودولية وداخلية يهدد العملية السياسية برمتها ويفشل أى عملية انتخابية.

 

تأكيد فرنسا على ضرورة إجراء الانتخابات دون ضمانات واضحة قد يعقد المشهد السياسى ففى حال فازت شخصية من الشرق الليبى أو من النظام السابق بالانتخابات الليبية هل ستقبل التيارات الإسلامية بنتائج الانتخابات؟ ، وماهى الجهة التى ستشرف على الانتخابات فى ظل وجود حكومتين متصارعتين فى ليبيا، وهو ما يؤكد حاجة البلاد إلى حكومة وحدة وطنية تتولى الإشراف على عملية الانتخابات مع وجود ضمانات داخلية وتحديدا من الغرب الليبى للالتزام بنتائج الانتخابات العامة والقبول بالعملية الديمقراطية.

 

 

وتحاول فرنسا التعامل مع ليبيا بنفس سيناريو التعامل مع دول المغرب العربى وهو السيناريو الذى يصعب تحقيقه فى ليبيا لأنها تختلف عن الأوضاع فى الجزائر وتونس والمغرب، الرغبة الفرنسية الجامحة التى يقودها الرئيس الشاب للتعامل مع ليبيا وفقا للنموذج المغربى تدعمه قيادات المغرب وتونس والجزائر وهو ما يفسر التمثيل رفيع المستوى الذى تشارك به الدول الثلاث فى اجتماع باريس.

 

المبادرة الفرنسية التى تسربت بنودها والتى أكدت دعم حوارات القاهرة للعسكريين الليبيين يكشف عن الوجه الحقيقى لفرنسا التى تسطو على نجاحات الدول الفاعلة فى الأزمة الليبية، لصالح تحقيق أجندة فرنسا الشخصية فى ليبيا وهو ما أحدث رفضا كاملا من بعض الأطراف الإقليمية الفاعلة فى المشهد الراهن، إضافة لرغبة فرنسا فى إعادة المشهد السياسى لما قبل عام  2014 – بدعم قطرى وتركى - وهى الفترة التى كانت يسيطر فيها الإسلاميين على المؤتمر الوطنى العام والحكومة، وهو التحرك الذى يرفضه الشارع الليبى بشكل كامل ويدعو لضرورة اللجوء للعملية الديمقراطية كأساس لاختيار من يحكم ليبيا.

 

 

وأكد مراقبون أن فرنسا تتحرك فى الوقت الراهن بوتيرة متسارعة لتهيئة المشهد الليبى أمام حصول جماعة الإخوان للحصول على الجزء الأكبر من المكاسب السياسية فى ليبيا، ويجد سيناريو دعم الإخوان تأييدا من دول المغرب العربى وتحديدا الجزائر وتونس والمغرب التى تدفع نحو إعادة الإسلاميين إلى المشهد فى ليبيا ظنا منهم أن تيار الإسلام السياسى قادر على مواجهة التنظيمات المتطرفة، وتتغافل تلك الدول عن الدعم الإخوانى لجماعات التطرف فى مصر وسوريا وليبيا.

 

من جانبه أكد الطاهر السنى المستشار السياسى الخاص لرئيس المجلس الرئاسى الليبى، وجود إجماع وإيجابية بين ممثلى الوفود الليبية الأربعة المشاركة فى اجتماع باريس على تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى البلاد 10 ديسمبر المقبل.

 

 

وقال الطاهر السنى، إن الأطراف الليبية الأربعة المشاركة فى اجتماع باريس اتفقت على الإعداد لقاعدة دستورية للانتخابات الليبية فى تاريخ أقصاه 16 سبتمبر المقبل.

 

وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قد استقبل صباح اليوم الثلاثاء، فى قصر الإليزيه الأطراف الرئيسية الفاعلة فى الأزمة الليبية، وعقد لقاءات قصيرة معهم قبيل انطلاق مؤتمر باريس الذى يشارك به ممثلين عن 16 دولة والاتحاد الأفريقى والجامعة العربية والاتحاد الأوروبى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تعرف على كلمات أغنية "شربنا" لحلمى عبد الباقى قبل طرحها

رادار المرور يلتقط 1098 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

سفير فلسطين بالقاهرة: مصر وقفت سدا منيعا أمام تنفيذ مخطط التهجير

اعترافات صادمة.. المتهم بتصوير السيدات بحمام كافية: باستمتع

سوهاج على الخريطة السياحية.. المرسى الجديد بالكورنيش الغربى خطوة نحو مستقبل واعد.. تكلف 6 ملايين جنيه ويستقبل مراكب السياحى من الأقصر وأسوان.. والمحافظ سوهاج مخزن آثار مصر وبها كنوز تمثل كل العصور.. فيديو وصور


اسم مطار برج العرب يتغير إلى الإسكندرية الدولى 4 سبتمبر.. مركز رئيسى على خارطة السفر الدولية.. زيادة الطاقة الاستيعابية إلى 6 ملايين راكب سنويا.. واستخدام الطاقة الشمسية ليصبح أول مطار صديق للبيئة.. صور

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

رفض الاحتلال مقترح القاهرة يفضح مراوغة نتنياهو وغياب إرادة السلام.. خبراء وسياسيون: إسرائيل تتمسك بشروط تعجيزية لإفشال مبادرة التهدئة وتتذرع بحماس لتمديد العدوان.. ومصر تتحرك دوليًا لإنهاء معاناة الفلسطينيين

تعنت تل أبيب المفضوح.. أحزاب وخبراء قانون دولى: المقترح المصرى القطرى بشأن غزة طوق النجاة وتعنت إسرائيل يكشف غياب رغبتها في السلام.. ويؤكدون: رفض الاحتلال للمبادرة يفضح نواياه وجرائمه وعدوانيته أمام العالم

ساعات غامضة لا تعرض الوقت تنتشر بين لاعبى الأهلى.. إيه هي؟!


مصدر مقرب من أنغام يكشف آخر مستجدات حالتها الصحية

تعنت الاحتلال يهدد أمن المنطقة.. أحزاب ونواب: شروط إسرائيل تعرقل جهود التهدئة والمقترح المصري القطري خطوة نحو اتفاق شامل.. ويشكل ركيزة أساسية في جهود وقف العدوان وعودة السلام وحفظ حقوق الفلسطينيين

قطع المياه بين الهرم وفيصل من المساحة وحتى ابن بطوطة الجمعة 6 ساعات للصيانة

مصر تكثف اتصالاتها مع الأطراف المعنية لإنجاح صفقة غزة.. القاهرة تدفع بآلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية للفلسطينيين.. قصف إسرائيلى عنيف ونسف للمباني بمنطقة جباليا البلد .. و"كاتس" يصدق على خطة احتلال القطاع

تلوث المياه بغزة يسبب التهابات نادرة لرضيعة عمرها 3 شهور تضعف مناعتها

نتيجة تقليل الاغتراب.. مكتب التنسيق: آلاف الطلاب تقدموا بالموقع الإلكترونى.. الالتزام بالنسبة المقررة للتحويل مع مراعاة الحد الأدنى للقبول فى كل كلية ومعهد.. وإرسال الكشوف النهائية بأسماء الطلاب خلال أيام

أكرم القصاص فى "العالم غدا": مصر أسقطت مخطط التهجير والاحتلال فضح نفسه على معبر رفح.. ما يجرى بالقطاع أسوأ من مذابح القرن الـ 20.. الانقسام الفلسطينى أكبر هدية لإسرائيل.. وغزة كشفت زيف شعارات حقوق الإنسان

الصحف العالمية اليوم: زيلينسكى يهدى ترامب مضرب جولف يحمل رسالة خاصة من جندي أوكرانى.. إيلون ماسك يتخلى عن فكرة إطلاق حزب بسبب نائب ترامب.. وارتفاع معدل التضخم في بريطانيا إلى 3.8% وسط ارتفاع أسعار الغذاء والنقل

كشف ملابسات فيديو يظهر قيام شخصين بالتعدى على سائق توك توك فى الغربية

"المجرمون بيتقبض عليهم بملابس الجريمة".. الداخلية تتفاعل بسرعة مع جرائم الشوارع.. بناء منظومة أمنية متكاملة تحقق الردع العام.. تمنح المواطن الثقة في قانون لا يفرّط في حقه.. وتراجع في معدل الجرائم

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى