مروان بن الحكم.. خليفة مغامر قتلته زوجته بعدما أهان ابنها

مروان بن الحكم
مروان بن الحكم
كتب محمد عبد الرحمن

قامت الدولة الأموية على فكرة الخلاف على السلطة، بداية من مؤسسها معاوية بن أبى سفيان،  منذ الصراع بينه وبين الإمام على بن أبى طالب. لكن الدماء فى مسلسل الصراع على السلطة استمرت فى ولاية الأمويين، ونتناول فى هذا الموضوع الخليفة مروان بن الحكم، رابع خلفاء الدولة الأموية، والذى يعد مؤسس الدولة الأموية الثانية، مؤسس السلالة التى حكمت العالم الإسلامى بين عام 685 و750م، ومن ثم حكمت الأندلس بين عامى 756 و1031م.

وتحل اليوم الذكرى الـ1333 على وفاته إذ تحل فى مايو عام 685، عن عمر ناهز 63 عاما، لكن كيف كانت نهاية الرجل الذى وصف تاريخيا بالدهاية؟

وفقا لما ذكره كتاب "دم الخلفاء: النهايات الدامية لخلفاء المسلمين" للباحث الدكتور وليد فكرى، فى فصل "مروان بن الحكم: نهاية عبثية لرجل مغامر"، إنه بوفاة ثالث الخلفاء الأمويين معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبى سفيان، ظهرت خلفات وعدائيات بين القبائل القيسية وعرب اليمن، حاول خلالها الضحاك بن قيس الانحراف عن مساندة بنى أمية لصالح عبد الله بن الزبير الخليفة الموازى، فى المدينة.

وأبدى مروان بن الحكم كبير بنى أمية حينها، رغبة صريحة فى مبايعة عبد الله بن الزبير هو الآخر بعد أن رأى البيت الأموى يتمزق بين منادين بمبايعة خالد بن يزيد بن معاوية، وآخرين، يهتفون بمبايعة عمرو بن سعيد بن العاص، لكن هذا القرار لم يكن سوى مناورة من الرجل الذى أثبتت مواقفه فى الأزمات والأحداث الجليلة أنه وصولى انتهازى مغامر يتشبث بكل فرصة للاقتراب من الصدارة بحسب وصف "فكرى".

وهنا التقى به عبيد الله بن زياد الوالى السابق ليزيد بن معاوية على العراق، والموجه للحملة العسكرية التى أوقعت مذبحة كربلاء بالحسين وآل بيته، ولامه عبيد الله على ما بلغه من رغبته فى مبايعة بن الزبير ففورا أعلن مروان رجوعه عن ذلك قائلا: "ما فات شىء بعد"، وبعدها اجتمع الأمويون فى مؤتمر بتل الجابية فى الشام وتناقشوا حول أمر الخليفة الجديد وخرجوا بقرار يرضى جميع الأطراف أن يكون الخليفة مروان ومن بعده خالد بن يزيد ومن بعده عمرو بن سعيد بن العاص.

وهنا نال مروان بن الحكم ثمرة كفاحه بداية من طلبه دم عثمان من أصحاب الجبل وعمله مع معاوية وتحركه ضد الحسين، ليصبح أميرا للمؤمنين، وظل ينظم أمور الدولة ويرسل الجيوش للسيطرة على الحجاز والعراق ومطاردة ذيول الحزب القيسى، إضافة إلى ذلك فقد كانت هناك ثمة مسألة تؤرقه فى نقض ما عاهد عليه فى مؤتمر الجابية من استخلاف خالد بن يزيد ثم عمرو بن سعيد طمعها فى تعيين ابنيه عبد الملك وعبد العزيز لولاية عهده.

واستحكم الرجل إلى دهائه الشهير، فاستغل ترديد عمرو بن سعيد "أنا أصير يوما خليفة" أمام الناس، فصادف حضور عمرو مجالس الخلافة، فأشار مروان لأحد رجاله فقام يقول للناس "إن الناس يتمنون أمانى" ونطر لابن سعيد معرضا به نظرة المشكك فى ولائه، فاضطرب الأخير، فصاح الرجل بالحضور بايعوا عبد الملك وعبد العزيز بولاية العهد، فقاموا جميعا وبايعوا ولم يستطع عمرو أن ينطق باعتراض.

أما خالد فقد قيل لمروان "تزوج أمه فيصغر عند الناس ويهون أمره"، فتزوج مروان من أم خالد وكانت أرملة ليزيد بن معاوية، وبقى يتحين فرصة لإهانته أمام الناس ليسقطه من أنظارهم، وكانت هذه الزلة التى أهلكت مروان، كما يقول المؤلف وليد فكرى.

فبينما كان الخليفة فى مجلسه دخل خالد بن يزيد وهو يمشى بين صفين من الحضور، فألقى السلام على خليفته وزوج أمه فالتفت إليه وبقى يتفحصه صامتا وقد ظهرت على شفتيه ابتسامه متهكمة، أطلق ضحكة وقال "والله إنك لأحمق" واحتاج خالد لحظات ليدرك أنه أهين أمام من يفترض يوما أن يكونوا رجال دولته وأحس بالضحكات الساخرة من حوله، فانسحب إلى أمه يخبرها أمر الإهانة، استمعت إليه صامتة وقد قرأ فى عينيها إدراكها أن المسألة تتجاوز مجرد قول عابر فى لحظة سخافة، وقالت أخيرا "لا بأس عليك.. أنا أكفيك" وأردفت "ولا تخبر أحدا أنك قد حدثتنى بما جرى".

وفى الليل وعندما عاد الخليفة إلى فراشه، قال لزوجته "أحدثك خالد بأمر اليوم؟" ابتسمت مفتلعة لامبالاة كاذبة وقالت "أنت عند خالد أكبر من يبلغنى أمرا عنك"، فعاد الرجل إلى استرخائه مغمضا عينه، بينما جلست هى إلى جواره تترقب وجه وأنفاسه، فسارت على أطراف أصابعها تستوثق أن لا أحد إلى جوار باب المخدع، وعادت إلى جوار زوجها وتناولت وسادة كبيرة وبلا أدنى قدر من التردد وضعتها على وجهه، وألقت بثقل جسدها عليه.

وهكذا كانت نهاية مغامرة الرجل، لكنه نحج فى مراده، فبعدما هاج القصر بالخبر، اندفع عبد الملك نحو زوجه أبيه، لولا أن قال له البعض "لو قتلتها لعرف الناس أن أباك قد قتلته امرأة" فكف يده عنها وهو يكاد يحترق غيظا، وبايع الناس عبد الملك، بعدما اعتزل خالد السياسة الذى لم يكن يميل لها من الأصل واتجه للاشتغال بالعلم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

جدول مواعيد مباريات الأهلي فى بطولة كأس عاصمة مصر

برودة شديدة ليلًا وشبورة صباحًا.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس السبت 20 ديسمبر 2025

المتسابق محمد القلاجى يحصل على أعلى الدرجات ببرنامج دولة التلاوة

بولونيا ضد الإنتر.. ركلات الترجيح تحسم المباراة بعد التعادل 1-1 في الوقت الأصلى

نادى عدى الدباغ السابق سبب إيقاف قيد الزمالك فى القضية الثامنة


القصة الكاملة للتحقيق مع والدة الإعلامية شيماء جمال وقرار النيابة

دولة التلاوة.. المتسابق محمد القلاجي: هذه السورة أجد نفسى فيها

الأهلي يهزم سيراميكا برأسية طاهر ويحقق أول فوز ببطولة كأس عاصمة مصر

ملوك الاستثمار يبنون إمبراطوريات مصرية عابرة للحدود.. هشام طلعت يغزو الخليج بنموذج المدن المتكاملة.. والسويدى يبنى قلاع صناعية بـ15 دولة ويضئ أفريقيا.. ياسين منصور يصدر نمط الحياة الفاخرة للخارج ويتوسع بالتعليم

جونز: محمد صلاح اعتذر للاعبي ليفربول والجهاز الفنى عن تصريحاته.. اعرف القصة


الأرصاد تحذر من انخفاضات فى درجات الحرارة غدا.. الصغرى بالمدن الجديدة 8

الأرصاد تحذر من طقس شديد البرودة وشبورة كثيفة وانخفاض فى درجات الحرارة

دفاع والدة الإعلامية شيماء جمال يكشف موعد خروجها بعد إخلاء سبيلها بكفالة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى كأس الأمم الأفريقية نسخة المغرب 2025

الإمارات تغلق المطارات والطرق وتعلق خدمات «فيرى دبى» بسبب الأمطار

إخلاء سبيل والدة الإعلامية شيماء جمال بكفالة 5 آلاف جنيه

الطقس غدا.. انخفاض فى حرارة الجو والصغرى فى القاهرة 10 درجات

عاجل: الأرصاد تكشف مناخ فصل الشتاء 2025 وتؤكد: معدلات الأمطار مفاجأة

أمن الجيزة يضبط والدة الإعلامية الراحلة شيماء جمال فى الطالبية

العوضى فى برومو حلقة صاحبة السعادة: ما بحترمش اللى بيتكلم عن علاقة خلصت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى