حكايات الأمن والقضاء.. "عدالة الحكيم 2" قصة حاوى أخرج كتكوت من ذقن قاض فحصل على البراءة

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم
كتب أحمد الجعفرى

روى توفيق الحكيم فى كتابه "عدالة وفن" قصصا قضائية عاشها حينما كان فى مقعد النيابة العامة، بإحدى محاكم الأقاليم فى ثلاثينيات القرن الماضى، وكانت من ضمن القصص القضائية التى رواها جنحة "تشرد"، كانت تنظرها المحكمة فى ذلك الوقت، وكان لها تأثير طريف عليه.

يقول "الحكيم"، فى سرده للقصة التى جاءت ضمن مجموعته القصصية، أن القاضى وجه للمتهم الماثل أمامه تهمة التشرد، مستنداً إلى عدم وجود وسيلة مشروعة لعيشه، وإنذاره من قبل البوليس عدة مرات، وهو الأمر الذى نفاه الرجل باستنكار واحتجاج قائلا: "أنا متشرد؟، عيب !".

قلب القاضى صفحات الملف الذى أمامه وقال:"وارد فى محضر البوليس أنه ليست لك وسيلة مشروعة للعيش، فقال الرجل باعتزاز:أنا حاوى يا سعادة البك، فباغته القاضى بسؤال، وهو الحاوى يعتبر صاحب صنعة مشروعة؟، فأجاب:"طبعاً يا سعادة البك، وكل واحد يقدر يكون حاوى؟!، أنا ضيعت عمرى كله فيها، وتعلمتها وأنا صغير ابن عشر سنين، تحب أفرج سعادتك؟؟.

تعجب القاضى من المتهم الماثل أمامه قائلاً:"تفرجنى"، فباغته المتهم بقوله:"لما تشوف الشغل يا بك تحكم إنها صنعة ولا كل صنعة، صنعة شطارة وحداقة!، وقبل أن ينتظر رأى القاضى شمر الحاوى عن كم ساعده الأيمن واقترب من المنصة قائلاً:"بسم الله الرحمن الرحيم ثم مد أصابعه إلى ذقن القاضى فأخرج منها كتكوتاً أصفر، وإذا به يقفز فوق المنصة.

ضج جمهور الحاضرين بأصوات يختلط فيها الإعجاب بالضحك، وعلا التهليل والتكبير، فدق القاضى بقلمه دقاً شديداً لى المنصة، أمراً بالسكون التام، فخيم الصمت فى الحال على القاعة، وصوب نظرة نارية إلى الـ"كتكوت" وعندئذ فطن الحاوى إلى الموقف فمد يده، وسرعان ما اختفى "كتكوته" واستأنفت الجلسة سيرها الجاد الوقور كأن شيئاً من هذا لم يحدث.

التفت القاضى إلى الحاوى قائلاً:"اقتنعنا أنك بارع وأن براعتك فى خفة اليد، ولكن هل كل خفة يد تعتبر صنعة شريفة؟، النشال أيضاً بارع فى خفة اليد، فقال الحاوى محتجاً بقوة:وأنا نشال لا سمح الله؟!، النشال خفة يده فى جيوب الناس!، لكن أنا يا سعادة البك بخفة يدى عمرى ما سرقت، خفة يدى تدهش الناس وتسرهم، وكل واحد يدفع لى ما فيه القسمة عن طيب خاطر، أنا فنان يا بك، أنا فنان.

بعد مدوالة بين القاضى وممثل النيابة العامة، رفع القاضى رأسه بقوة وصاح فى المتهم:رح يا رجل، براءة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تليفزيون اليوم السابع يوثق اللحظات الأولى من حريق سنترال رمسيس.. إخماد النيران وتجددها مرة أخرى والسحاب غطى وسط البلد.. الحماية المدنية سطرت ملحمة بطولية.. ووزراء ومسئولون يتابعون الحادث من موقع الحريق

المصرية للاتصالات: فصل التيار خلال الحريق سبب تأثر الخدمة.. وتعويض المتضررين

تجدد اشتعال النيران في مبنى سنترال رمسيس والإطفاء تحاول السيطرة. صور

المعمل الجنائى ينتقل لمعاينة موقع حريق مبنى سنترال رمسيس

البيت الأبيض يشيد بالجهود المصرية المبذولة لإنهاء الحرب في غزة


الأردن والنمسا يبحثان سبل تعزيز التعاون والتنسيق الأمني المشترك بينهما

"تنظيم الاتصالات": تعويض العملاء المتأثرين بتعطل الخدمة بعد حريق السنترال

المرور تضبط سائق سيارة نقل ثقيل يعرض حياة المواطنين للخطر.. فيديو

وائل كفوري يطرح "تك تك قلبي" ثانى أغنيات ألبوم "WK25"

البيع النهائي يحسم انتقال محمد عاطف من الزمالك للطلائع


إحالة دعوى تطالب بصرف منحة استثنائية لأصحاب المعاشات للدائرة المختصة

هتصيف فى إسكندرية؟.. ضوابط ومحاذير على الشواطئ.. ممنوع نزول البحر بعد الساعه 7 مساء.. حظر الخروج من الشاطئ بملابس البحر.. إلزام المستأجرين بمنظومة الإنقاذ.. وتشديد على عدم دخول الشاطئ بمواقيد الغاز أو الشيشة

الحسينى سمير لـ"اليوم السابع": هدفى تحقيق طفرة فى قطاع السلة بالزمالك

أخبار مصر.. السكة الحديد تعلن عودة حركة القطارات على خط القاهرة الإسكندرية

مايكل دوجلاس يكشف سبب ابتعاده عن التمثيل: لا أريد أن أموت فى موقع التصوير

مش كلها بتزود وزنك.. 7 أنواع من الجبن صحية وتساعد على فقدان دهون البطن

الحوثيون vs تل أبيب.. الجيش الإسرائيلى يطلق عملية الراية السوداء.. غارات على محطة كهرباء الحديدة وموانئ يمنية تحت سيطرة الحوثي.. الجماعة ترد بصورايخ تجاه الأراضي المحتلة..وتتوعد: من يعتدي على غزة وعلينا لن ينام

وفاة اثنين من المصابين فى حادث الطريق الصحراوى الشرقى بأطفيح

انتشال سيارة ربع نقل سقطت من معدية فى النيل بقنا والبحث عن شخصين مفقودين

ريال مدريد يطلب تأجيل مباراته الأولى بالليجا بسبب مونديال الأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى