الأفاضل.. أبى وأمى.. مبتدأ الأمر ومنتهاه

أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم أحمد إبراهيم الشريف
يؤمن «أبى» بأن الخير قادم لا محالة، وأن الفقر فقر الروح، وأن الغنى غنى النفس، وأن الأطفال فى البيت يعنون «الخلود»، وأن الضحكة هى نعمة الله التى لا ينكرها إلا جاحد، وتؤمن «أمى» بأن الزمن مجرد رقم، وطالما الستر والصحة موجودين، فكل شىء بخير، وطالما أطفالها بخير فالعالم كله كذلك، وأن محبة الناس «ميراث». 
 
عند الحديث عن أبى وأمى، أقول، هما مكمن الفضل كله، مبتدأه ومنتهاه، متنه وهامشه، سبيله وهدفه، غايته التى يرجو الوصول إليها، وسيرته العذبة التى لا يكل عن تكرارها.
 
لا يمكن للكلام أن يختصرهما، فـ«أبى» بروحه التى تملأ الأرض ودا وتسامحا، عرف، ولا يزال يعرف، كيف يقود جيشا من الحالمين، ويقول لكل منا «خسارتك الوحيدة أن تفقد أخاك فلا يكون بجانبك»، فحفظنا الدرس جيدًا وقبضنا بأكفنا الهشة على أكف إخوتنا الأكبر القوية وهم لم يخذلونا.
و«أمى» التى تزرع العالم كله بالأمل، أنشأتنا على عينها، كما يقولون، ولا تزال ترانا مجموعة من الأطفال لم يكبروا بعد، تطلب من طيور البيت كل صباح أن تشاركها الدعاء لنا، وتطلب من الجدران أن تصلى معها وتمنحنا البركة، فنشعر نحن على بعد المسافات بالاستجابة الربانية، فتتفتح الدروب المغلقة وتتسع الشوارع الضيقة، ونسير فى الدنيا وقلوبنا ممتلئة بالثقة.
 
و«أبى» الذى يحب الحكايات والغناء، بصوته الجميل يحكى لنا عن بطله «عامر الخفاجى» أحد أبطال السيرة الهلالية، ونحن بين الابتسام والإنصات والحماسة نطلب منه أن يكمل، فنخوض معه فى الشعر الشعبى والغناء والحروب، ونتحسر ونعجب، فى الوقت نفسه، على مصير الأبطال الذين يخوضون المعارك طالبين الشرف أو الشهادة فى سبيل ما يريدون. 
 
و«أمى» كانت، دائمًا، ما تسحرنى رأفتها بالباعة الجائلين فى شوارع الصعيد الحارة الجافة، هؤلاء الذين يمرون أمام البيت تطعمهم وتعاملهم برفق الدنيا كله، تقول بأن ذلك، حتما سيرد إلى أبنائها فى غربتهم، وكان يرد.
 
ولا يزال أبى، إلى الآن، يتوحد مع «أرضه» فهو طيب وبصحة جيدة لأن «القمح» لم يصبه سوء، فلو سألته «كيف حالك فى هذا الحر القاسى؟ سيرد عليك «والله الحر دا هيخلى القمح يفرط «أى تسقط حباته فى الأرض»، ولا يزال ينسى نفسه مع الأطفال فيناغيهم طوال الوقت وينادونه ويبتسمون كلما رأوه وتعود له روحه كلما مدوا أيديهم الصغيرة إليه.
 
ولا تزال أمى، رغم الكثيرات اللواتى دخلن البيت من زوجاتنا، هى قلب كل شىء، رحمته وعزمه، صاحبة المشورة، ومانحة أيامنا «المعنى» وواهبة قلوبنا «المحبة».
 
ولا أزال أنا الطفل الذى يحب كل شىء يفعلانه ويدين لهما بعمره.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بطل من الحماية المدنية.. يصر على عدم النزول من السلم حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

قياسات طبية لنجوم الأهلي بالقاهرة قبل معسكر تونس

خزينة الأهلى تنتعش بـ9 ملايين جنيه.. اعرف السبب

ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا


سيلفا قبل مباراة تشيلسى وفلومينينسي: احترم البلوز ولكن هدفنا النهائى

سجل بياناتك لتصلك نتيجة الثانوية العامة 2025

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

طارق مصطفى يعطل صفقة أحمد ربيع بسبب الزناري.. اعرف التفاصيل

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو


فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز يتخطى الـ131 مليون جنيه فى السينمات

مجلس النواب يوافق نهائيا على تعديل قانون التعليم

5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

صحف أمريكية: ترامب يحيى الحرب التجارية ويعيدها إلى صدارة أجندته

وزارة التموين: تشغيل المخابز لإنتاج الخبز المدعم منذ الساعة الخامسة صباحا

النيابة العامة تباشر التحقيق فى أسباب حريق سنترال رمسيس.. صور

اليونان.. إغلاق العمل حتى الخامسة مساء لتجاوز درجات الحرارة 40 درجة

هنا الزاهد نجمة موسم صيف 2025 السينمائى بـ3 أفلام فى يوليو

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 8 يوليو 1972.. إسرائيل ترتكب جريمة اغتيال المناضل والكاتب الفلسطينى غسان كنفانى الذى أخلص لمقولته: «كن رجلا تصل إلى عكا فى غمضة عين»

البنك المركزى الأسترالى يثبت سعر الفائدة عند 3.85% رغم توقعات الخفض

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى