على النعيمى: وضع المجتمعات المسلمة فى الغرب بلغ درجة مقلقة تستدعى وقفة تأمل

الدكتور على النعيمى
الدكتور على النعيمى
رسالة أبو ظبى: لؤى على - إسماعيل رفعت
تنطلق اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإماراتية ابوظبى، فعاليات "المؤتمر العالمى للمجتمعات المسلمة: الفرص والتحديات"، تحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح بدولة الإمارات العربية المتحدة، وتستضيف أبوظبى المؤتمرعلى مدار يومين، وذلك بمشاركة دولية وإسلامية واسعة.
 
الدكتور على النعيمى، رئيس المؤتمر، أوضح ان هناك تقارير صادرة من هيئة الأمم المتحدة إلى أن هناك أكثر من ( 550) مليون مسلم، يعيشون مواطنين فى مجتمعاتهم فى دول ليست أعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي، وهم يشكلون ثلث عدد المسلمين فى العالم، ويعيشون فى القارات الست لذلك، فهم يمثلون أقلية عددية بالنسبة لمجتمعاتهم .
 
وتابع بأن: المسلمون فى مجتمعاتهم وإن كانوا أقلية عددية فلاشك أن لهم خصائصهم الدينية والثقافية وحقوقهم المشروعة حتى مع وجود اختلاف نوعى بينهم وبين باقى المجتمع؛ وللأسف قد أدى هذا الاختلاف إلى تعرضها أحيانًا لتمييز يدفع أفرادها للتضامن فيما بينهم لمواجهة هذه الممارسـات غير الطبيعية، وهو ما يؤدى إلى توتر فى العلاقة بين الأقلية والأغلبية فى المجتمعات التى يعيشون فيها.
 
وأوضح فى تصريحات له، أن أرضية المؤتمر تنطلق أنه من خلال العقدين السابقين، استشعرت البشرية نُذر أزمات حضارية انبنت على مؤشرات رصد لم تستثن أى مجتمع من المجتمعات، على اختلاف الأديان والمعتقدات والإثنيات والعرقيات، وهى نذر توحى بصراعات مدمرة لن يكون أى دين وأى مجتمع بمعزل عن تداعياتها السياسية والاقتصادية، لكن الأخطر من ذلك كله الصراعات التى منشأها الخصومات الموهومة بين الأديان خاصة فى أماكن التعايش الإنسانى داخل الدولة الواحدة التى تحتض تعددا عرقياً وثقافياً. لكن مع ذلك كان يحذوها أمل الانخراط فى عولمة جامعة تقوم على أساس التعدد والتنوع الثقافيين، عولمة تنصهر فى بوتقتها الأعراق والديانات والمواريث الإنسانية انصهارا تتعزز معه فرص التعايش والتعارف والتعاون، وتحفظ حق الاختلاف والحوار بعيدا عن منطق صراع الحضارات الذى يستحث الهويات على الانكماش والنكوص نحو مواقع الدفاع عن الذات لمواجهة غزو الآخرين.
 
وأضاف أنه مع هذا التوجه الجديد فى مظاهره وتمظهراته طفت على السطح قضية المجتمعات ذات الأقلية العددية فى دولها والهوية الدينية الواحدة وعلاقتها مع المجتمعات الأخرى الأكثر عددا والتى يعتبرها البعض أنها المكون الأصيل لهوية لهذه المجتمعات، مما أرغمها على أن تجد نفسها وبنسب متفاوتة تحت تأثير ضغط هذه الظاهرة، لكن الذى يتحمل العبء فى الوقت الراهن الناتج عن التراجع عن اختيار التعدد الثقافى والعيش فى كنفه هى المجتمعات المسلمة ذات الأقلية العددية والتى تحتضنها المجتمعات العالمية عامة والغربية على وجه الخصوص حيث تشكل هذه المجتمعات تكتلات مجتمعية ودينية وثقافية وعرقية أحيانا باتت محل إستهداف للآخرين.
 
وتابع: لا يمكن إنكار أن المجتمعات المسلمة فى السياق العالمى عموما، مثلها مثل المجتمعات الأخرى، تتمتع بحقوق لا حصر لها، وتستظل بظل منظومة قانونية تكفل لها العيش فى أمن وكرامة. لكن توتر الأوضاع فى العالم، جراء موجات الهجرة المتدفقة والأحداث الإرهابية الأليمة وصعود الأحزاب الشعبوية المتمثلة فى اليمين المتطرف على وجه الخصوص، أصبح ينذر بمستقبل قاتم، وهو وضع استغلت فيه هذه التيارات مجموعة من الأسباب التى أصبحت تغذى الخطاب المعادى للحضور الإسلامى فى الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى بمسوغات ومبررات للتهجم على المجتمعات المسلمة والمطالبة باندماجها اندماجا تضيع معه خصوصياتها الدينية والثقافية، مما خلق تحديات أمام هذه المجتمعات لابد من العمل على معالجتها ضمن الأصول والمواثيق والعهود والقوانين الدولية. 
 
وفضلا عن تحدى الخطابات المعادية للحضور الإسلامى فى السياق الغربى على الخصوص، هناك تحدِّ مرتبط بالخطاب الدينى الإسلامي، الذى إما أنه مختطف من طرف جماعات الإسلام السياسى التى يعمل خطابهم على التأصيل لمفاهيم (التمكين)، و(الأسلمة ) أو (العزلة الشعورية )، وإما أنه يقدس تفسيرات وتأويلات للنصوص والمفاهيم الدينية التى لم تعد تنسجم فى نظريتها ونظمها مع الزمان والمكان والإنسان، والنتيجة هنا أن هذا الخطاب فشل فى تأطير ومرافقة الوجود الإسلامى فى الغرب تأطيرا ومرافقة تمكنانه من التوفيق بين مقتضيات الانتساب إلى الدين الإسلامى ومقتضيات الانتماء إلى المجتمعات التى تحتضنه فى ظل المواطنة كما تقررت مدلولاتها ومعانيها فى البيئة العلمانية الغربية.
 
واستطرد ؛غير أنه وإن كان وضع المجتمعات المسلمة فى السياق الغربي، وإن بلغ درجة مقلقة تستدعى وقفة تأمل مسؤولة، فهو ليس أسوأ من وضع المجتمعات المسلمة ذات الأقلية العددية أيضا فى سياقات أخرى، مثل السياق الآسيوى أو الإفريقي، حيث يتوارى التعدد الثقافى أمام عقائد شمولية لا تقيم لحقوقهم وزنا.
 
 ولا شك أن ما تشهده أوروبا وأمريكا اليوم من نزوع متزايد من بعض التيارات والأحزاب نحو التضييق على المجتمعات المسلمة سيسهم بشكل أو بآخر فى التأثير على تحديد العلاقة بين المجتمعات المسلمة فى سياقات أخرى وبين الأغلبيات المكونة للمجتمعات التى تحتضنها، فلا أقل من أن تجد القوى المتطرفة المعادية للإسلام والمسلمين، فى إفريقيا وآسيا مثلا، أن تجد فى موقف القوى المتطرفة المعادية للإسلام فى السياق الغربي، ما يجعلها تتمادى فى طلب تخليص المجتمع من المجتمعات المسلمة. 
 
وعليه، فقد أصبح من الضرورى الالتفات إلى قضية المجتمعات متعددة الثقافات عموما والمجتمعات المسلمة خصوصا، ثم العناية بالتفكير فى مستقبلها على ضوء التغيرات المستجدة التى تسهم فى تحديد ملامح النظام العالمى الجديد الذى هو قيد التشكل فى إطار ما بات يعرف بعالم ما بعد العولمة.
 
وأشار إلى أنه وحرصا من رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة الحضارية فى نشر ثقافة السلم والتسامح بين أتباع الأديان و الثقافات فى كل أماكن تواجدهم، وإسهاما منها فى تحصين أبناء المجتمعات المسلمة من تيارات العنف و التطرف، ودفاعا عن حقوق هذه المجتمعات الدينية و الثقافية وفق المواثيق و المعاهدات الدولية، وتحت رعاية الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح يُعقد المؤتمر العالمى للمجتمعات المسلمة تحت عنوان: "مستقبل الوجود الإسلامى فى المجتمعات غير المسلمة: الفرص والتحديات" بأبوظبى يومى 8-9 مايو2018.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

موجات الحر تتحول إلى كابوس اقتصادى جديد فى أوروبا.. زيادة غياب العمال وتراجع الإنتاجية يهددان النمو ويضعان الحكومات أمام تحديات غير مسبوقة.. وتقليص ساعات العمل وتقنين استهلاك الكهرباء والتكييفات أبرز الإجراءات

"دولة التلاوة".. أضخم مسابقة قرآنية فى تاريخ مصر بالتعاون بين الأوقاف والمتحدة

وفد من يويفا يتفقد "كامب نو" اليوم لحسم ملعب برشلونة بدوري أبطال أوروبا

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

أستراليا تصعد من هجماتها ضد مجازر الاحتلال فى غزة.. وزير الداخلية: لا تُقاس القوة بعدد من يُمكن تفجيرهم وعدد الأطفال الجوعى.. جارديان: تصعيد نادر بين البلدين.. ومجلس يهود أستراليا يصف رد فعل نتنياهو بالـ"أخرق"


مواعيد مباريات اليوم الخميس 21 - 8 – 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباريات اليوم الخميس 21 – 8 – 2025 في الدورى المصرى

عمر طارق: دعم الجماهير يحفزنا دائما.. ونعد بالوصول لأبعد نقطة فى الأفروباسكت

للزوجات.. خطوات قانونية للحصول على متجمد نفقات عن فترات تخطت الـ10 سنوات

بحضور 3 سفراء دول أفريقية.. نجاح إنزال فندق سياحى فى مياه بحيرة ناصر بأسوان.. إنهاء صيانة الباخرة العائمة بعد 6 شهور من الجهد.. ومحافظ أسوان: إضافة كبيرة لدعم نشاط السياحة.. فيديو وصور


محمد علي بن رمضان يؤكد جاهزيته للمشاركة مع الأهلي أمام غزل المحلة

اعترافات صادمة.. المتهم بتصوير السيدات بحمام كافية: باستمتع

محمود سعد: وضع أنغام الصحى صعب وفقدت الكثير من وزنها (فيديو)

علماء: أحماض أوميجا الدهنية تحمي النساء من الزهايمر.. اعرفى مصادرها الغذائية

تعنت تل أبيب المفضوح.. أحزاب وخبراء قانون دولى: المقترح المصرى القطرى بشأن غزة طوق النجاة وتعنت إسرائيل يكشف غياب رغبتها في السلام.. ويؤكدون: رفض الاحتلال للمبادرة يفضح نواياه وجرائمه وعدوانيته أمام العالم

سيدة تفقد حياتها بعد احتجازها من قبل زوجها فى شقة بأوسيم

الجيزة: كسر مفاجئ بخط طرد محطة الطالبية يتسبب فى انقطاع المياه عن كفر طهرمس

تفاصيل سرقة شقة أحمد شيبة بالإسكندرية.. أحد المتهمين ارتدى نقابا وعدسات لاصقة للهروب من كاميرات المراقبة واستعان بأخته وصديقته.. صعد إلى الشقة بعد علمه بوجود المطرب فى الساحل الشمالى.. واستغرق فى السرقة 4 ساعات

جامكو راسبادوري: الانتقال إلى أتلتيكو مدريد حلم

السكة الحديد تشغل القطار السادس لتسهيل العودة الطوعية للأشقاء السودانيين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى