إدلب السورية تحتفل بشهر رمضان بعد سنوات تحت وطأة الحصار

ادلب - أرشيفية
ادلب - أرشيفية
(أ ف ب)

بعد سنوات تحت وطأة الحصار، باتت أم سامر قادرة اليوم على تحضير وجبات إفطار شهر رمضان ولا تخشى قلة المواد الغذائية أو ارتفاع كلفتها، لكن ذلك لا يبدد شعورا بالغربة تعيشها بعيداً عن منزلها فى الغوطة الشرقية قرب دمشق.

فى بلدة معرة مصرين فى محافظة إدلب (شمال غرب)، اتخذت أم سامر (51 عاماً) وعائلتها من غرفة صغيرة جدرانها من الطين وسقفها عبارة عن ألواح خشبية، منزلاً لهم بعدما تم اجلاؤهم قبل شهرين على غرار آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين من الغوطة الشرقية بموجب اتفاق بين الفصائل المعارضة وقوات النظام، وتقول أم سامر (51 عاماً) لوكالة فرانس برس "صحيح الطعام متوفر هنا، لكن الغربة صعبة علينا".

خلال خمس سنوات من حصار محكم فرضته قوات النظام على الغوطة الشرقية، عانى السكان من نقص فى المواد الغذائية وارتفاع حاد فى أسعارها، ما حال دون تمكن كثيرين من شراء حاجياتهم والتمتع بوجبات كاملة لا سيما فى شهر رمضان.

وتجلس أم سامر على الأرض إلى جانب موقد صغير يعمل على الكاز. تقطع شرائح الباذنجان وتضعها فى قدر أمامها مع البصل والبندورة والبطاطا. تخلطها جيداً بانتظار أن تنضج لتصبح وجبة "المطبق" الشهيرة جاهزة على مائدة الإفطار.

وتقول المرأة السمراء البشرة التى ترتدى عباءة سوداء طويلة "خلال رمضان العام الماضى، كنا نأكل الفجل والبقدونس والسبانخ والكزبرة"، مضيفة "لم نكن قادرين على شراء أى شيء" بسبب الغلاء الفاحش فى أسعار المواد الأساسية مثل الأرز والسكر والزيت، وتتابع "لم نكن قادرين على شراء بسكويت للأطفال".

منذ العام 2012 وحتى خروج الفصائل المعارضة منها، تعرضت الغوطة الشرقية التى كانت أبرز معقل للمعارضة فى ريف دمشق، لحملات قصف شديدة، وقليلاً ما كان يهنأ السكان بفترات هدوء فيها.

ويُعد رمضان شهراً يجتمع فيه الأقارب والأصدقاء على موائد الإفطار والسحور. وتقول أم سامر "لم نكن نتجرأ على زيارة بعضنا" فى الغوطة الشرقية. أما فى إدلب "فالأمور اختلفت".

وفور ارتفاع صوت الآذان، تبدأ العائلة بتناول الطعام الذى وضعته أرضاً: طبقان من الأرز الأصفر و"المطبق"، بالاضافة الى اللبن والسلطة.

ورغم الهدوء والشعور بالأمان، لا تخفى أم سامر غصتها. "كنت أفضل لو بقينا هناك رغم الحصار والقلة والضيق، الواحد منا يكون مرتاحاً فى منزله وأرضه".

وتضيف "لا يوجد عمل هنا، المنظمات (الإغاثية) تهتم فينا بشكل محدود"، وخلال شهر رمضان، تقيم المنظمات الإغاثية والخيرية افطارات جماعية وتوزع وجبات من الطعام على المحتاجين.

فى إدلب، تحضر جمعية "البنيان المرصوص" يومياَ عشرات الوجبات المكونة من الأرز واللحم، وقبل وقت الإفطار ينتظر رجال ونساء فى طوابير طويلة للحصول على حصصهم.

فى أبريل، غادرت أم محمد (53 عاماً) مع زوجها وأولادها الأربعة بلدتها العتيبة فى الغوطة الشرقية، لتقيم فى مخيم يضم غرفاً طينية قرب بلدة معرة النعمان، من دون أن تفارقها ذكريات الحصار، وحسرة مقتل اثنين من أولادها جراء القصف.

وتقول أم محمد "أذكر أنه مرّ علينا 11 يوماً من دون أن أضع طبخة على النار كان الطعام يصلنا ولكن بأسعار مرتفعة جداً. ومن لا يملك مالاً لا يستطيع أن يشترى.

وتروى أنها كانت تطبخ الحشائش الخضراء من سلق وسبانخ، مضيفة "كنا تحت حصار، فنأكل ما توفر، واذا وفرنا بعض الأموال نأكل بشكل أفضل".

وتفترش السيدة الأرض مع زوجها لتناول طعام الإفطار الذى حصلت عليه من المنظمات الإغاثية: وجبتان من الأرز والدجاج والسلطة، وصفائح لحم بعجين أرسلها لهما الجيران.

وتقول "نحمد الله على رمضان هنا. هناك فرق عن رمضان الماضى"، قبل أن تضيف بغصّة "أحاول ألا أتذكر شيئاً لأننى سأجنّ أكثر ما أفتقده أولادى".

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة العمل تجدد تحذيرها للمواطنين: جميع خدماتنا مجانية ولا وسطاء فى الوظائف

"ليلة التتويج".. موعد آخر ظهور للأهلى وبيراميدز فى الجولة الأخيرة للدوري

الصلح خير.. 5 دعاوى مشاهير تنتهي بالتصالح.. آخرهم راندا البحيري

بعد قليل.. الحكم على متهم بدهس مهندس فى التجمع

مصطفى شعبان ليس نجم تمثيل فقط.. فارس ومذيع ومطرب ونجم إعلانات


الإسماعيلى يدخل معسكراً مغلقاً اليوم استعداداً لمواجهة الطلائع

وزارة التعليم: 4 سنوات سن التقدم لـ"kg1" بالمدارس الرسمية للغات لعام 2026

الحذاء الذهبي 2025.. محمد صلاح يخطط للعودة إلى القمة من بوابة برايتون

معلومات حول نصاب احتال على المواطنين ومنحهم شهادات مزورة

هل يتسبب أجر الخادمة في انفصال زوج وزوجته بالقاهرة الجديدة.. اعرف التفاصيل


اعترافات تشكيل عصابى لسرقة هواتف المحمول تقودهم للمحاكمة

صفقة دين هويسن تقتحم تاريخ ريال مدريد بأرقام قياسية

أستاذ بمعهد الفلك: مركز زلزال كريت الأخير من المصادر النشطة زلزاليا.. محمود الحديدي: الزلازل قد تحدث فى أى وقت والأهم أن نكون مستعدين لها.. ويطمئن المواطنين: لا توجد أحزمة زلزالية داخل مصر

هل ينقذ التعويض الزوج من الحبس بعد سداده 400 ألف جنيه لزوجته؟.. اعرف التفاصيل

كيف تحصل على مساعدة شهرية من وزارة التضامن الاجتماعي؟.. اعرف التفاصيل

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

آخر موعد للتقديم 29 مايو.. اعرف شروط الالتحاق بوظائف مكتبة الإسكندرية

مصطفى عسل يعود للقاهرة فجر اليوم بعد التتويج ببطولة العالم للاسكواش

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 19 مايو 2025 فى مصر

بارما ضد نابولي.. لوكاكو يقود فريق الجنوب فى الدورى الإيطالى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى