ترامب ليس التحدى الوحيد أمام أوروبا.. الانقسام يهدد بتقويض الاتحاد الأوروبى .. بريطانيا فتحت الطريق بـ"البريكسيت".. الهجرة تثير الخلافات قبل زيارة كونتى لباريس.. وماكرون أمل التكتل لوراثة ميركل فى القيادة

ترامب وماكرون
ترامب وماكرون
كتب - بيشوى رمزى

"لقد تأسس الاتحاد الأوروبى لتقويض مصالح الولايات المتحدة"، هكذا قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال حملته الانتخابية، فى إشارة صريحة ومبكرة على أن الموقف الأمريكى من أقرب حلفاءه سوف يشهد تغييرا جذريا، إلا أن الموقف العدائى للاتحاد الأوروبى تحول من الخطابة إلى إجراءات يتم تطبيقها على الأرض، ترواحت بين التجاهل الأمريكى للكيان الأوروبى إلى سياسات اعتبرها البعض بمثابة حرب أمريكية على المصالح الأوروبية.

فمنذ وصول الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض، لم يقم بتعيين سفير أمريكى فى الاتحاد الأوروبى، وفى المقابل سعى إلى الإشادة، فى مناسبات عدة، بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، حتى جاءت القرارات الأمريكية الأخيرة بفرض تعريفات جمركية على الصادرات الأوروبية للولايات المتحدة، لتكون بمثابة كلمة النهاية فى الاعتماد الأوروبى على القوة الأمريكية، والذى دام لعقود طويلة، منذ حقبة الحرب الباردة.

الانقسامات ضربت قادة مجموعة السبع بسبب الخلافات الأمريكية الأوروبية
الانقسامات ضربت قادة مجموعة السبع بسبب الخلافات الأمريكية الأوروبية

 

وهنا يثور التساؤل حول كيفية التعاطى الأوروبى مع الموقف الأمريكى الصادم، خاصة وأن القارة العجوز عاشت لعقود كقوى تابعة للهيمنة الأمريكية، مقابل الدعم الأمريكى للأمن، والاقتصاد الأوروبى، سواء عبر الناتو أو الاتفاقيات التجارية التى تمنح ميزات كبيرة للصادرات الأوروبية، وهى الأمور التى يتحرك ترامب للتنصل منها فى المرحلة الحالية.

"أمريكا أولا".. هل يقابله شعار "أوروبا الموحدة"؟

الرئيس الأمريكى يتبنى سياساته من منطلق شعار تبناه، ليزين به حملته الانتخابية، وهو "أمريكا أولا"، وبالتالى فأصبحت المصالح الأمريكية أولوية قصوى لدى إدارته، بعيدا عن مصالح الحلفاء، لذا فهناك حاجة ملحة إلى رؤية أوروبية تقوم على فكرة "أوروبا الموحدة"، حتى يمكنها مجابهة الحرب الأمريكية الجديدة فى المرحلة المقبلة.

خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى مهد الطريق لتقويض الوحدة
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى مهد الطريق لتقويض الوحدة

 

يرى جى فيرهوفشتات، والذى يترأس تحالف الليبراليين والديمقراطيين من أجل أوروبا بالبرلمان الأوروبى، أن فكرة توحيد الموقف الأوروبى تبقى ضرورة ملحة لمواجهة حملة ترامب، لتقويض الكيان الأوروبى، إلا أن هناك العديد من التحديات التى تواجه دول الاتحاد الأوروبى فى الوقت الراهن، ربما تساهم بصورة كبيرة فى منع أى محاولة لتوحيد المواقف الأوروبية فى الوقت الراهن.

وأضاف فيرهوفشتات، فى مقال منشور له بموقع "بروجيكت سينديكيت"، أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى هو أبرز التحديات، خاصة وأن الخطوة البريطانية خلقت انشقاقا فى الموقف.

إنقسام أوروبى.. الخلافات وصعود اليمينيين تتحدى بقاء الاتحاد الأوروبى

ولكن يبدو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى ليس التحدى الوحيد أمام القارة العجوز، فهناك انقسام صارخ بين الدول الأعضاء، خاصة مع زيادة الخلاف حول بعض القضايا، وفى القلب منها مسألة كيفية التعامل مع معضلة المهاجرين غير الشرعيين، وهو الأمر الذى بدا واضحا بين إيطاليا وفرنسا، قبل الزيارة المرتقبة التى يقوم بها رئيس الوزراء الإيطالى جوزيبى كونتى لباريس، اليوم الجمعة.

صعود كونتى يثير الانقسامات فى أوروبا
صعود كونتى يثير الانقسامات فى أوروبا

 

الخلاف بين إيطاليا وفرنسا كاد أن يمنع رئيس الوزراء الإيطالى من إتمام الزيارة المرتقبة، والتى تعد ثانى زيارة خارجية يقوم بها منذ أن تولى منصبة، إلا اتصالا هاتفيا بين ماكرون وكونتى أنقذ اللقاء.

ولعل التوجه الشعبوى للحكومة الإيطالية الجديدة، والمناهضة للإتحاد الأوروبى، والمعروفة بميلها إلى روسيا، يمثل تحديا جديدا للكيان الأوروبى الموحد، خاصة مع تصاعد شعبية اليمينيين فى أوروبا بشكل عام، خلال الفترة الماضية، وبالتالى فهناك مخاوف أوروبية كبيرة جراء انتشار عدوى اليمينيين فى مناطق كثيرة من القارة، وهو ما يمثل تهديدا صارخا لبقاء الإتحاد الأوروبى فى المرحلة المقبلة.

صراع على القيادة.. ماكرون أمل الإصلاح فى مواجهة ميركل

ولم تتوقف الانقسامات الأوروبية على الخلاف بين الشعبويين وأنصار الديمقراطية، حيث امتدت حالة الانقسام لتضرب الفريق المؤيد للاتحاد الأوروبى نفسه، حول من يتولى قيادة الكيان فى المرحلة المقبلة، حيث يظهر فى الأفق تنافس حاد بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.

ماكرون وميركل.. صراع على القيادة
ماكرون وميركل.. صراع على القيادة

 

كانت ألمانيا تحظى بمباركة أمريكية لقيادة الكيان الأوروبى خلال عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، إلا أن الأمر ربما تغير بصورة كبيرة بعد ذلك فى ضوء العلاقة المتوترة بين ترامب وميركل، وهو الأمر الذى فتح الباب أمام ماكرون للقيام بدور أكثر تأثيرا فى المرحلة المقبلة، خاصة وأن علاقته بالرئيس الأمريكى تبقى أفضل بكثير من المستشارة الألمانية.

ويرى العديد من المتابعين أن ماكرون يبقى الأمل فى قيادة أوروبا فى المرحلة المقبلة، خاصة وأنه تمكن من الفوز فى الانتخابات الأخيرة، والتى عقدت فى العام الماضى، على حساب المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، بينما خسرت ميركل فى الانتخابات التشريعية أمام حزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوى، كما أن ماكرون يتبنى خطط إصلاحية، على المستوى الجماعى الأوروبى، من خلال تأسيس جيش مشترك، وسياسة مالية موحدة، بالتزامن مع خطط أخرى إصلاحية فى الداخل بهدف تأهيل فرنسا لدور قيادى جديد على المستوى القارى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غيابات الزمالك أمام حرس الحدود بكأس عاصمة مصر

برشلونة يشيد بموهبة حمزة عبد الكريم: نجم واعد للمستقبل

مفاجأة فى مستقبل محمد صلاح مع ليفربول قبل أمم أفريقيا 2025

بلاغ ضد نادية الجندى بتهمة القذف والتشهير بفريال يوسف

مقتل عنصر شديد الخطورة وضبط مخدرات بـ100 مليون جنيه


محمد صلاح على مقاعد البدلاء.. التشكيل المتوقع لمصر في ودية نيجيريا

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

مواعيد مباريات اليوم.. جوادالاخارا مع برشلونة ومصر أمام نيجيريا

التضامن تفتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية موسم 1447هـ - 2026م

الأرصاد: أجواء باردة ونشاط رياح يزيد برودة الطقس والصغرى بالقاهرة 13 درجة


الأهلي يدرس وضع أشرف داري على قائمة الانتظار حال فشل تسويقه في يناير

وزارة التعليم: سداد رسوم امتحان الصف الثالث الإعدادي إلكترونيا وهذه قيمتها

أمير المصرى يكشف عن إصابته خلال تصوير مبارايات الملاكمة فى فيلم Giant

معاش استثنائي للمستحقين.. اعرف إزاي تقدم طلبك لو ظروفك المادية صعبة

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

5 معلومات عن مباراة مصر ونيجيريا الودية استعداداً لـ أمم أفريقيا

اعرف حقوقك.. لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات في اليوم

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 16 - 12- 2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى