على المقرى: رواية الديكتاتور لم تكتب بعد والجوائز ليست مقياسا للتطور

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
رسالة تونس – بلال رمضان
قال الكاتب اليمنى على المقرى، إن هناك رواية عربية لم تكتب فيما بعد الربيع العربى، إضافة إلى أن رواية الديكتاتور ظلت غير ممكنة التحقيق لأزمنة طويلة، فى العالم العربى وهى الآن تواجه أسئلتها الخاصة: كيف تكتب؟.
 
جاء ذلك خلال فعاليات ملتقى تونس للرواية العربية، فى دورته الأولى، والذى ينظمه بيت الرواية فى تونس، ويحل عليه الكاتب الليبى الكبير إبراهيم الكونى ضيف شرف، ويشارك فيه نخبة من الروائيين العرب.
جانب من اللقاء (4)
جانب من اللقاء
 
وقال على المقرى أرى أن الرواية العربية تبدو مزدهرة فى الوقت الحالى، على الرغم من كل ما يواجه هذا الجنس الأدبى، من انحسار ومنع واستقطاب، وفى السنوات الأخيرة حققت الرواية العربية انتشارا كبيرا بفضل الجوائز العربية واحتفاء الصحافة بها، ولكن هل يعنى أن هذا الفن لا تواجهه أخطارا فى الطريق إليه؟.
 
وأشار على المقرى إلى أن هناك روائيون عرب يواكبون هذا الفن، ويحاولن توظيفه فى التجارب الخاصة، ولهذا نجد هناك روايات حديثة، وتجريبية، ما بعد حداثية، أو هكذا توصف، وكلها تمضى إلى جانب الرواية التقليدية المكرسة، وهناك ما يمكننا القول بأنها رواية دون التقليدية، أى أنها دون تجربة بلزاك وجيب محفوظ، وهذه الرواية التى لم تصل إلى محاكاة التجارب الأولية لفن الرواية، هى الأكثر انتشارا فى العالم العربى، وذلك لأسباب تبدو لى لغياب التقاليد الفنية الراسخة فى مؤسسات ودور النشر العربية، والتى من خلالها تستطيع أن تعرف إذا ما كان الكتاب له علاقة بفن الرواية أم لا؟.
الروائى إبراهيم عبد المجيد
الروائى إبراهيم عبد المجيد
 
وأوضح على المقرى، أن ما ذكره يشير إلى الارتباكات الأولى للكتابة، والتى تبقى فى المستوى الأدنى من الخبرة فى الاطلاع على ما تم إنجازه، مضيفًا: لهذا لا يبدو لى أن هناك منحة تواجه هذا الفن خارج محنة الكتابة الخاصة، فمازالت هناك رواية عربية لم تكتب بعد، عربية لما تحمله كلمة عربية من دلالات لغوية وثقافية، قد تستفيد من خيرة السرد العربى سواءً فى تجلياته التخيلية أو فى أساليب سردياته التاريخية، مع عدم إغفال تحولات فن الرواية وما وصل إليه فى تجاربه الحديثة.
 
ورأى على المقرى أن هناك رواية عربية تكتب فى زمن ما بعد الربيع العربى، أو بالأصح بعد الربيع التونسى، رواية الديكتاتور التى ظلت غير ممكنة التحقيق لأزمنة طويلة فى العالم العربى، وهى الآن تواجه أسئلتها الخاصة: كيف تكتب؟.
جانب من اللقاء (6)
جانب من اللقاء
 
وأوضح على المقرى أن السياسية قد تكون إحدى المواضيع التى يختبرها الكاتب فى عمله الروائى حين يكتب، وهنا يبدو لى أن أكثر الروايات فى العالم العربى التى أنجزت ما بعد الربيع التونسى تتخذ من إشكالية الصراع مع السلطة السياسية كمنطلق لها، ولا تختبرها كحالة بذاتها، لها محنتها الخاصة، حتى مع إشكالية هذا الصراع، فالمشكلة فى الكتابة هى أن يصبح الكاتب معبرا عن خطاب سياسى أو أيديولوجية ما، فيما هناك وسائل اتصال يمكن أن تقوم بهذا الدور، أما كتابة الرواية فأظن أنها يمكن أن تتناول جوانب السياسة وسلطتها، لا لتتبناها أو تعبر عنها وإنما لتخبرها كمحن إنسانية.
 
وأوضح على المقرى، أن هذا لا يعنى أن الرقابة السياسية قد انتهت والتى تعتمد على المصادرة والمنع، فما زالت هناك رقابات تتخلق بأشكال أخرى، ومنها الرقابة الدينية التى تدعمها معظم السلطات العربية، بما فيها السلطات التى تظهر فى كل نشرات الأخبار منددة بأعمال داعش والقاعدة، وغالبا ما يكون ذلك بحجة الإساءة للمقدسات الدينية أو تجاوز القيم والعادات الاجتماعية، إذ تقف هذه المحددات القائمة ضد مساءلة الكاتب لواقعه، وكشف محنه، أو لنقل انحطاطه، فالكتاب قد يقرأون، في أعمالهم الأدبية، انحطاط الواقع كمحنة إنسانية، يختبرونها ويشخصونها، ضمن حال الانحطاط العام.
 
وتابع "المقرى": فنجد من يأتى ليقرأ العمل الأدبى فى ضوء انحطاطه هو، فلا يرى فى النص سوى الانحطاط الذى يعيشه، الانحطاط الثقافى والاجتماعى، ولهذا تكون القراءة مشوهة ومرتبكة وغير متفحصة، أى ناتجة عن انحطاط القارئ فى هذا الواقع المنحط.
جانب من اللقاء (7)
جانب من اللقاء
 
وأضاف صاحب رواية "اليهودى الحالى": فهو مثلا لا يقرأ فى عمل يتناول الجنس سوى الصورة الظاهرة منه، لا يرى فى الكبت الجنسى وعلاقته الاجتماعية المقموعة أى انحطاط، وإنما يرى الانحطاط فى الجنس بذاته، وهكذا تتحالف هذه السلطات ومؤسساتها الدينية مع القارئ ضد الكاتب، ولا تترك هذه السلطات بابا تستطيع بواسطته التحكم بمسار حرية الكاتب واستقطابه إلى إطار محدد لحركة الكتابة ووجهتها، وهو ما يمكن تسميته بالرقابة غير المباشرة.
 
وأشار صاحب رواية "حرمة" إلى أن المؤسسات الثقافية الرسمية وشبه الرسمية قد تطلب من الكاتب بطرق غير مباشرة أن يكتب فى مواضيع محددة وبطرق محددة من خلال مكافآتها لهذا النوع من الكتابة أو منح جوائز للمنتوج الحاصل منها.
 
ورأى على المقرى أنه لهذا لا يمكن أن يقاس تطور الرواية العربية بما يمنح من هذه الجوائز التى لديها خطوط حمراء وإن قالت غير ذلك، ولهذا فإن عدنا إلى سؤال هل هى الرقابة أم انحسار النقد أم الرواية نفسها، فإننى أجيب أنه بإمكان الكاتب أن يعمل دون الرقابة ودون النقد، ولهذا لا توجد أزمة معهما وإن بدت العلاقة حادة أحيانا كحال الرواية مع الرقابة، فلا أحد يستطيع أن يهدد مستقبل الرواية إلا إذا تواطأ كاتبها مع هذا التهديد وخان حريته.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد قطارات «القاهرة – الإسكندرية» اليوم الأربعاء 17-12-2025

هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية

تفاصيل رقم قياسى للأهلى فى مونديال الأندية أبهر رئيس فيفا

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة


نتيجة مباراة جوادالاخار ضد برشلونة فى كأس ملك إسبانيا

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

عمر كمال وأحمد رمضان بيكهام يشاركان أحمد عبد القادر حفل زفافه بالدقهلية.. صور

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025


عبد الظاهر السقا: فوز معنوى للمنتخب قبل أمم أفريقيا وكلنا ندعم حسام حسن

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى