د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب : زمن الحب

د. داليا مجدى
د. داليا مجدى

كثيرًا ما نسمع جملة " لقد ذهب زمن الحب " ، وأننا فى زمن لا يعترف بلغة المشاعر ، وإنما يعترف فقط بالماديات والحسابات والمصالح ، ولكن هؤلاء مخدوعون ويعيشون فى وهم كبير ، فالحب ليس له زمان معين وينقضى وقته بمرور الزمن، فالحب والزمن متلازمان، والدليل على ذلك، أن من يبحث عن الثروة والنفوذ بمجرد أن يصل إليهما ، يجد نفسه يلهث وراء الحب ، ومن يجور عليه زمانه ، يبحث عن من يربت على كتفيه ، ويواسيه باسم الحب ، ومن يتوجع من آلام الجسد يبحث عن طبيب الروح ، فهو لا يجد شفاءه فى الدواء ، بقدر ما يجده فى اليد التى تُعطى الدواء ، واللسان الذى يقول : "بالشفاء إن شاء الله" ، فهذا هو الحب ، فلا تُصدق من يقول لك أن زمن الحب قد وَلَّى ، بل قل إن الناس هى التى باتت لا تعرف قيمة الحب ، إلا فى الزمن الذى يتماشى مع احتياجاتهم .

فيحُكى أنه فى وقت من الزمان ، كانت هناك جزيرة تقطنها جميع العواطف والأمور المعنوية، وهى السعادة، الحزن، المعرفة ، وكل باقى العواطف بما فيها الحب ، وفى أحد الأيام علمت العواطف أن الجزيرة ستغرق ، وهكذا جهزت جميع العواطف قواربها ، وراحت تُغادر الجزيرة ، لكن الحب هو الذى بقى وحده ، أراد أن يبقى حتى آخر لحظة ممكنة ، وحينما راحت الجزيرة تغرق فعليًا ، قرر أن يطلب المساعدة، فكانت الثروة تمر بالقرب منه فى قارب فخم ، فقال لها الحب : "أيتها الثروة ، هل تستطيعين أن تأخذينى معكِ ؟"، فأجابته الثروة وقالت : "لا، أنا لا أستطيع ، فهناك الكثير من الذهب والفضة معى فى القارب ، وليس هناك مكان لك"، فقرر الحب أن يسأل الأناقة والخُيلاء ، التى كانت تمر بالقرب منه فى قاربها البديع ، فقال : "أيتها الأناقة، من فضلك أعينيني"، فأجابته الأناقة: "إننى لا أقدر أن أساعدك، فأنت كُلك مُبتل، وقد تُفسد أناقة قاربي"، وكان الحزن قد اقترب لحظتها من الحب، فقرر الحب أن يسأله المعونة، فقال: "أيها الحزن، دعنى أذهب معك"، فرد عليه الحزن قائلاً: "أيها الحب، إننى حزين جدًا، حتى إننى أريد أن أبقى بمفردى مع نفسي"، ومرت السعادة أيضًا لحظتها بالحب، ولكنها كانت فرحة جدًا، حتى أنها لم تسمع أصلاً الحب وهو يناديها .

وفجأة ، سمع الحب صوتًا يقول : "تعال أيها الحب ، سآخذك أنا معي" ، وكان شيخًا متقدمًا فى الأيام، أحس الحب بالفرح والنشوة، حتى أنه نسى أن يسأل هذا الشيخ عن اسمه، وعندما وصلوا لليابسة، مضى الشيخ فى طريقه، فشعُر الحب كم هو مَدين لهذا الشيخ، فسأل المعرفة، وهى الأخرى كانت شيخة متقدمة فى الأيام: "تُرى من الذى ساعدني؟"، فأجابته قائلة: "إنه الزمن"، فقال الحب مُتسائلاً: "الزمن؟!"، ثم عاد وتساءل قائلاً: "ولكن، لماذا أعاننى الزمن؟"، ابتسمت المعرفة فى وقار حكمة عميقة، وأجابته: "لأن الزمن وحده هو القادر أن يفهم كم هو عظيم الحب !!". فللأسف، الزمن وحده هو الذى يعرف قيمة الحب، ونحن لا نعرف قيمته إلا بعد أن يجور علينا زماننا.

فلا تقولوا : "إن زمن الحب قد فات"، فالزمن والحب بينهما ارتباط لا يحله إلا اندثار الزمن، وفناء الحياة من على الأرض، وتيقنوا أن كل زمن نعيش فيه، هو زمن الحب .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

برشلونة يبدأ حملة الدفاع عن لقب كأس ملك إسبانيا أمام جوادالاخارا

الطقس اليوم.. أجواء شتوية أمطار واضطراب بالملاحة والصغري بالقاهرة 13 درجة

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان


5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

فتح الحركة على السكة الحديد بموقع سقوط حاويات من قطار بضائع بطوخ

كواليس مفاجأة مونتيري المكسيكى لـ"أهلى البدري" لحرمانه من تكرار إنجاز المونديال

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات


غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

سيف زاهر: توروب رفض رحيل عابدين وعبد الله.. وهيثم تلقى عرضا من الدورى البرتغالى

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

هل يخطف بيراميدز حامد حمدان من الأهلى؟

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

لا يفوتك


العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة

العالم يترقب حفل 2025 THE BEST فى قطر الليلة الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 09:00 ص

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى