د. داليا مجدي عبد الغني تكتب: الفَـخُّ

د. داليا مجدي عبد الغني
د. داليا مجدي عبد الغني

هل تعرف ما هو الفَخُّ ؟ هو الشَّرْك أو الطُّعْم، الذي ينصبه لك عدوك ليُوقعك فيه، ولكن هل دائمًا ما يكون هذا العدو هو المُخطئ ؟! لو منحنا أنفسنا فُرصة للتفكير، سنُدرك أن المرة الأولى لك والثانية عليك ، فللأسف ، نحن نُخطئ عندما نُعطي مفاتيح شفرتنا لهؤلاء الآخرين ، فنحن هنا نعطيهم بأيدينا الطُّعْم الذي يصطادوننا به، فمثلاً الشخص الرومانسي عندما يظهر هذه الرُّومانسية، ويتحدث عن حرمانه منها، فهو يسمح لمن يستهدف اقتناصه بأن يضع لهم طُعم المشاعر الجياشة؛ لكي يستميله إليه، وعندما يتيقن أنه قد تملكه، يبدأ في التلاعب به وافتراس أحاسيسه وأعصابه، فهل هناك خلاف على أن الضحية هي التي سهلت الطريق للصياد في هذه الحالة.

ومن يشتكي من ضيق الحال وقلة المال، لكل من يعرفه، فهو يُعطي الفرصة لضعاف النفوس لكي يضعونه في أصعب اختبار، وهو الاختيار ما بين احتياجه للمال وبين مبادئه وأخلاقه، ومن تشتكي لأحد زملائها، من سوء معاملة زوجها لها، فهي تضع يده على نقطة ضعفها وحرمانها، وتُمهد له الطريق دون أن تدري، لكي يقتحم مشاعرها من خلال ملئ فراغها، فتتحول لخائنة.

فالفخ دائمًا منصوب ، ولكن نحن أحرار ، إما أن نبتعد عنه ، ونتجنبه شَركه ، وإما أن نُغامر ، فندفع الثمن من حياتنا وأعصابنا، والغريب أننا أحيانًا نقع في الفَخِّ، ونُصبح ضحايا، وتأتينا الفرصة لكي نقف مرة أخرى على أقدامنا، فبدلاً من أن نُعطي ظهرنا له، ونبتعد عنه، نجد أنفسنا نقترب ثانية، عندما نرى الطُّعم أمامنا مرة أخرى ، فنلهث نحوه بدون وعي، كالظمآن الذي وجد أمامه نقطة ماء، رغم يقينه من أنها لن ترويه، ولكنه لا يفكر ، يلهث خلفها، مهما كانت النتائج، وللأسف ، نقع في الفخ مرة أخرى، ونتجرع مرارة الغدر والخيانة، فمن يظن أن عدوه قد استيقظ ضميره، فهو مُخطئ ، فمن اعتاد أن يُوقِع الآخرين في الفَخِّ، لن يتغير، فهذه طبائعه .

فحُكِي أن عُصفورًا مر بفَخٍّ، فقال العُصفور له : "مالي أراك مُتباعدًا عن الطريق ؟" فقال الفّخُّ : "أردت عُزلة الناس؛ لآمن منهم ويأمنوا مني"، فقال العُصفور: "فمالي أراك مُقيمًا في التراب"، فقال: "تواضعًا"، فقال العُصفور: "وما هذه القصبة؟"، قال الفَخُّ: "هذه عصاي أتوكأ عليها"، قال العصفور: "فما هذه الحَبَّة؟"، قال الفخ: "أتصدق بها"، قال العُصفور: "أيجوز أن ألتقطها"، قال الفَخُّ: "إن احتجت فافعل"، فدنا العُصفور من الحَبَّة، فانطبق عليه الفَخُّ "، فصاح العُصفور ألمًا"، فقال الفَخُّ: "قل ما شئت، فما لخلاصك من سبيل، فمن لا يعرف عدوه الذي اعتاد قتل إخوانه، لا يستحق المساعدة".

وفعلاً، من لا يتعلم من تجاربه وتجارب الآخرين، يستحق عندما يقع في الفَخِّ ، ألا يساعده أحد، فطالما أن هناك من اعتاد أن ينصب الفَخَّ، فهناك أيضَا من اعتاد أن يقع فيه، وهؤلاء لا يستحقون المساعدة ؛ لأنهم في كل مرة سيقعون في الفَخِّ.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وصول جثمان المخرج سامح عبد العزيز لمسجد الشرطة بالشيخ زايد

الحبس سنة لمتهم فى قضية تزوير عصام صاصا وشقيقه محررا رسميا

الحكومة تنفي صحة ما ذكره خلف الحبتور بشأن تدخل رئيس الوزراء لزيادة سعر الأراضى

لاعبو الأهلي يستمتعون بعطلة الصيف في الساحل ودبي قبل استئناف التدريبات.. صور

إشادة ترامب بلغة رئيس ليبريا الإنجليزية يثير الغضب فى أفريقيا.. تفاصيل


زيزو يوجه رسالة لمنتقديه: "مفيش حاجه علي أرض الواقع بتتغير بعد الشتيمه دي"

سامح عبد العزيز أبو البنات.. تزوج مرتين وأنجب حبيبة ودليلة وجميلة وطيبة

الأهلي يفتح المزاد على بيع أشرف داري في الميركاتو الصيفي

وزارة الصحة تُطلق تطويرًا شاملًا للخط الساخن 105 للتيسير على المواطنين

بعد غسلها.. شاهد ضيوف الرحمن يتسابقون لتقبيل جدران الكعبة


تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل اختبارات القدرات وحالات اعتبار الطالب غير لائق.. فيديو

زوجة خالد الصاوى تروى موقفا إنسانيا يوم زفافها بطله سامح عبد العزيز

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

تنسيق الجامعات 2025.. إتاحة موقع التنسيق للتقدم لاختبارات القدرات السبت

جوارانى يشترط 700 ألف دولار لبيع أوجستين منصور إلى الأهلى

فرص عمل فى تأمين محطات المترو بمرتبات تصل لـ10 آلاف جنيه.. إنفوجراف

رئيس البرازيل يرفض تهديدات ترامب: لن أقبل أن أكون تحت إشراف أحد

فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس المتفوقين وهذه شروط وموعد امتحان القبول

جيوكيريس الخطر الأكبر على محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. الأرقام توضح

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى