خالد صلاح يكتب: العلمانية والإسلام

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
مقال-(3)
 
كنت قد اقترحت عليك أن نقرأ سويا أنت وأنا القصص الاجتماعية فى دولة المدينة المنورة خلال عهد النبى محمد، صلوات الله وسلامه عليه، ثم ما بعد ذلك فى سنوات الصحابة الكرام والسلف الصالح.
 
بدأت من جانبى فى القراءة فى هذا العالم متعدد التفاصيل، ثرى الدلالات، بعض القصص ربما يأتى الوقت وأرويها لك تباعا هنا، ولكن ما أحب أن أسجله الآن أولا أننى فى كل مرة أسبح فيها فى أى من هذه القصص فى دولة المدينة، يتأكد فى أعماقى أن هذا الدين العظيم هو عنوان لحرية الفكر السياسى والاقتصادى، وأن الصحابة، رضوان الله عليهم، فى حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية كان كل منهم يستلهم روح الدين وغاياته العليا أكثر مما يتبع حرفية النص المقدس، قرآنا كان أو سنة نبوية.
 
كان الصحابة يفكرون بعقولهم فى السلوك العام، ويفسرون وفق عقولهم وعلمهم وظروفهم الاجتماعية النصوص المقدسة، وكانت الغاية دائما هى تحقيق المصلحة العليا للأمة، أكثر من اتباع النص حرفيا بلا نقاش أو جدال أو فكرة أو مواءمة.
 
أعرف أن كلمة "العلمانية" شاقة وشقية، وتم تلويثها عبر قوى التطرف لسنوات طويلة، لكننى أكاد أجزم أن الصحابة كانوا فى حياتهم العامة والخاصة أقرب إلى هذا الأداء العلمانى، بمعناه العلمى والفكرى، وليس بمعناه السياسى المشوه الذى خلقته جماعات الإسلام السياسى لتضرب كل مؤسسات التفكير الأخرى التى لا تتبع الجماعة، ولا تبايع المرشد، ولا ترفع السلاح فى وجه المجتمع.
 
كان الصحابة يفكرون على هذا النحو الذى يفكر به العلمانيون الصالحون اليوم، وكانت علاقتهم بالنص المقدس علاقة ترتبط ارتباطا عضويا بما يمليه العقل من مصلحة للدولة، وما تقتضيه الظروف من إجراءات لتحقيق مقاصد الدين فى حماية النفس والدم والعرض والمال.
 
كلما قرأت قصص الولاة على الأمصار الذين خرجوا لهذه المهمة السياسية فى زمن النبى، صلى الله عليه وسلم، أو فى زمن الخلفاء من بعده، تيقنت بحسم أن لكل والٍ من هؤلاء رؤيته السياسية، وتفسيره للدين، وضروراته وفق طبيعة الإقليم الذى يتولى قيادته، وكانت القرارات السياسية بل والفتاوى الدينية تختلف حسب طبيعة كل بلد، والأولويات تتنوع حسب الظرف السياسى لكل حاكم، بل والحدود الإسلامية تتطور حسب ثقافة كل إقليم، وحسب القوة التى يتمتع بها ولاة الأمصار، كل حسب تقديراته وخبراته وقراءته للنص المقدس.
 
قراءة هذه القصص، ورواية هذه الحكايات تؤكد لك بالدليل القاطع كيف ظلم الإسلاميون المتطرفون مصطلح العلمانية، لأنك ستعرف بكل بساطة أن القواعد الأساسية للحكم فى الإسلام لم تكن فى يوم من الأيام خصما لهذه العلمانية بشروحاتها الإيجابية "الفكر، والعقل، والعلم، ومصلحة الأمة، وحياة الناس".
والله أعلى وأعلم.
 
 
 مصر من وراء القصد
 
مقال-(1)
 
مقال-(2)
 
 

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

24 عاما على أصحاب ولا بيزنس.. إضافة الانتفاضة الفلسطينية بعد التأثر بالحلم العربى

ترتيب الكرة الذهبية بعد السوبر الأوروبي.. محمد صلاح يطارد ثنائي باريس

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

39 عاما على البرىء.. عندما قال نور الشريف "السيناريو ده مايعملوش إلا أحمد زكى"

غدا.. النقل تبدأ برنامج التدريب المجانى لتأهيل سائقى الأتوبيسات والنقل الثقيل


قناة إسرائيلية: جهات إيرانية اخترقت هاتف وزيرة الداخلية الإسرائيلية السابقة

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

أعظم العسكريين بالتاريخ الفرعونى.. تمثال الملك تحتمس الثالث بمتحف الغردقة

شواطئ مطروح والساحل الشمالى مقصد الباحثين عن المتعة داخل وخارج مصر.. إقبال على الشواطئ والقرى والمنتجعات السياحية.. أفواج مصايف الشركات والأندية والنقابات تزيد زخم المصيف.. وتزايد كبير لرحلات اليوم الواحد.. صور


رادار المرور يلتقط 1131 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

مواعيد قطارات خط القاهرة الإسكندرية والعكس اليوم الجمعة 15- 8 - 2025

داكر مونتجمرى يكشف سبب ابتعاده عن النجومية وهوليوود

مواعيد مباريات اليوم الجمعة 15-8-2025 في ملاعب العالم والقنوات الناقلة

وادى دجلة يدخل معسكرا مغلقا اليوم استعدادا لمواجهة إنبى في الدورى

مفتى الجمهورية: إسرائيل الكبرى أكذوبة لا أساس لها وخرافة قديمة يعاد إحياؤها

غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

بالرغم من وداع المونديال.. مواهب مُبشرة فى صفوف منتخب ناشئى اليد

أحمد فؤاد سليم يكشف تأثير معلمه في ابتدائي على مشواره الفني في "معكم"

ريبيرو في حيرة بسبب مركز الجناح الأيسر في الأهلي.. اعرف التفاصيل

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى