بعد أسبوع.. أمريكا تفتح باب الحرب التجارية مع الصين.. إدارة أمريكا تفاجئ بكين بفرض ضرائب جديدة بـ50 مليارًا.. نيويورك تايمز: ترامب يسعى لفرض إجراءات تجارية صارمة.. ومنظمة دولية: الحرب تهدد نمو الاقتصاد العالمى

بعد إعلان توقف الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، من قبل ستيفن منوشين وزير الخزانة الأمريكى، الذى أكد إيقاف الحرب التجارية بين البدين، وذلك بعد يومين من المحادثات التى أحرزت تقدمًا فى الفترة الأخيرة، فاجأت الإدارة الأمريكية الصين بنيتها فرض ضرائب جديدة على 50 مليارًا من الواردات الصينية، ليعود التوتر التجارى مرة أخرى بين البلدين.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن تراجع ترامب كان تحولاً آخر فى المعركة الإيديولوجية الطويلة داخل الجناح الغربى بين القوميين اقتصاديا الذين يوجهون رغبات ترامب فى الحمائية، والمستشارين الأساسيين مثل منوتشين الذين يشعرون بالقلق من أن التعريفة والقيود على الاستثمار ستضر سوق الأسهم وتعوق النمو على المدى الطويل.

ويبدو أن القوميين قد فازوا فى هذه الجولة، على حد قول الصحيفة، ففى حين أن ترامب سيرسل وزير التجارة ويلبور روس إلى بكين الأسبوع المقبل فى محاولة لحل النزاع، إلا أن المصادر المطلعة على الأمر قالت إن ترامب أصيب بالإحباط من الجولة الأولى لمفاوضات التجارة ويشعر بالقلق من منح الديمقراطيين مفتاحًا لواحدة من قضاياه الرئيسية.

ويأتى هذا الإجراء فى لحظة حاسمة، بعد أيام من إلغاء ترامب القمة مع رئيس كوريا الشمالية عقب إشارة إلى أن الصين لعبت دورا فى عرقلة اللقاء، إلا أن ترامب عاد وأعرب عن مزيد من التفاؤل بشأن الاجتماع. ويسارع المسئولون من واشنطن وبيونج يانج لإعادة الأمور إلى مجراها، مما يمنح ترامب حرية أكبر لمواصلة نهجه الصارم إزاء أكبر خصوم أمريكا اقتصاديًا.

وفى السياق نفسه، قالت منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، إن احتمالات نشوب حرب تجارية بين البلدين تهدد توقعات النمو العالمى الذى يتجه إذا استبعدنا هذه الاحتمالات صوب تسجيل أدنى مستوى بطالة فى أربعين عامًا.

وتوقعت المنظمة فى تقرير التوقعات الاقتصادية نصف السنوى، أن يرتفع معدل النمو العالمى من 3.8% فى العام الحالى إلى 3.9% فى 2019.

وكانت المنظمة، التى تتخذ من باريس مقرًا وتضم فى عضويتها دولا متقدمة بشكل أساسى، توقعت فى مارس أن يسجل النمو فى كلا العامين 3.9% لكنها عدلت توقعاتها للعام الحالى بسبب بداية ضعيفة للسنة نتيجة عوامل مؤقتة مثل الطقس السيئ.

ومن ناحية أخرى، بدأت تلوح فى الأفق حرب تجارية عبر الأطلسى من شأنها تهديد العلاقات الأمريكية الأوروبية مع دخول الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ على الصلب والألمونيوم القادمين من أوروبا والمكسيك وكندا إلى الولايات المتحدة، اليوم الجمعة.

وقال ترامب، فى مارس الماضى، إنه سيطرح رسومًا جمركية بنسبة 25%على الصلب و10%على الألمونيوم المستورد من أوروبا، قائلاً إن هذه الخطوة من "مصالح الأمن القومى"، لكن دولاً أوروبية اعتبرتها بداية حرب تجارية ستكون نتائجها سيئة على الجانبين.

ووصفت وزيرة التجارة الدولية البريطانى، ليام فوكس، قرار البيت الأبيض، بأنه "سخيف للغاية"، وألمح إلى أن المملكة المتحدة للقيام بخطوات ثأرية"، قائلاً: "لا نستبعد على الإطلاق اتخاذ إجراءات مضادة".

وردت كندا على فرض الرسوم الجمركية الأمريكية بخطوة انتقامية سريعة، إذ فرضت رسومًا على سلع أمريكية تصل قيمتها إلى 16.6 مليار دولار كندى (12.8 مليار دولار أمريكى).