"داعمون للإرهاب دون دراية".. الذكاء الاصطناعى حول كبار الشركات المصرية إلى ممولين لقنوات الإرهاب فى قطر وتركيا.. المُعلن يتوجه للإعلان عبر السوشيال ميديا بالدولار دون معرفة من جمهوره أو من يدعم

فيس بوك وجوجل ويوتيوب
فيس بوك وجوجل ويوتيوب
كتبت – منى ضياء

فى فترات زمنية سابقة لم تكن بعيدة، كان المعلنون يتسابقون على نشر أو بث إعلاناتهم فى القنوات الفضائية أو الصحف أو حتى المواقع الإليكترونية للصحف المصرية المعروف عنها أنها الأكثر مشاهدة والأكثر جذبا للمشاهدين والقراء، وكانت الشركة المعلنة تعرف جيدا أين تضع إعلاناتها وهى من تختار ذلك وترتضيه، ولكن الأمر تغير كثيرا الآن.

 

تبدل المعايير

 

لقد بدل الفضاء الإليكترونى الكثير من المعايير التى كنا نراها ثوابت، فلم يعد المعلن مهما كبر حجمه يعرف أين تبث إعلاناته عبر الإنترنت لأنه فضل أن يدفع أكثر ويشاهده جمهور أكبر، حتى لو تحول إلى ممول وداعم لوسائل إعلام الإرهاب دون أن يشعر.

هذا هو الحال الآن، الكثير من المعلنين توجهوا للإعلان عبر السوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعى بمختلف أشكالها، من فيس بوك، وجوجل، ويوتيوب، بمبلغ يدفعه لهذه الشركات الأجنبية بـ"الدولار" يحصل على بث مبرمج لإعلاناته دون أن يدرى أن يشاهدها الجمهور، وليس له الخيار من الأساس، هو فقط يحدد نوع الجمهور المستهدف من الإعلان والذى يرغب فى إيصال منتجه إليهم، سواء فئة عمرية أو نوع، أو منطقة جغرافية، أو  جنسية، والذكاء الاصطناعى يقوم بمهمته على أكمل وجه.

 

ما يحدث هو أن هذا الذكاء الاصطناعى يوجه الإعلانات للبث عبر الفيديوهات التى تجد مشاهدة مرتفعة بين الجمهور المستهدف، من خلال "التحليل السلوكى" للجمهور وهو المنهج الذى تتبعه هذه الشركات عبر تكنولوجيا تحليل الـBig data أو ما يمكن أن نطلق عليه البيانات الضخمة، وهى ببساطة حصيلة المعلومات التى تجمعها شركات السوشيال ميديا والشركات العاملة فى مجال التكنولوجيا عن مستخدميها، ويمكن شرح ذلك بمثال بسيط للغاية.

 

مثال حي لعمل الذكاء الاصطناعى

 

إذا كنت معتادا على الاستيقاظ فى ميعاد محدد وليكن فى السادسة صباحا للحاق بموعد عملك، فمن المعتاد لديه أن تضبط منبه هاتفك الجوال على الموعد يوميا، ولأن الهاتف متصل دائما بالإنترنت، فيعمل الذكاء الاصطناعى على تسجيل هذه المعلومة بصورة تلقائية وتخزن لدى قاعدة البيانات الضخمة لشركة آبل إذا كان جوالك من نوع الآى فون على سبيل المثال، وأنت فى طريقك إلى العمل تستخدم خرائط جوجل لتحديد أفضل طريق للسير، وتستخدم أيضا فى كثير من الأحيان خدمة الطقس من جوجل قبل النزول من المنزل لتعرف ماذا سترتدى اليوم، وقد تكون من عشان الرياضة فتصبح دائم البحث عن الأخبار الرياضية على الإنترنت.

ما سبق ما هى إلا عادات يومية لا تعدو أن تكون مجرد خطوات تلقائية تستخدم فيها التكنولوجيا، ولكنها تشكل قاعدة بيانات ضخمة وهائلة تجمع ملايين المستخدمين حول العالم، فيمكن لشركة أبل أن تعرف كم شخصا يستيقظ فى السادسة صباحا، ويمكن لجوجل أن تعرف كم شخصا يمر من هذا الطريق كل صباح عبر خدمة الخرائط، هذه البيانات الضخمة تقوم الشركات التكنولوجية بتحليلها وتكوين صورة واضحة لاتجاهات وسلوك المستخدمين، وهو ما يمكنها من الوصول إلى أى جمهور مستهدف لأى منتج او خدمة بشكل أسهر كثيرا.

لأجل هذه الميزات التكنولوجية التى أتاحها الذكاء الاصطناعى، أصبحت وجهة المعلنين نحو الإعلان عبر السوشيال ميديا هى الأسهل والأقل تكلفة، ولكن فى المقابل لا تتيح هذه المميزات الكبيرة أى اختيار للمعلن للموقع أو الفيديو الذى سيبث إعلانه من خلاله، وهو ما يجعل هذا الإعلان عرضه للبث فى أى مكان، وقد يكون هذا المكان هو قنوات أو فيديوهات تدعم الإرهاب فى قطر وتركيا.

 

داعمين للارهاب دون دراية

 

لقد حول الذكاء الاصطناعى شركات مصرية كبيرة إلى ممولين لقنوات الإرهاب دون أن تدرى، وهو ما يتطلب إحداث تحول كبير فى سياسات الإعلان بمصر بمعنى أن يكون هناك صيغة توافقية بين وسائل الإعلام ووكالات الإعلان والشركات المعلنة على طرق جديدة للوصول إلى الجمهور المستهدف من خلال الميزات والمعلومات الهائلة التى يتيحها الإنترنت مجانا بتحليل سلوك هذا الجمهور، حتى لا يصبح كل من المعلنين ووسائل الإعلام المحلية التى تفقد أحد أهم مواردها وهو حصيلة الإعلانات المباشرة من المعلن، فريسة يتلهما شركات السوشيال ميديا كل يوم، هنا الجميع خاسرون، والرابح الوحيد هو قنوات الإرهاب وشركات السوشيال الأجنبية التى تمتلئ خزائنها بالدولارات من هذه الإعلانات.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

الزمالك يستند على الاتفاق مع بتروجت في صفقة حامد حمدان

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

جائزة بوشكاش 2025.. عمرو ناصر يحلم بتكرار إنجاز محمد صلاح

الأهلي يواصل التحضير لمباراة سيراميكا في كأس العاصمة


قانون التأمينات يحدد 4 حالات تُقطع فيها معاشات المستحقين أول الشهر

التمويل الإنسانى على حافة الهاوية.. التخفيضات الأمريكية توسع الفجوة التمويلية.. المجلس النرويجى للاجئين يؤكد: 239 مليون شخص يحتاجون للمساعدة الإنسانية بـ2026.. منهم 87 مليونا فى أمسّ الحاجة إلى المساعدة العاجلة

10 إجراءات من مركز المناخ لإنقاذ القمح المتأخر.. تعرف عليها

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات


غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأهلى يهزم الجزيرة والاتحاد يتغلب على الزمالك فى دورى سوبر كرة السلة

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى